روابط للدخول

خبر عاجل

المسيحيون و الانتخابات


فارس عمر

من المقرر ان تجري في نهاية كانون الثاني المقبل اول انتخابات حرة منذ خمسين عاما. والمؤمل ان يعكس نظام التمثيل النسبي المعتمد في الانتخابات تنوع المجتمع العراقي بسائر مكوناته ، ومنهم المسيحيون بوصفهم احد الوان الطيف العراقي. حول هذا الموضوع اعد فارس عمر التقرير التالي يقرأه حسين سعيد:
تُقدر نسبة المسيحيين العراقيين بنحو ثلاثة في المئة من اجمالي السكان البالغ عددهم حوالي اربعة وعشرين مليون نسمة. وبذلك يكون عدد المسيحيين العراقيين وفق هذه التقديرات أقل من سبعمئة وخمسين الف شخص. والمفارقة ان عدد مسيحيي العراق المغتربين يُقدر بأكثر من مليون شخص موزعين على دول اوروبية واميركا الشمالية واستراليا وكندا.
وتسعى الاحزاب المسيحية ، شأن سائر الاحزاب العراقية الاخرى ، الى الفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد في انتخابات الجمعية الوطنية المقررة في الثلاثين من كانون الثاني المقبل. وتتطلع هذه الأحزاب الى مشاركة المسيحيين المغتربين الذين يفوق عددهم عدد اقرانهم في العراق لنيل ما يكفي من المقاعد من اجل ضمان حقوقهم.
ونقلت وكالة فرانس برس للانباء عن رئيس المجلس الوطني الكلداني فؤاد بوداغ قوله إن المسيحيين يعيشون في العراق منذ مئات السنين ويجب ان يعاملوا باعتبارهم مواطنين من الدرجة الاولى وليس الثالثة ، حسب تعبير بوداغ ، كما كانت الحال في ظل نظام صدام.
وتقع على عاتق الجمعية الوطنية مهمة اعداد دستور دائم سيُطرح لاستفتاء شعبي تعقبه في حال الموافقة عليه انتخابات جديدة. ويأمل مسيحيو العراق الممثَّلون بثمانية احزاب ان يُسهموا بقسطِهم في كتابة الدستور بما يضمن هويتهم التاريخية. واوضح عمانوئيل شابا خوشابا من الحزب الوطني الاشوري ان في ولاية ديترويت الاميركية وحدها اكثر من مئتي الف مسيحي عراقي. واضاف ان هؤلاء يستطيعون مساعدة اقرانهم في العراق للحصول على ما لا يقل عن خمسة عشر مقعدا في الجمعية الوطنية المقبلة. وكالة فرانس برس تشير الى ان رغبة المسيحيين في تأكيد هويتهم نابعة من حقيقة انهم كانوا في ارض العراق قبل وصول العرب من الجزيرة العربية. وتنقل فرانس برس عن آشور يعقوب من اتحاد بيت نهرين الوطني ان المسيحيين تعودوا مع الوقت على التفكير وفق الطريقة العربية.
وكانت كنائس في العراق تعرضت الى هجمات منذ اطاحة النظام السابق. ولكن قادة المسيحيين العراقيين يستبعدون ان تسفر الانتخابات القادمة عن نظام حكم لاهوتي. وهم يجمعون على اهمية قيام دولة عراقية تضمن حرية الاقليات والاديان على اختلافها.

على صلة

XS
SM
MD
LG