روابط للدخول

خبر عاجل

ما من دليل على تراجع حدة الاحتجاجات على الرسوم المثيرة للجدل


أياد الکيلاني وقسم الأخبار في إذاعة أوربا الحرة

تفيد التقارير بأن المزيد من الناس سقطوا بين قتيل وجريح في أعمال عنف جديدة اندلعت في أفغانستان يوم الأرباء الماضي خلال الاحتجاجات على الرسوم الكاريكاتيرية الدنمركية للنبي محمد. كما أصدرت منظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة والاتحاد الأوربي نداءا مشتركا للحوار الهادف إلى نزع فتيل غضب المسلمين إزاء الرسوم، ولكن التوتر ما زال قائما في أرجاء المنطقة.

المحرر بقسم الأخبار في إذاعة أوربا الحرة / إذاعة الحرية Jeremy Bransten أعد تقريرا حول آخر التطورات يؤكد فيه بأن ما من دليل على تراجع حدة الاحتجاجات على الرسوم المثيرة للجدل، مع اندلاع أسوأ حالات العنف في أفغانستان يوم الأربعاء، حيث أعلنت السلطات أن ما لا يقل عن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب تسعة آخرون بجراح في (قلات Qalat) عاصمة إقليم (زابل Zabul)الجنوبي. وأكد مسئولون في الجيش الأفغاني وفي وزارة الداخلية بأن الضحايا سقطوا لدى قيام قوات الأمن بإطلاق النار على جمهرة من المحتجين كانوا يقذفون الحجارة، ما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة بضعة آخرين، كما وقعت احتجاجات أخرى في العاصمة كابول.

وكان أحد المتظاهرين أثار تساؤلا حول مبدأ حرية التعبير، كما يفسر ذلك في الغرب، بقوله:
" أية حرية هذه؟ في الغرب يعتبرون الإساءة إلى المقدسات الدينية بأنها حرية، ولكن الحقيقة هي أن الحرية لا يجوز لها أن تتيح التشكيك بدين ومعتقدات الشعوب الإسلامية. "

ويمضي التقرير إلى أن الطلاب في العاصمة الاندونيسية (جاكرتا Jakarta) حرقوا العلم الدنمركي أمام مبنى السفارة الدنمركية، في الوقت الذي طالب فيه أحد قادة المتظاهرين بطرد جميع الدنمركيين من البلاد، حين قال:
" حين يقوم أحد من بلد معين بالإساءة إلى ديننا، لا بد لمواطني ذلك البلد الموجودين في اندونيسيا أن يغادروا ويغلقوا سفارتهم في اندونيسيا. "

ويتابع المحرر في تقريره بأن مئات المتظاهرين في الضفة الغربية قاموا بقذف الحجارة، وهاجموا بعثة من المراقبين الدوليين بمدينة الخليل. ويوضح التقرير بأن ستين شخصا من أعضاء البعثة كانوا داخل المبنى عند مهاجمته، بالاستناد إلى المتحدثة باسم بعثة الوجود الدولي المؤقت. كما يوضح بأن المراقبين يتواجدون في الخليل منذ عقد من الزمن، سعيا منهم إلى حفظ السلام بين الجاليتين اليهودية والفلسطينية في المدينة. ويذكر أن استدعاء تعزيزات من الشرطة الفلسطينية لإعادة فرض النظام حال دون إصابة أحد بأذى.

