روابط للدخول

خبر عاجل

عقار يمحو الذاكرة لنسيان التجارب المؤلمة


فارس عمر

جولة على بعض مستجدات العلم:


يمر الانسان خلال سنوات عمره بتجارب مختلفة ، منها الحلو ومنها المر الذي يود لو ينساه ، أو على الأقل أن يقصيه الى زاوية بعيدة في تلافيف ذاكرته. ونصيب الانسان العراقي من الفواجع والمحن التي يتمنى ان يطوي صفحتها في حياته ، صار يفوق بكثير متوسط التجارب المؤلمة في حياة الانسان. وقد اكتشف العلماء طريقة لمحو الذاكرة دون أي آثار سلبية على وظائف المخ الاخرى. حول هذا الموضوع ومواضيع عملية اخرى اعدت اذاعة العراق الحر التقرير التالي:
توصل العلماء الى طريقة لمحو الذاكرة اختبروها على فئران بعضها لا يزيد خزين ذاكرتها على يوم واحد وبعضها الآخر يمتد خزين ذاكرتها فترة شهر. وتتمثل هذه الطريقة بزرق عقار في الجهاز العصبي للفئران وبعد ان يؤدي العقار مهمته تعود الفئران الى تعلم الوظائف التي مُحيت من ذاكرتها.
ويأمل الباحثون بأن تكون لاكتشافهم منافع في علاج الاضطرابات العصبية بتأثير الصدمة بعد احداث مروعة ، أو التخفيف من آلام مزمنة.

الدكتور اندريه فنتون عالم شارك في الدراسة الجديدة من جامعة نيويورك ـ داونستايت. وهو يبين كيف يمكن استخدام هذا العقار مع مريض صفق باب بيته أو سيارته على اصبعه مثلا:
"نحن لا نريد زرقَ العقار في مخِ المريض ، ولكن ما نستطيع ان نفعلَه هو ان نحدِّد على وجه الدقة الموقع الذي يرسل الأصبع المصاب مشاعر الألم اليه في النخاع الشوكي ، والى هناك نوجِّه العقار".
من التطبيقات الممكنة الأخرى للعقار التخفيف من معاناة الأشخاص الذين يقعون ضحية احداث مروعة أو يلِّمُ بهم مصاب أليم.
"من حيث المبدأ لا نعلم إن كانت هذه الطريقة ستعمل بنجاح ، ولكننا نستطيع ان نشخِّص تجربة مؤلمة تكون طرية في الذاكرة. وهكذا يمكن ان نتخيل مريضا يخضع للعلاج ، وبالتعاون مع طبيبِه يتمكن المريض والطبيب معا من فرز التجربة المرة التي يحفظها المريض في مخزون ذاكرته. و"الجزيء" أو العقار المكتشف حديثا يستهدف الذكريات المريرة دون المساس بالذكريات التي لا يريد المريض ان يفقدَها ، ثم تنشيط الذكريات المرة انتقائيا وايجاد طريقة لتوجيه العقار صوبها".
ولكن هل يمكن تجبير القلوب المحطَّمة بالعقار الجديد؟ الدكتور فنتون يمتنع عن الالتزام بأي وعود في هذا المضمار.

** ** **

يُسهم الطب الحديث بقِسط كبير في المدِّ بعمر الانسان. فقبل الفي عام كان الانسان لا يعيش أكثر من عشرين عاما في المتوسط العام ، واليوم يتراوح متوسط العمر الذي يعيشه بين ستة وستين عاما في روسيا واثنين وثمانين عاما في اليابان.
ولكن طول العمر قد لا يعني شيخوخة ممتعة إذا تقاعس المخ عن العمل وباتت الذاكرة مثقوبة. وقد أظهر استطلاع أُجري مؤخرا بين ثلاثين ألف شخص في استراليا ان للكحول ومشاهدة التلفزيون ساعات طويلة علاقة بضعف الذاكرة. وغني عن القول ان مَنْ اعترفوا بتعاطي المخدرات فشلوا فشلا ذريعا في امتحان الذاكرة. ويبدو من النتائج ان ليس لتناول القهوة أو الشاي آثارا سلبية على الذاكرة. ولوحظ ان الأشخاص الذين يأكلون السمك مرة في الاسبوع ويَحلِّون الفوازير لديهم قدرة أفضل على تذكر الاشياء . ولقراء الروايات ايضا ذاكرة قوية.
السر هو تشغيل العقل باستمرار قدر الامكان. وقالت العالمة نانسي باتشانا من جامعة كوينزلاند الاسترالية لوكالة رويترز ان التلفزيون ليس كله ترهات وان متابعة برامج الفوازير والمعلومات العامة والبرامج الاخبارية مفيدة للعقل.

** ** **

قد لا يكون الخبر التالي مفاجأة لأصحاب الكلاب ولكن استاذ علم النفس في جامعة بورتسموث البريطانية بول موريس وجد ان الكلاب تشعر بعاطفة "الغيرة" التي تُعد من العواطف الاجتماعية المعقدة. فان عواطف مثل الغيرة والكبرياء والخجل والحرج تُعتبر عواطف ثانوية. ودأب العلماء لفترة طويلة على الاعتقاد بأن غالبية الثدييات ، بما فيها البشر في ايامهم الأولى غيرُ قادرين إلا على امتلاك عواطف اولية مثل الخوف والغضب والدهشة والفضول. وكانوا يرفضون القبول بأن الأطفال الرضع ، ناهيكم عن الكلاب ، لديهم قدرات حسية متطورة بما فيه الكفاية للتعبير عن عواطف مثل الغيرة.
البروفيسور موريس درس الأطفال الرضع قبل ان ينتقل الى دراسة الكلاب. وقدَّم في مؤتمر علمي عُقد الشهر الماضي بحثا يستند الى دراسة ألف شخص لديهم حيوانات أليفة في بريطانيا. وتناولت الدراسة حيوانات مختلفة مثل القطط والطيور والارانب الى جانب الكلاب. ولكن اصحاب الكلاب وحدهم الذين تحدثوا عن ملاحظتهم مشاعر غيرة لدى كلابهم. هل يعني هذا ان القطط اقل شعورا بحب التملك؟ البروفيسور موريس يرى ان الفرق قد يكمن في ان القطط ليست حيوانات اجتماعية مثل الكلاب.
بيد ان البروفيسور موريس ينبه الى ان الكلاب قد تشعر بالغيرة ولكنها غيرة من نمط خاص ينتمي الى عالم الكلاب:
"انها ليست تماما مثل عاطفة الغيرة عند البشر لأن الكلاب لا تشعر بالغيرة إلا في حدود لحظتها على ما يبدو. ولا يدَّعي أحد ان الكلاب تنتابها وساوس عن علاقاتنا بالآخر أو ترتاب في هجران الحبيب من اجل مخلوق آخر".
كما يستبعد البروفيسور موريس ان تكون لدى الكلاب عواطف اخرى شبيهة بعواطف البشر مثل الخجل. وكون البروفيسور البريطاني نفسِه صاحب كلبين فهو يعرف ان الكلاب تتصرف في بعض الأحيان تصرفا يدعو الى الخجل.

على صلة

XS
SM
MD
LG