روابط للدخول

خبر عاجل

فيروس مرض إنفلونزا الطيور لم يتحول خلقيا إلى نمط يمكنه الانتقال من إنسان إلى آخر


أياد الکيلاني وقسم الأخبار في إذاعة أوربا الحرة

لقد أسفر انتشار مرض أنفلونزا الطيور في تركيا عن تسليط الأضواء على مختبر يكاد لا يعرف عن وجوده سوى القليل من الناس، فهو مختبر الفيروسات العالمي التابع إلى منظمة الصحة العالمية. وبقع المختبر – المحاط بوسائل أمنية فعالة وجدار منيع – في مجمع بأحد ضواحي لندن الخضراء. ولقد لعب هذا المركز في الآونة الأخيرة دورا جوهريا في رسم الخريطة الجينية لعينات الفيروس المأخوذة من الأطفال الأتراك الذين توفوا نتيجة إصابتهم بأنفلونزا الطيور، ولقد أثبتت الخريطة الجينية أن الفيروس لم يتحول خلقيا إلى نمط يمكنه من الانتقال من إنسان إلى آخر.
مراسل إذاعة أوروبا الحرة / إذاعة الحرية في لندن Jan Jun أعد تقريرا حول الموضوع تحدث فيه مع رئيس هذا المختبر الرائد، الذي يعتبر صاحب الدور الرئيسي في الحرب العالمية ضد أنفلونزا الطيور.
ويوضح المراسل بأن أقدم وأهم شريك لمنظمة الصحة العالمية يعتبر المركز العالمي للأنفلونزا ، وهو جزء من المعهد الوطني للأبحاث الطبية الذي يرأسه الدكتور Sir John Skehel الذي أشار بكل فخر في حديثه مع المراسل إلى أن ما يجعل منظمة الصحة العالمية تعتمد على هذا المركز البريطاني في تنفيذ أعمال متابعة أنفلونزا الطيور هو أن هذا المختبر يعتبر المكان الذي شهد بداية عمل المنظمة الدولية قبل نصف قرن مضى، ويضيف:
"الشبكة بأكملها بدأت في هذا المختبر عام 1947 نيابة عن منظمة الصحة العالمية، ما جعل من المركز العالمي للأنفلونزا التابع إلى المعهد الوطني للأبحاث الطبية ، يبقى في محور نشاط مراقبة الأنفلونزا الذي تقوم به منظمة الصحة العالمية، وذلك منذ البداية."

ويمضي الدكتور Skehel موضحا بأن معهده هو الذي شخص فيروس الأنفلونزا عام 1933، كما قام بتطوير اللقاح ضده في 1945. وظل المركز يتابع تطور فيروس الأنفلونزا منذ ذلك الحين ، مع إجراء التعديلات على فعالية اللقاحات بحسب الحاجة. واليوم، ما زال المركز العالمي للأنفلونزا أحد أربعة مراكز فقط في العالم من المتعاونين مع منظمة الصحة العالمية ، كما إنه جزء من الشبكة المؤلفة من 112 مركز وطني للأنفلونزا في 83 بلد، وهي التي تشكل الشبكة العالمية للمراقبة.


ويمضي التقرير إلى أن المركز العالم للأنفلونزا يركز على التعرف المبكر لأنماط الأنفلونزا الجديدة القادرة على التسبب في تفشٍ وبائي، كما إنه منشغل مع أنفلونزا الطيور منذ إصاباته الأولى في هونغ كونغ عام 1997 . ويتخصص المركز في مراقبة التطورات الجينية للفيروس ، بالإضافة إلى تقديم النصح حول أفضل اللقاحات. أما عن حجم عمل المركز، فيوضح التقرير بأنه ينتج نحو 1500 خريطة جينية للفيروسات كل سنة، مع تسلمه العينات من نحو 50 دولة.
ويشير المراسل إلى أن هذا المختبر اللندني يلقى تقديرا حارا من منظمة الصحة العالمية، خصوصا فيما يتعلق بالخريطة الجينية الأخيرة للعينات التركية من أنفلونزا الطيور ، وينقل عن Christine McNab – المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية بمقرها في جنيف – قولها:
"المراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية هي من الطراز الأول ، خصوصا فيما يتعلق بمثل هذا العمل، المتمثل في الحصول على التتابع الجيني الكفيل بإعطاء نتائج بالغة الدقة، وهو أمر شديد الأهمية. إننا نترك هذا العمل ليقوم به مختبر قادر على تقديم مثل هذه النتائج، ونحن بالتالي لدينا كل الثقة بمختبرنا في لندن."

وتوضح McNab بأن مختبر لندن أكد أخيرا – في ال12 من كانون الثاني الجاري – بأن حالات أنفلونزا الطيور التركية تبدو – باستثناء تحول خلقي بسيط سبق وتم رصده - تبدو حصيلة فيروس لم يتحول خلقيا بما يكفي لجعله يتمكن من الانتقال من إنسان إلى آخر.

ويشدد الدكتور Skehel بأن التحول الذي تم رصده لا يبدو سابقة لتحول لاحق يتيح العدى بين البشر ، إلا أن المراقبة ستحدد أهمية الاكتشاف ، ويمضي قائلا:
"لقد حصلنا على فيروسات من كلتا العينتين من الطفلين المتوفين . ولقد أظهرت إحدى العينات مزيجا واضحا بين فيروسين، تم اكتشاف حالة التحول الخلقي في أحدهما. أما إن كان الأمر مهما، فمن يدري؟"


ويتابع المراسل لينقل عن الدكتور Skehel توضيحه بأن التحول المرصود يغير من قدرة الفيروس على الالتصاق بالخلايا البشرية، وهذا يبدو التفسير لكون الفيروس ينتقل من الطيور إلى البشر وليس بين بني البشر.
ويشدد الدكتور Skehel بأن الناس ليس أمامهم ما يخيفهم من احتمال تسرب الفيروسات الخطرة من مختبر لندن، حين قال:
"المختبر يتميز بأعلى قدرة ممكنة من الاحتواء، ومن وجهة النظر هذه، لن يخرج من المختبر أي شيء غير المواد المنتهية فعاليتها بشكل كامل، وعلى الناس أن يطمأنوا إزاء ذلك."

أما Christine McNab تشدد بأن في الوقت الذي يسعى فيه مختبر لندن إلى اكتشاف خفايا أنفلونزا الطيور، هناك بعض الوسائل التي يمكن للناس في أوروبا الشرقية وآسيا إتباعها لحماية أنفسهم من المرض ولمساعدة المختبر في أداء عمله، إذ تقول:
"لقد انتشر الفيروس من آسيا إلى تركيا، وإلى أوكرانيا قبل ذلك، محمولا من قبل الطيور المهاجرة. لذا فمن المهم للناس في هذه المناطق أن يمتنعوا عن ملامسة الطيور المصابة، والطيور الميتة على الأرض. وإذا كانوا من الصيادين أو من المزارعين ، ويشاهدون فعلا حالات موت غريبة بين الطيور، لا بد لهم إذا الاتصال بالسلطات الحيوانية في مناطقهم."

على صلة

XS
SM
MD
LG