روابط للدخول

خبر عاجل

جولة علی الصحافة البريطانية


أياد الکيلاني

ضمن مراجعتنا الأسبوعية لبعض ما تناولته الصحف البريطانية من الشأن العراقي، نطالع في صحيفة Daily Telegraph أن رئيس الوزراء البريطاني Tony Blair يؤمن بأن الله والتاريخ سيحكمان على صواب قراره بخوض الحرب ضد العراق، مؤكدا في مقابلة سيبثها التلفزيون البريطاني مساء اليوم بأنه خاض صراعا مع ضميره في شأن الانضمام إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.
وأكد بلير بأنه يتخذ قراراته السياسية بموجب ما يمليه عليه ضميره المرتبط بدوره بعقيدته المسيحية، إلا أنه أقر بأن القرارات المتعلقة بالنزاع العسكري كانت الأصعب من بين القرارات التي واجهها منذ توليه السلطة عام 1997 .
وردا على سؤال حول قدرته على التعايش مع قراره بخوض الحرب في العراق، أجاب بلير: إن كنت تؤمن بهذه الأشياء فإنك تدرك أن غيرك من الناس هم الذين يحكمون على الأمر، وإن كنت تؤمن بالله، فعليك أن تدرك أنه سيحكم أيضا.
وشدد بلير على أن القرارات الوحيدة التي حرمته من النوم خلال السنوات الثماني التي أمضاها في رئاسة الحكومة البريطانية كانت تلك المتعلقة بإقحام بلاده في الحرب، وأضاف موضحا: السبيل الوحيد إلى اتخاذ مثل ذلك القرار هو القناعة بأنك ستختار الصواب الذي يمليه عليك ضميرك. أما الباقي فعليك أن تترك الحكم في شأنه إلى التاريخ.

** ** **

أما صحيفة The Times فتشير اليوم إلى أن أعضاء العائلات الحزينة إزاء مقتل أحد أفرادها أثناء الخدمة العسكرية باتوا اليوم من أكثر المناوئين للحرب في العراق، فلقد توجه عدد منهم هذا الأسبوع إلى مقر رئيس الوزراء توني بلير ليسلموه رسالة تطالب بإعادة الجنود البريطانيين إلى ديارهم.
إلا أن الصحيفة تنبه إلى أن النزاع في العراق يبدو أقل خطورة على حياة الجنود البريطانيين مما سبقه من حروب، إذ كانت حتى أحداث أيرلندا الداخلية تمتاز بكلفة بشرية أكبر، ولكن البلاد لم تشهد تظاهرت صاخبة لذوي الضحايا في تلك الحروب.
وتمضي الصحيفة إلى أن كلما تناقص عدد الضحايا البريطانيين في الحرب زادت وتيرة احتجاجات عائلاتهم. وترى الصحيفة في ذلك أمرا يتجاوز مجرد عدد الضحايا، إذ لم تفقد هذه العائلات أحد أفرادها العزيزين فحسب، بل فقدت أي شعور بأن القتلى ماتوا من أجل أمر يستحق التضحية.
وتمضي الصحيفة إلى التأكيد بأن ما من أحد يشعر بغير التعاطف مع العائلات المنكوبة، ولكن هناك سبب أقل نبلا يفسر بروز هذه الاحتجاجات، فلقد سعت الحركة المناهضة للحرب إلى الاستغلال العلني لخصوصيات الحزن، بهدف فرض نمط من الابتزاز العاطفي. فعلى الناشطين المناهضين للحرب أن يبحثوا عن وسيلة مقنعة أخرى، كبديل عن الاستغلال المشين لمشاعر المنكوبين.

على صلة

XS
SM
MD
LG