روابط للدخول

خبر عاجل

ذکری 11 أيلول .. مقابلة مع شقيقة لكابتن إحدی الطائرات المختطفة


أياد الکيلاني – لندن

راح شقيق Debra Burlingame ضحية الاعتداءات الإرهابية في الحادي عشر من أيلول عام 2001، إذ كان الكابتن Charles Burlingame الثالث يقود الرحلة 77 لشركة American Airlines التي تحطمت بمبنى البنتاغون وقتل جميع الركاب والطاقم ال63 بالإضافة إلى 125 آخرين داخل المبنى نتيجة الحادث. وتنقل مراسلة إذاعة العراق الحر Nikola Krastev عن Debra Burlingame في مقابلة أجرتها معها أنها باتت ترى في أحداث ذلك اليوم ليس مجرد قصة كراهية – متمثلة في سعي مجموعة من الإرهابيين إلى قال أكبر عدد ممكن من الناس – بل قصة حب وشجاعة أيضا، وأعدت لنا تقريرا يتضمن الحوار بينهما:


تصفين أحداث 11 أيلول بأنها قصة حب عظيمة، فما الذي تقصدين بذلك؟

"في ذلك اليوم الرهيب كان هناك 19 رجلا – يساندهم آخرون، ولكن دعينا نبقى مع هؤلاء ال19 – استقلوا طائرات مدنية مدفوعين فقط برغبتهم في قتل أكثر عدد ممكن من الناس. وعليك أن تتخيلين نفسك قرب بوابة الصعود وأنت بصحبة باقي الركاب، فكان هناك ثمانية أطفال على متن تلك الطائرات، تتراوح أعمارهم بين الرضيع وبين من بلغ منهم الحادية عشرة من عمره. غير أن هدف الخاطفين كان القتل، وإلحاق أكبر قدر ممكن من الدمار – في الناس وفي الممتلكات – الأمر الذي نجحوا فيه بدرجة تفوق أوسع أحلامهم. وكان هناك من بين الذين هرعوا في البداية ما يزيد عن 400 شخص ما كان عليهم أن يموتوا في ذلك اليوم، أي رجال إطفاء مدينة نيو يورك وشرطتها، ممن اختاروا دخول المبنيين في وجه مخاطر جسيمة. أتذكر وصف أحدهم لما شاهدوه هناك في ذلك اليوم، حيث كان بعض الناس يقفزون من النوافذ على ارتفاع 90 طابق، كما شهدوا الجثث الممزقة والزجاج المتناثر في كل مكان، ما علق عليه رجل الإنقاذ بقوله: "لو كان أي من هؤلاء الرجال امتنع عن دخول المبنيين لما كنت أعتب عليه." وهكذا هناك تباين متمثل في 400 من هؤلاء المنقذين الأوائل الذين ضحوا بحيتهم من أجل إنقاذ أكبر عدد ممكن من الناس."

** ** **

أين التقيت بشقيق آخر مرة؟

"كانت المرة الأخيرة قبل 11 أيلول بنحو شهر، حين كنت انتقلت لتوّي إلى Los Angeles التي كانت وجهته يومها، إذ كان يعمل على خط الطيران بين مطاري Dulles و Los Angeles ، فتناولت العشاء معه ومع أحد أشقائي الآخرين ومعنا ابنتي. كان يومها يستحق الاستراحة فأمضينا وقتا ممتعا معا. كنا قريبين جدا منه فكنت أتصل به كل أسبوع، بل وعدة مرات في اليوم في بعض الأيام، فنحن عائلة بالترابط الوثيق. ولكن كانت تلك المرة الأخيرة التي رأيته فيه، حين تناولنا العشاء معه."

** ** **

في أية لحظة من يوم 11 أيلول أدركت أن شقيقك كان قائد إحدى الطائرات المختطفة؟

"عليك أن تتذكرين أن أول التقارير الواردة من البنتاغون – وهو المكان الذي تحطمت فيه طائرة شقيقي – كان يتحدث عن انفجار قنبلة، ثم تغير ذلك إلى تحطم طائرة صغيرة، نتيجة عدم توفر صور للانفجار إلا بعد فترة طويلة، ما ترك الناس البعيدين عن المكان دون علم بما حدث. وسائل الإعلام لم تكن قريبة من الموقع، بل كانت تغطي الحدث من الجانب الآخر من النهر. ولكن بعد نحو ساعة من تحطم الطائرة تلقيت مكالمة هاتفية من شقيقنا الذي كان بدوره تلقى اتصالا من أكثر الأصدقاء المقربين لشقيقنا الطيار، وكانت المعلومات التي وردتنا صادرة من مكتب التحقيقات الفدرالي."

** ** **

بالاستناد إلى معرفتك الحميمة بشقيقك، ما هو تصورك عن الطريقة التي واجه بها بدء الخاطفين في اقتحام مقصورة القيادة؟

"أنا على يقين تام بأنه حاربهم، والدليل على ذلك الصندوق الأسود العائد للطائرة، ومنه يتضح أن عراكا مستميتا جرى في مقصورة القيادة. ومما يزيد من قناعتي قوله لأحد أشقائنا قبل سنتين أنه من السخف إخضاع الطيارين إلى التفتيش في المطارات بحثا عن الأسلحة النارية والسكاكين، فكل طائرة هي عبارة عن قذيفة، وتابع قائلا: "هناك تحت مقعدي وحولي نحو 27 ألف كيلوغرام من الوقود، وهذا يمثل سلاحا فتاكا." لذا فما كان Chic – حتى لو اعتبرهم خاطفين عاديين – سيسلمهم قيادة الطائرة، وما كان سيغادر مقصورة القيادة لكون الأجهزة التي تملأها بالغة الخطورة ويمكن لشخص مدرب أن يستخدمها لإلحاق الضرر أو لإيذاء الركاب."

** ** **

ما الذي خططت له هذه السنة لإحياء ذكرى 11 أيلول؟

"سأتوجه إلى واشنطن في العاشر من الشهر، وسأشارك في مسيرة الحرية التي ستنطلق من إحدى ساحات العاصمة وتتجه إلى البنتاغون، حيث سيقيمون الاحتفال في باحة المبنى ويشعلون الأضواء فيها. وكثيرا ما أزور قبره، فهو مدفون في مقبرة Arlington القومية الواقعة عبر الشارع، حيث سأكون مع شقيقيّ ، كما نكون كل سنة . . كل سنة."

على صلة

XS
SM
MD
LG