روابط للدخول

خبر عاجل

ما الذي يفسر نجاح حماس في الانتخابات الفلسطينية؟


أياد الکيلاني وقسم الأخبار في إذاعة أوربا الحرة

تؤكد جميع المؤشرات بأن الجماعة الإسلامية الناشطة (حماس) قد حققت فوزا كبيرا في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية، بل ربما حققت الأغلبية المطلقة من المقاعد، فما الذي يفسر مثل هذا النجاح على القوة المهيمنة السابقة على الساحة السياسية الفلسطينية، أي حركة فتح العلمانية؟
محررا إذاعة أوروبا الحرة / إذاعة الحرية Charles Recknagel و Breffni O’Rourke أعدا تقريرا حول هذا الموضوع يطرحان فيه هذا السؤال على عدد من المحللين الإقليميين من أجل معرفة المزيد، وينقلان عن Elias Kukali – أحد مديري مركز الرأي العام الفلسطيني في (بيت ساحور) بالضفة الغربية – قوله إن انتصار حماس جاء جزئيا نتيجة الموجة العارمة من المشاعر المناوئة للغرب في الأراضي الفلسطينية، ويضيف:
" لقد أكدت كل من إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا بأنها لا تريد الفوز لحماس، وهذا يعني دفع الشعب الفلسطيني إلى التصويت لصالح حماس، لأن الناس هنا مستاءون من الأوروبيين والأميركيين، إذ يعتقدون أن هذه البلدان تساعد إسرائيل. لذا، فلو قالت الولايات المتحدة وإسرائيل: "نحن لا نريد حماس" ، سيصوت الناس في هذه الحالة لصالح حماس ".

كما يؤكد (كوكالي) بأن الاحتلال الإسرائيلي المستمر للضفة الغربية ساهم في إلحاق الهزيمة بفتح، شأن ذلك شأن الفساد المفترض داخل السلطة الفلسطينية ، التي ظلت تهيمن عليها فتح، ويضيف:
" العقاب الجماعي للفلسطينيين لا يساعد السلطة الفلسطينية في بناء دولة فلسطينية ، وضِف إلى ذلك أن بعض الناس استغلوا الحكومة لتحقيق مصالحهم الخاصة ".



ويرى محللون آخرون مزيجا مماثلا من العوامل الفعالة، إذ يقول البعض إن الغضب إزاء الأوضاع في المناطق الفلسطينية ظل يتنامى طوال سنوات عديدة، حتى بلغ المستوى الذي حقق النصر لحماس,
ويمضي التقرير إلى أن الانتخابات البرلمانية الحالية هي الأولى منذ عقد من الزمن، وهي الفترة التي كونت خلالها حماس قاعدة كبيرة كالحزب المعارض الرئيسي – سواء لإسرائيل أو لفتح.
ولقد أصبحت حماس الجهة المسلحة الرئيسية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ، وذلك من خلال تنفيذها ما يقرب من 60 تفجيرا انتحاريا منذ عام 2000 ، علما بأنها لا تقر بحق إسرائيل في المقاومة، كم ترفض عملية السلام.
ولقد نجحت حماي في الوقت ذاته في تكوين شبكة من الخدمات الاجتماعية لمساعدة المحتاجين، بمعزل عن الحكومة الفلسطينية ، وتلقى هذا الشبكة تأييدها لدى الفلسطينيين المستاءين من الوضعين الاقتصادي والأمني السيئين داخل الأراضي الفلسطينية.
وينقل التقرير عن (معين رباني) – المحلل ضمن مجموعة الأزمات الدواية في عمان، والمختص بالشؤون الفلسطينية – قوله إن الفلسطينيين يعتبرون مباحثات السلام مع إسرائيل قد بلغت طريقا مسدودا بدرجة جعلت بعض الناخبين المؤيدين للمفاوضات ينتخبون حماس، ويتابع قائلا:
" كانت غالبية الفلسطينيين قد توصلت إلى أن إسرائيل لن تتعامل أبدا مع أية قيادة فلسطينية، ففي الماضي القريب رفضت إسرائيل أولا التفاوض مع الرئيس الفلسطيني الراحل (ياسر عرفات)، ثم رفضت التفاوض مع الرئيس الفلسطيني الحالي (أبو مازن)، وأعتقد أن معظم الفلسطينيين قد توصلوا إلى أن ما من مفاوضات سياسية مجدية ستجرى مع الحكومة الفلسطينية القادمة، سواء كانت حماس ضمنها أو خارجها ".



أما إسرائيل فتنسب انهيار عملية السلام إلى ما تصفه بنقص في النوايا الحسنة والجهود المتعلقة بها لدى السلطة الفلسطينية، في مجال وقف الهجمات الانتحارية وغيرها من الاعتداءات على أهداف إسرائيلية.
أما السؤال الأهم الآن يتعلق بكيف ستستغل حماس فوزها في الانتخابات في مواجهتها مع إسرائيل، الأمر الذي قد يكون من شأنه مضاعفة حدة التوترات في الشرق الأوسط.
وهناك سؤال آخر في الوقت ذاته، وهو إن كان هذا الفوز – ومن خلال جعله حماس جزءا من النخبة الفلسطينية – سيفرض التغيير على حماس ذاتها.
ويمضي Kukali إلى أن حماس – وهي تتسلم الحكم للمرة الأولى – قد تلاقي صعوبات في إدارة الحكومة، مضيفا أن حماس ذاتها تخشى التخبط إزاء هذه العقبة المحتملة ، موضحا بأن حماس قد أعربت منذ الآن عن اهتمامها في احتمال تشكيل حكومة ائتلافية لكونها تدرك أنها أمام مشكلة حقيقية ، وأن الأمر لن يكون سهلا عليها.

وينسب التقرير إلى Walter Posch – من معهد الدراسات الأمنية في باريس – أنه يرى في فوز حماس مصدر ضغوط على الحركة كي تتبنى الاعتدال، ويضيف:
" أرى في هذا بصيص أمل، إذ سيكونون هم الذين يديرون الحكومة، وهذا بحد ذاته يتضمن تحديا تلقائيا للكثير من سلوكهم المتطرف، وذلك على المدى المتوسط على الأقل، وربما حتى على المدى البعيد لو تعامل معهم اللاعبون في الخارج بقدر كبير من الذكاء ".

ويمضي التقرير إلى أن الأيام ستكشف ردود الفعل لدى هؤلاء اللاعبين – بمن فيهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي – إزاء حكومة بقيادة حماس، فلقد أعلم العديد من الدول الغربية أنها لن تتعامل مع حماس وهي في السلطة، ما لم تتخل المنظمة عن هدفها المعلن بتدمير إسرائيل.
كما أكدت اليوم مسئولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي Benita Ferrero-Waldner بأن حماس – في حال تكوينها جزءا من الحكومة الفلسطينية – سيترتب عليها أن تكون مستعدة للعمل من أجل السلام.

على صلة

XS
SM
MD
LG