روابط للدخول

خبر عاجل

الشأن العراقي في الصحافة البريطانية


أياد الکيلاني – لندن

ضمن جولتنا الأسبوعية على الصحافة البريطانية نتوقف أولا عند صحيفة The Guardian وتقرير نشرته أمس الجمعة لمراسلها في بغداد نقل فيه عن كبير القضاة في محاكمة صدام حسين بتهمة ارتكابه الإبادة الجماعية، القاضي (عبد الله العامري)، قوله إن صدام حسين لم يكن دكتاتورا، وذلك ضمن حوار بينه والرئيس العراقي المخلوع، في أعقاب شهادة أدلى بها مزارع كردي جاء فيها أنه ذهب إلى أحد قصور صدام عام 1988 ليتوسل بالإفراج عن عائلته.
فتوجه صدام إلى القاضي بقوله إنه ليس من المنطقي أن يزوره أحد الناجين من حملة الأنفال (التي قتل خلالها 180 ألفا من الأكراد – بحسب هيئة الادعاء العام) "لو كان صدام حسين دكتاتورا أو أنه كان يعادي الشعب الكردي". فأجابه القاضي: "أنت لست دكتاتورا. الناس والنظام المحيطين به هم الذين يصنعون الدكتاتور". فشكره صدام مبتسما.
وكان اليوم السابق لذلك الحوار شهد المدعي العام (منقذ الفرعون) وهو يدعو القاضي (عبد الله العامري) – وهو بعثي سابق وكان يعمل قاضيا إبان عهد نظام صدام – إلى التنحي عن رئاسة المحكمة.

** ** **

وتابعت صحيفة The Daily Telegraph الموضوع ذاته حين نشرت أمس تقريرا لمراسلها في بغداد يروي فيه أن القاضي (العامري) كان يتعرض أمس إلى ضغوط متزايدة كي يستقيل، إثر وصفه للرئيس العراقي المخلوع بأنه لم يكن دكتاتورا.
وكان القاضي غض النظر في اليوم سابق عن مطالبته من قبل المدعي العام بأن يستقيل لما اعتبرته هيئة الادعاء موقف القاضي المتعاطف مع المتهمين.
ويوضح التقرير بأن المحاكمة – التي استؤنفت يوم الاثنين بعد تعليقها لمدة ثلاثة أسابيع – شهدت صدام عدة مرات وهو يهاجم الأكراد دون أن توجه له هيئة المحكمة توبيخا.
ويمضي المراسل إلى أن القاضي – بعد ساعتين من تدخله المفاجئ – قرر تأجيل الجلسة إلى يوم الاثنين "لأسباب فنية"، وسط تزايد المطالبات باستقالته.
وأقر متحدث باسم المحكمة (رائد جوحي) بأن "هناك خطأ قد ارتكب"، موضحا بأن "المحكمة ليس من حقها أن تنسب للمتهم صفة ما، بل عليها أن تتمسك بالمصطلحات القانونية. هذا الرجل أمضى 25 عاما كقاضٍ، إلا أنه أخطأ في التعبير."
كما يوضح المراسل بأن صدام وستة من مسئوليه وقادته العسكريين البعثيين متهمون بتنظيم حملة الأنفال. ويواجه كل من صدام و(علي حسن المجيد) تهمة الإبادة الجماعية، ويواجه الآخرون تهمة ارتكاب جرائم بحق البشرية.

على صلة

XS
SM
MD
LG