روابط للدخول

خبر عاجل

في السياسة الخارجية الأميركية: الأولوية المطلقة لحرب العراق أثناء ولاية بوش الثانية التي تبدأ الخميس


ناظم ياسين

فيما تشارف ولاية الرئيس جورج دبليو بوش الرئاسية الأولى على الانتهاء في غضون بضعة أيام، يتوقع محللون أن يطغى عنوانان عريضان على ولايته الثانية التي تبدأ الخميس المقبل.
تقريرٌ بثته وكالة فرانس برس للأنباء من واشنطن نقل عن محللين قولهم إن هذين العنوانين هما "السياسة الداخلية والرغبة في المزيد من الدبلوماسية مع الحلفاء" و"إصلاح نظام التقاعد وسلّم الضرائب وخفض عجز الموازنة".
وفي تقريرٍ آخر بثته خدمة (نايت رِدَر) الإخبارية، يقول المحلل ديك بولمان إن بوش سيواجه أحد أشد التحديات السياسية التي عانى منها كل الرؤساء الأميركيين الذين أُعيد انتخابهم لولايةٍ ثانية منذ عام 1919. ذلك أنه خلال تلك الفترة من تاريخ الولايات المتحدة، تميّزت الولايات الثانية منذ عهد وودرو ويلسون وحتى بيل كلينتون بالفضائح والمعارضة السياسية والثقة المفرطة بالنفس. لكن بوش يرغب في التغلب على هذه الأمور فضلا عن رغبته في تعزيز الأغلبية الجمهورية في مجلسيْ النواب والشيوخ وإنجاز الثورة المحافظة التي بدأت قبل أربعين عاماً، على حد تعبير الكاتب.
وفي هذا الصدد، ينقل التقرير عن ديفيد ونستون، وهو باحث مختص في استطلاعات الرأي العام ومن المتعاملين مع البيت الأبيض، ينقل عنه القول إن النسبة التي فازَ بها بوش في تشرين الثاني الماضي وهي واحد وخمسون في المائة تظهر وجودَ ما وصفه بائتلافٍ واضح للأغلبية.
محللون آخرون يتفقون على أن بوش يطمح نحو الإفادة من غالبية حزبه الجمهوري في الكونغرس ليَفي بوعوده الانتخابية. ويعتبر ثاني رئيس بعد دوايت آيزنهاور يحظى بغالبية واضحة في مجلسيْ الكونغرس دون أن يتخطى عتبة الستين مقعداً في مجلس الشيوخ بما يسمح له تجاوزَ معارضة الحزب الديمقراطي.
لكن الغالبية البرلمانية يمكن أن تكون جموحة كما بدا واضحا من خلال ما واجه البيت الأبيض من صعوبات في كانون الأول الماضي لتمرير قانون إصلاح أجهزة المخابرات، بحسب ما أفادت فرانس برس. وإذا ما تم استثناء التخفيضات الضريبية فإن البرنامج الداخلي استمر خلال الولاية الأولى في الصفوف الخلفية من الاهتمامات التي تركزت بصورة أساسية على اعتداءات الحادي عشر من أيلول، وعلى الحربين في أفغانستان والعراق إضافةً إلى محاربة الإرهاب. لكن في الولاية الثانية يبقى العراق يشكّلُ أولويةً مُطلَقة لا سيما مع قرب استحقاق الانتخابات التشريعية العراقية في الثلاثين من كانون الثاني أي بعد نحو عشرة أيام فقط من بدء الولاية الجديدة لبوش .
وفي شباط المقبل، يعتزم بوش التوجه إلى أوربا لإجراء لقاءات ثنائية مع المستشار الألماني غيرهارد شرودر والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي إدارته للشؤون الخارجية، سيكون طليقَ اليدين بصورة أفضل لأن الدستور لا يسمح له بولاية ثالثة وهو بذلك لن يكون مضطرا لمجاراة عواطف الناخبين كما كان عليه أن يفعل في حملة إعادة الانتخاب لولايةٍ ثانية.
هذا ومن المقرر أن تمثل كوندوليزا رايس التي اختارها بوش لتكون وزيرة الخارجية أمام مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل في أول اختبار لقدرتها على إقناع المجلس بسياسات الولايات المتحدة الخارجية المتشددة التي قامت هي وبوش معاً بصياغتها. ويُتوقع أن تواجه رايس أسئلة صعبة حول العراق والإرهاب والحد من انتشار الأسلحة النووية وغير ذلك من القضايا أثناء جلسات الاستماع التي ستجرى لتأكيد ترشيحها للمنصب بعد أن شغلت منصب مستشارة الأمن القومي في فترة بوش الرئاسية الأولى.

على صلة

XS
SM
MD
LG