ويمضي المحرر إلى أن بالرغم من النداء المشترك الصادر عن منظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة والاتحاد الأوربي، من المتوقع أن تتصاعد حدة التوتر، فلقد ساهمت في المزايدات صحيفة (همشهري Hamshahri) الإيرانية أمس الثلاثاء حين أعلنت عن مسابقة للرسوم الكاريكاتيرية التي تتناول محرقة اليهود. وينقل المحرر عن الصحيفة – التي تديرها حكومة بلدية طهران – قولها إنها تريد معرفة إن كانت حرية التعبير تمتد إلى السخرية تجاه المحرقة، التي راح ضحيتها ستة ملايين يهودي إبان الحرب العالمية الثانية، كما دعت الصحيفة رسامي الكاريكاتير الأجانب إلى المشاركة في المسابقة، ما دفع المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية Sean McCormack إلى رد الفعل الغاضب التالي:
" أية محاولة تهدف بأي شكل من الأشكال إلى السخرية من ذلك الحدث المروع المتمثل في المحرقة، لا بد من اعتبارها شائنة. "

وفي ألمانيا – بحسب التقرير – أعرب Paul Spiegel، رئيس المجلس المركزي لليهود، أعرب عن اشمئزازه حيال الخطوة الإيرانية، إلا أنه وجه في الوقت ذاته انتقادا شديدا للرسوم الكاريكاتيرية المتعلقة بالنبي محمد، باعتبارها لا يمكن تبريرها أخلاقيا.


وكان رد فعل الرئيس الروسي Vladimir Putin مشابها، حين دعا – في مقابلة بثها اليوم التلفزيون الإسباني – دعا وسائل الإعلام إلى التيقن السليم مما تريد نشره، حين قال:
" أي عمل استفزازي في هذا المجال لا بمكن قبوله على الإطلاق، وعلى المرء أن يفكر 100 مرة قبل أن ينشر، أو يفعل، أو يرسم أي شيء. "

غير أن المحرر ينبه إلى انطباع متزايد لدى وسائل الإعلام الأوربية من أن الأزمة حول الرسوم تستغلها الجماعات المتطرفة لشن حروبها الخاصة بها.
وينقل المحرر عن الكاتب (أمير طاهري Amir Taheri) تساؤله في افتتاحية نشرتها اليوم صحيفة Wall Street Journal حول كل هؤلاء المتظاهرين، بقوله: ما هو مدى تمثيل هؤلاء للإسلام؟ ويضيف أن ما يصفها بماكنة الغضب قد تم تحريكها من قبل مجموعات سياسية مثل الإخوان المسلمين وغيرهم ممن يتطلعون إلى مكاسب سياسية من خلال تأجيج المظاهرات المعادية للغرب. ويضيف طاهري أن الأخلاقيات الإسلامية تستند إلى الحدود والنسب، ما يعني أن الرد على رسم كاريكاتيري مسيء لا يدعو إلى حرق السفارات أو خطف من يتم وصفهم بالأعداء. كما يؤكد بأن على المسلمين ألا يحملوا جميع الغربيين مسؤولية الرسوم، مضيفا أن الذين روعتهم مشاهد اقتحام السفارات باسم الإسلام، عليهم ألا يحملوا جميع المسلمين مسؤولية تفجير هذه الطاقة الفاشية، بحسب تعبيره.


أما في جمهورية التشيك، فلقد وجهت الجامعتان التكنولوجيتان الرئيسيتان في البلاد، وجهت نداءا إلى الطلبة الأجانب بعدم حضور محاضراتهم يوم الأربعاء، بعد أن وردت تهديدات على حياتهم في مكالمة هاتفية من شخص مجهول، ويذكر المحرر بأن الصحيفة التشيكية الأكثر رواجا Mlada Fronta Dnes كانت من بين الصحف الأوربية التي أعادت نشر الرسوم الكاريكاتيرية.
ويخلص المحرر في تقريره إلى أن – في الوقت الذي يتهيأ فيه العالم للألعاب الأولمبية الشتوية بمدينة Torino الإيطالية – تدور الآن نقاشات حول إن كان من الضروري توفير حماية خاصة للرياضيين الدنمركيين، علما بأن جمعية كرة المنضدة الدنمركية ألغت مشاركتها في بطولة بهذه اللعبة ستجرى في الكويت وقطر في وقت لاحق من الشهر الجاري، مشيرة إلى اعتبارات أمنية.

على صلة

XS
SM
MD
LG