روابط للدخول

خبر عاجل

تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول أنشطة إيران النووية


اياد كيلاني - لندن

تفيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الأخير حول أنشطة إيران النووية بأن التساؤلات حول المدى والغاية المرجوة من برنامج البلاد النووي لم تجب عليها طهران بعد. ويعتبر التقرير أن إيران تبدو عازمة على المضي قدما في برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم ، الأمر الذي يمثل مصدر قلق دولي لكون التكنولوجيا الخاصة به يمكن الاستفادة منها في إنتاج أسلحة نووية. التقرير صدر قبل أسبوع من عودة هيئة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الانعقاد في جلسة سيتم حلالها تدارس الخطوات التالية الواجب اتخاذها في معالجة مسألة البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، وكان وزير الخارجية الإيراني (مانوشهر متقي) أكد في طوكيو اليوم بأن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يبرئ إيران ويبين بأن لا تحويل يجري في أنشطة إيران النووية السلمية.
المحررة بقسم الأخبار في إذاعة أوروبا الحرة / إذاعة الحرية Golnaz Esfandiari أعدت تقريرا حول الموضوع تنقل فيه عن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن على الرغم من ثلاث سنوات من جهود المراقبة والتحقق ، ما زال الغموض يحيط ببعض أنشطة إيران النووية، ويوضح التقرير بأن إيران تقوم بتوسيع برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم، ولكن الوكالة التابعة إلى الأمم المتحدة لم تتوصل بعد إلى التحقق من إن كان البرنامج النووي الإيراني يمكن اعتباره سلميا تماما.
وتنبه المحررة إلى أن إيران كانت أعلنت الشهر الماضي أنها ستستأنف أبحاثها النووية، وفي العاشر من كانون الثاني أكد مفتشو الوكالة الدولية بأن إيران باشرت في رفع الأختام المثبتة على المعدات والمواد المستخدمة في تخصيب اليورانيوم بمنشأة Natanz .
ويوضح تقرير الوكالة الدولية بأن إيران باشرت في اختبار سلسلة مكونة من20 مرشح محوري في Natanz ، ويشير إلى خطط إيرانية تقتضي تثبيت 3000 مرشح محوري مخصص لتخصيب اليورانيوم. كما توضح المحررة بأن اليورانيوم المخصب يمكن استخدامه كوقود في المفاعلات المدنية، ولكن تخصيبه إلى درجات عالية يجعله صالحا لإنتاج القنابل النووية.
التقرير المكون من 11 صفحة – وهو من إعداد مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية (محمد البرادعي) – تم توزيعه أمس الاثنين على دبلوماسيي الوكالة، ويفترض أنه قد تم تسريبه إلى وسائل الإعلام، فلقد نشرت بعض الوكالات أجزاء منه.
وتضيف المحررة أن أعضاء هيئة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ال35 سيجتمعون في فينا في السادس من آذار المقبل لاتخاذ قرار حول إن كان برنامج إيران النووي سيحال إلى مجلس الأمن، حيث يمكن أن تواجه إيران إجراءات عقابية.
أما الوزير (متقي) فلقد أعاد التأكيد في طوكيو على حق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية، حين قال:

(صوت Mottaki )

نود أن نتمتع بحقوقنا، مثل ما هو حال اليابان، في امتلاك تكنولوجيا نووية، للأغراض السلمية بالطبع.

كما أكد (متقي) بأن تقرير الوكالة الدولية برأ إيران من الاتهامات القائلة إن طهران تقوم سرّاً بتطوير أسلحة نووية، وأضاف: ليس هناك أية أدلة، ولا أية تقارير، ولا وثائق ولا عمليات تفتيش تشير إلى وجود أي تحويل في أنشطتنا السلمية في مجال الطاقة النووية – بحسب تعبيره.

وكان (متقي) توجه إلى طوكيو بعد يوم واحد من إعلان طهران بأنها قد وافقت مبدئيا على تكوين مشاركة مع روسيا لتخصيب اليورانيوم في الأراضي الروسية، ونُقل عن (متقي) قوله قبل هذا الإعلان إن المقترح الروسي يعتبر جسرا بين حق إيران في استخدامها السلمي للطاقة النووية، وبين استعادة ثقة المجتمع الدولي في إيران.
وتنقل المحررة في تقريرها عن صحيفة The Moscow Times وصفها الاتفاق بين إيران وروسيا، بأن الصعوبات الشيطانية تكمن في تفاصيله، وموضحة بأن المشاركة بين البلدين تقضي بتلقي خبراء إيرانيين تدريبا أساسيا من العلماء الروس، يمكنهم بعدها، ببساطة، إلغاء الاتفاق متى ما شاءوا ذلك، ليمضوا في تخصيب اليورانيوم داخل إيران دون الحاجة إلى مساعدة روسية.
أما النائب الإيراني (حسين إسلامي) فنقلت عنه وكالة (فارس) تأكيده اليوم في طهران بأن ما وصفه بالسلوك المنحاز للوكالة الدولية للطاقة الذرية ، سيدفع أعضاء البرلمان إلى توجيه اقتراح إلى كبار أعضاء المجلس – ومن بينهم كبير المفاوضين النوويين (علي لاريجاني) – بضرورة انسحاب إيران من معاهدة منع الانتشار النووي,
غير أن بعض الصحف الإيرانية حملت اليوم بعض العبارات التحذيرية، إذ كتب (محمد سعيد أحاديان) في تعليق بصحيفة (خوراسان) أن إيران عليها ألا تعوّل كثيرا على المنطق القائل إن الغرب ليس في وسعه تثبيت العقوبات أو أن يتخذ تدابير عقابية أخرى.
كما حذر (حامد رضا حجي بابائي) – عضو هيئة الأمن القومي – في مقابلة مع صحيفة (مهر) من أن إيران عليها توخي الحذر في تعاملها مع روسيا، لكون موسكو ربما تكون مهتمة بدرجة أكبر بمصالحها طويلة الأمد.
كما تنقل المراسلة عن مسئولين في الاتحاد الأوروبي قولهم أمس إنهم ما زالوا ينتظرون تأكيدا لذلك الاتفاق المبدئي، في الوقت الذي أعرب فيه البيت الأبيض عن تشكيكه الكبير إزاءه، فلقد خاطب نائب المتحدث باسم البيت الأبيض Adam Ereli الصحافيين أمس الاثنين بقوله:

(صوت Ereli )

ليس هناك، بصراحة، أية صفقة لي علم بها، فما سمعناه يمكنني وصفه بذر التراب في الأعين من قبل الإيرانيين قبل انعقاد مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهو ينسجم تماما مع تصرفات سابقة كانت الغاية منها تحويل أنظار العالم عن القضية الأساسية، وهي أن إيران – خلافا للالتزامات التي تعهدت بها مع الأوروبيين وغيرهم، وخلافا لواجباتها الدولية – منهمكة في نشاطات التخصيب في أراضيها.

وتخلص المحررة إلى التذكير بأن إيران تؤكد الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي، ولكن الولايات المتحدة تتهم إيران بالتطوير السري للأسلحة النووية.

على صلة

XS
SM
MD
LG