روابط للدخول

خبر عاجل

عامان على وقوع الحرب في العراق


ميسون ابو الحب

مر عامان على وقوع الحرب في العراق.
قبل الحرب وعند وقوعها توقع الكثيرون نتائج سيئة.
عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية، على سبيل المثال لا الحصر، تحدث عن فتح ابواب الجحيم واليوم يقول البعض ان ابواب الجحيم انما فتحت في وجه الانظمة الاوتوقراطية في العالم العربي ويقر العديد ان العراق اصبح بالفعل بلدا حرا بعد ان كان خاضعا لنظام استبدادي وحشي. حرية العراق التي بدأت بالحرب
هل بدأت تنتشر في المنطقة ؟ وكيف ينظر بعض العرب إلى هذا الانتشار.

يقول سعد الدين ابراهيم وهو عالم اجتماع في الجامعة الأميركية في القاهرة وله نشاطات مؤيدة للديمقراطية في الشرق الاوسط، يقول انه ما يزال يعتقد ان الحرب كانت خطأ ادى إلى الموت والدمار، غير ان هذه الحرب ادت أيضا إلى اسقاط احدى العقبات الاساسية امام الديمقراطية والحرية ودفعت شعوب المنطقة إلى تحدي مضطهديها. اجتياح العراق بالاختصار ادى حسب سعد الدين إلى سلسلة من الخطوات الواعدة في اتجاه الديمقراطية في الشرق الاوسط.

اهم الادلة على هذا الاتجاه هي الاصلاحات الديمقراطية التي تشهدها دول عديدة عدا العراق مثل السعودية ومصر وغزة. لبنان هي الاخرى التي اغضبها اغتيال رئيس وزرائها الاسبق رفيق الحريري، هبط شعبها إلى الشوارع ليطالب بانسحاب القوات السورية من بلاده. وكان لهذا الشعب ما اراد.
وليد جنبلاط زعيم المعارضة في لبنان قال " انا ادنت الاجتياح الأميركي للعراق غير انني اقر أيضا ان الشعب العراقي حر الآن ".

سعد الدين ابراهيم لاحظ ان التحرك العسكري الأميركي في العراق هز المنطقة هزة قوية ورفع إلى السطح ما كان خافيا في الاعماق إذ قال لوكالة اسوشيتيد بريس " لا ادري ان كان الرئيس جورج بوش قد تعمد ذلك ام لا، غير انه قد حدث ".

مصر هي احدى الدول التي امتدت اليها موجة التغيير التي اعقبت الحرب في العراق. في الشهر الماضي فاجأ الرئيس حسني مبارك شعبه عندما اصدر قرارا بادخال تعديل دستوري يسمح لاكثر من مرشح بالتقدم للانتخابات. وكانت مصر حتى الآن تختار رئيسها باستفتاء يتكون من كلمتي نعم أو لا. هذه الاصلاحات جاءت أيضا بعد دعوات مكثفة من الولايات المتحدة إلى الاصلاح ومع الغاء غوندوليزا رايس زيارتها إلى القاهرة احتجاجا على اعتقال ايمن نور وهو شخصية معارضة معروفة في مصر. ايمن نور اطلق سراحه قبل فترة قصيرة وهو ينوي ترشيح نفسه للانتخابات.

الكاتب اللبناني المعروف جهاد الخازن تساءل في احدى مقالاته " هل يريد الرئيس بوش حقا تحقيق الديمقراطية في الشرق الاوسط ؟ ثم أضاف " انه يريدها بالفعل غير انني احذره من ان هذه الديمقراطية ستأتي بقوى تعارض بشدة الولايات المتحدة واسرائيل ". مشيرا بذلك إلى المسلمين الاصوليين أو حتى الجماعات الإسلامية المسلحة التي يعتقد الكثيرون انها ستحقق الفوز في انتخابات حرة ومفتوحة في معظم دول الشرق الاوسط. غير ان سعد الدين ابراهيم وصف المخاوف التي يبديها البعض من صعود انظمة راديكالية اسلامية، بانها لا اساس لها من الصحة، إذ قال " لو صعدت مثل هذه الانظمة في اطار لعبة الديمقراطية فستكون امامها معارضة في البرلمان، وهم يعرفون انهم سيكونون مسؤولين عن أي شئ يفعلونه وانهم سيحاسبون في انتخابات مقبلة ".

العرب، كل العرب تقريبا يتابعون ما يحدث في العراق ويتابعون أيضا على شاشات التلفزيون ما يحدث في مناطق أخرى من العالم العربي. فواز جرجس الخبير في شؤون الشرق الاوسط في مدرسة سارة لورنس في برونكسفيل في نيويورك قال " لا رجعة بعد الآن، جني الديمقراطية خرج من القفص في العالم العربي ". غير انه أوضح ان الفضل كله لا يعود إلى الحرب في العراق بل إلى نضال العرب بشكل عام ضد الانظمة الاوتوقراطية.
المحلل الاردني سلامة نعمت قال في واشنطن ان حرب العراق انما فتحت ابواب الجحيم أي نعم، لكن هذه الابواب فتحت أمام الانظمة الاوتوقراطية والاستبدادية ومن المفترض ان ترحب الشعوب العربية بذلك.

على صلة

XS
SM
MD
LG