روابط للدخول

خبر عاجل

تقرير عن مختلف الجوانب المتعلقة بصور ذبح الرهائن التي نشرت على شبكة الانترنت


ميسون ابو الحب

طرحت الصورة بالشكل التالي:
يظهر رجل ترتسم على وجهه تعابير الفزع وهو يصارع للتخلص من قيد يشده إلى كرسي ويداه معقودتان إلى الخلف ثم يطلب من الولايات المتحدة مغادرة العراق كي لا يموت. ثم تظهر يد تحمل سكينا بهدف قطع رأس الرجل الذي يعرف بنفسه على انه بينجامين فاندرفورد ويقول " إن لم نغادر العراق سيقتل الجميع بهذه الطريقة ".
ويظهر على الشريط الشعار الذي لوحظ على اشرطة فيديو سابقة عن عمليات قطع رؤوس قامت بها جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة.

هذا المشهد تناقلته وكالات الأنباء واحدة بعد الاخرى ثم ما لبث الجميع ان ادرك ان في الأمر لعبة وان الشريط مزور ومصنوع انتجه أحد المغرمين والمتمرسين بالكومبيوتر. غير ان هذه القضية تثبت أيضا كم يمكن استخدام الانترنيت لتمرير رسائل والتأثير على الاخرين وافزاعهم كما تشكك في مصداقية مواقع الانترنيت وتبرز الطريقة التي تستخدم بها جماعات اسلامية هذه الشبكة كوسيلة لنشر الرعب وللترهيب.
جماعات اسلامية تستخدم مواقع الانترنيت بشكل منتظم لنشر اشرطة فيديو يظهر فيها رجال مسلحون ورهائن اجنبية تحت تهديد السلاح وعادة ما تقفز في هذه المواقع عند فتحها بيانات تصدرها جماعات غير معروفة. أما وكالات الأنباء فتجد صعوبة في التأكد من صحة هذه البيانات أو في الاقل تجد صعوبة في تحديد مدى صدقيتها.

ربما يكون اصعب هذه القضايا هو شريط الفيديو عن عملية قتل اثني عشر نيباليا الشهر الماضي.
القائمون بعملية القتل هذه نشروا وبكل فخر شريط الفيديو على موقع اسلامي وارفقوا به صورا للضحايا مأخوذة من عدة زوايا وهي ملطخة بالدماء وتظهر في اجسادهم جروح في الرأس وفي منطقة الظهر. بل ورفع أحد المسلحين رأس أحد الضحايا امام الكاميرا.
فاصل

بعض المراقبين يتهمون وسائل الاعلام بانها تشجع هذا النوع من الممارسات الوحشية من خلال نشر اخبار عنها. وكالة رويترز نقلت عن خبير انترنيت سعودي هو فارس بن حازم قوله " لا أحد يريد مشاهدة هذه المناظر. انها مشاهد غير انسانية. الاعلام الذي ينقل اخبار هذه الاشرطة المرعبة يمنح الخاطفين فرصة لعرض افلامهم ولكن لو قاطعها الاعلام فسيحرمهم من هذه الفرصة.

بعض المحللين يقولون أن مواقع شبكة الانترنيت والقنوات الفضائية العربية وحتى وكالات الأنباء تحولت إلى وسائل يستخدمها الاسلاميون لنشر الرعب ولتمرير تهديداتهم ووعيدهم.
أحد هؤلاء المحللين وهو رتشارد آيزندورف رئيس المكتب الدولي للاعلام والتنمية وبناء السلام في واشنطن إذ قال " الاعلام في جميع انحاء العالم يهتم بالخاطفين وبما يقولونه ويضخم رسائلهم ويمنحهم نصرا اكبر بكثير من تأثير اعمالهم الوحشية. وهذا يشجع الإرهابيين على الاستمرار في اساليبهم ".

وهنا يعتقد البعض ان المؤسسات الاعلامية في حاجة إلى وضع مسودة قوانين اخلاقية جديدة لمواجهة غايات الجماعات الإسلامية وحرمانها من القدرة على التهديد والترهيب.

لكن وفي نهاية كل ما ذكر يظهر من الواضح ان شبكة الانترنيت التي لا يمكن غربلة ما ينشر فيها اصبحت تمثل تحديا جديدا بالنسبة للمؤسسات الاعلامية على صعيد اعتبارها مصدرا ذا مصداقية.
بعض الخبراء يرى ان أي رقابة تفرض على الانترنيت ستؤدي إلى انتهاك قيم الصحافة الديمقراطية. البروفسور وليم داتون مدير معهد الانترنيت في اوكسفورد قال " الاسلاميون يعرفون ان وسائل الاعلام الغربية لا يمكنها فرض الرقابة على الأخبار ولذا فهم يستخدمون هذه القيم الصحفية ضدنا. انهم يستخدمون الاعلام بشكل ذكي وبطريقة لم نتوقع انها ستخدم مصالحهم في نهاية الأمر. غير ان داتون قال أيضا ان اولئك الذين ينشرون مثل هذه المشاهد البشعة قد يجتذبون الانظار لوهلة ولكنهم في نهاية الأمر لن يحصدوا غير النبذ وغير رفض الجمهور لممارساتهم هذه.

على صلة

XS
SM
MD
LG