روابط للدخول

خبر عاجل

98% من مشكلة نقص المياه سببها الانسان نفسه


حسين سعيد

- اعلن آسيت بيسواس الخبير الكندي الهندي الاصل رئيس المركز العالمي الثالث لادارة المياه ومقرة العاصمة المكسيكية في كلمة افتتح بها اسبوع المياه العالمي في العاصمة السويدية، اعلن انه لا يوافق الرأي القائل بان العالم لن يواجه ازمة مياه، وحث الوفود المشاركة في اعمال الاسبوع العالمي للمياه الذي يشارك فيه يشارك فيه خبراء من 140 دولة على الاخذ بعين الاعتبار التغييرات الاقتصادية العالمية المستقبلية وزيادة سكان المعمورة لدى وضع الخطط الخاصة بادارة مشكلة المياه.
وأكد خبراء مشاركون في اسبوع المياه العالمي الذي يختتم اعماله يوم الجمعة الخامس والعشرين من آب الجاري في دراسة قدمت الى المشاركين في فعاليات الاسبوع اكدوا ضرورة احداث تغيير جذري في سياسات ادارة المياه لكي لا يواجه سكان الكرة الارضية الذين يزداد عددهم، ازمات بسبب شح المياه خلال السنوات الخمسين المقبلة.
واوضحت الدراسة التي تضع تقييما شاملا لادارة المياه المخصصة للزراعة والذي انجزه 700 اختصاصي من جميع انحاء العالم خلال الاعوام الخمسة الماضية، ان واحدا من كل ثلاثة اشخاص في العالم يعاني حاليا من شح المياه بشكل او باخر.
وأكد فرانك ريسبرمان المدير العام للمعهد الدولي لادارة المياه الذي نسق الدراسة التقييمية ان المشكلة اوسع بكثير مما كنا نتوقع وهذا مقلق جدا.
واوضح ريسيرمان ان هناك نوعين من شح المياه يظهر الاول في المناطق التي تستهلك فيها الموارد المائية بافراط ما يسفر عن انخفاض مستوى المياه الجوفية،وجفاف الانهر،والثاني يلاحظ في الدول التي لا تملك الامكانات التقنية او المادية لتجميع مياه الامطار والانهار وغيرها من المصادر.
واشار ريسبرمان الى ان مشكلة المياه مرتبطة بادارتها اكثر بكثير من اربتاطها بتوفر هذا المورد الاساسي، موضحا بان 98% من مشكلة نقص المياه سببها الانسان نفسه اما حصة الاكوارث الطبيعية فهي اثنان في المئة فقط.
واشارت الدراسة الى ان انتاج المواد الغذائية اللازمة لتناول سعرة حرارية واحدة يستهلك لترا واحدا من المياهويجتذب القطاع الزراعي 78% من الاستهلاك العالمي للمياه مقابل 18% للصناعة وثمانية بالمئة للمتطلبات البلدية.
وشدد الخبراء في الدراسة على ضرورة اعادة النظر في سياسات ادارة المياه من منطلق ان تعداد سكان العالم البالغ حاليا 6 مليارات و100 مليون نسمة وستتراوح الزيادة في تعداد سكان الكرة الارضية مابين مليارين و3 مليارات حتى العام 2050.
والحل بالنسبة للبلدان التي تسرف في استهلاك المياه يكمن في اقتصادها وفي اعادة النظر في استخدامها بشكل منطقي اكثر.
ويعتقد فرانك ريسبرمان المدير العام للمعهد الدولي لادارة المياه ان الناس سيضطرون الى المزيد من العمل بوسائل اقل أي انتاج كمية حبوب اكبر بكمية المياه نفسها.
ومن التوصيات الموجهة الى بعض المناطق نشر وتطوير الزراعة التي تعتمد على مياه الامطار وادخال اصناف الحبوب التي لا تتطلب كميات كبيرة من المياه وتطوير انظمة الري والسدود الصغيرة.

* * *
الا ان ريسبرمان يرى الاولوية في تغيير العقليات والسياسات الحكومية المتعلقة بالمياه التي كثيرا ما تعود الى افكار قديمة. وقال ان السياسات الحكومية وطريقة تناولها مسائل المياه هي بلا شك الامر الملح الذي يتوجب تغييره على الامد القصير.
وتوصلت الدراسة الى نتائج مدهشة بتأكيدها ان هناك ما يكفي من التربة والماء والموارد الانسانية لانتاج ما يكفي من الغذاء لمجموع عدد السكان المتزايد في السنوات الخمسين القادمة.
واحد التحديات التي تطرح ايضا هو التمكن من تلبية احتياجات الزراعة من المياه بدون الاضرار بالبيئة. وقال ريسبرمان انه من جهة علينا حماية البيئة، ومن جهة اخرى يحتاج الفقراء باستمرار الى مزيد من الماء لغذائهم وحياتهم.

* * *

يشارك في اعمال الاسبوع العالمي للمياه في استوكهولم وفد عراقي ذكر انه برئاسة وزير الموارد المائية الدكتور عبد اللطيف رشيد، الذي القي محاضرة عن دور المشاريع والمنشآت المائية وتأثيراتها على التنمية والاقتصاد الوطني في العراق، واهمية بناء المشاريع الاروائية للسيطرة على الكمية والنوعية للمياه وإدارتها بشكل افضل واقتصادي لزيادة الانتاج الزراعي.
كما تناول في محاضرته مسألة اعادة تأهيل الاهوار وتوفير المبالغ اللازمة لتنفيذ هذا المشروع الحيوي.
وسيبحث الوفد العراقي على هامش الاسبوع العالمي للمياه مع الوفدين السوري والتركي قضية ادارة المياه بين الدول الثلاث، كما سيجرى على هامش المؤتمر لقاء يتناول الموضوع نفسه بين ممثلي اسرائيل والاردن والسلطة الوطنية الفلسطينية.
وتضمن جدول اعمل الاسبوع العالمي الذي يختتم اعماله يوم الجمعة مسألة الفساد في ادارة المياه، الى جانب مواضيع هامة اخرى من بينها سبل ترشيد استهلاك المياه، واثر تزايد عدد السكان في العالم على استهلاك المياه، والتغييرات المناخية وتأثيرها على الموارد المائية وتلوث المياه وغيرها.

على صلة

XS
SM
MD
LG