روابط للدخول

خبر عاجل

الشأن العراقي في الصحف الأميركية


أياد الكيلاني

مستمعينا الكرام ، استأثرت أحداث أول من أمس الأربعاء في الفلوجة باهتمام الصحف الأميركية الصادرة اليوم ، فلقد نشرت الWashington Post افتتاحية بعنوان (رد على الفلوجة) ، تعتبر فيها أنه ليس من الواضح إن كانت المجزرة وبشاعة التمثيل بجثث أربعة أميركيين مدنيين ، تهدف إلى التذكير بالمشهد الهمجي في مقديشو عام 1993. غير أن اليقين يتمثل في كون ذلك اليوم الرهيب الذي أجبر القوات الأميركية على الانسحاب من الصومال يعتبر أسطورة بين أعداء أميركا في الشرق الأوسط ، باعتباره نموذجا لكيفية تحطيم معنويات أميركا ودحرها من خلال الأعمال الوحشية. وتعرب الصحيفة عن ارتياحها لكون الأميركيين تلقوا بعض الدروس من أحداث الصومال – خصوصا بعد ما حدث في الحادي عشر من أيلول عام 2001 ، فلقد أعرب كل من الرئيس الأميركي جورج بوش ومنافسه الديمقراطي ، السيناتور John Kerry لمشاهد التمثيل بجثث أميركيين شجعان ، أعربا عن عزيمتهما بأن هذه المرة لن تشهد تراجعا ، إذ أكد السيناتور Kerry بقوله: نحن متحدون في حزننا ، ولكننا متحدون أيضا في عزيمتنا بأن هؤلاء الأعداء لن ينتصروا. وتؤكد الصحيفة بأن مثل الاتفاق في الرأي والتعبير بين المتنافسين على الرئاسة يعتبر نقطة انطلاق لجهد أميركي مركز لعكس التيار المتدهور الحالي في الوضع الأمني في العراق.
وتمضي الصحيفة إلى أن رد الولايات المتحدة الأمني لا بد من تزامنه مع جهود أكثر نشاطا من أجل تكوين إجماع سياسي حول مستقبل العراق ، بعيدا عن تعويل مسئولي الإدارة الأميركية على شخص واحد – أي المبعوث الدولي (الأخضر الإبراهيمي) – ليتمكن من تدبير خطة خلال الأسابيع القادمة لتكوين حكومة انتقالية تنال رضا الجميع. ولكن الإبراهيمي – بحسب المقال – ليس صانع معجزات ، وسوف يفشل في جهوده ما لم يتم إقناع مراكز القوة في البلاد – وخصوصا رجال الدين الشيعة – بتأييد ودعم العملية. كما تعتبر الصحيفة أن التمسك بالثلاثين من حزيران كتاريخ محدد لنقل السلطة والسيادة سيؤدي إلى كارثة إذا ما ظهرت الحكومة الجديدة في أعين العراقيين وهي تفتقر إلى الشرعية ، ما لن يؤدي سوى إلى انتشار وتعميق العنف الشنيع الذي شهدته الفلوجة.

------------------فاصل--------------

كما نشرت الWashington Post تعليقا لمحررها Jim Hoagland بعنوان (تذبذب الرأي الخطير في العراق) ، يذكر فيه بأن الولايات المتحدة دخلت العراق مزودة برؤيا سياسية مقدامة لتغيير النظام ، وبإستراتيجية عسكرية جريئة استندت إلى استخدام السرعة بدلا من التركيز على الدروع في السيطرة على ساحات القتال. غير أن الكاتب يعتبر أيضا أن بعد مضي عام على بدء الحرب ، باتت الساحتين السياسية والعسكرية تفتقر إلى الوضوح في الرؤية وإلى الحسم.
كما يعتبر الكاتب أن البيت الأبيض الأميركي لا علم لديه عما يحدث بعد نقل السيادة والسلطة إلى العراقيين في نهاية حزيران ، بل يميل إلى ترك موضوع تنظيم سلطة انتقالية ذات سيادة للأمم المتحدة ، باعتباره أن قرارا جديدا من مجلس الأمن سيوفر الأساس القانوني المطلوب لبقاء 150 ألفا من القوات الأميركية في البلاد بعد ذلك التاريخ ، أملا منه بأن العراقيين سيوافقون على هذا الترتيب ويقبلونه.
ويمضي Hoagland إلى أن تحفظات آية الله علي السيستاني إزاء مستقبل العراق السياسي كانت ، منذ ثلاثة أشهر مضت ، تستأثر بمعظم اهتمام واشنطن ، ولكن الاهتمام الأكبر يبدو اليوم منصبا على نيل التأييد السياسي لدى الأقلية السنية. وينبه الكاتب إلى أن انفجار كل قنبلة وتنفيذ كل مجزرة بشعة يعتبر رسالة موجهة إلى المسؤولين في واشنطن ، مفادها: لم تتمكنوا من دحرنا ، فلقد أعدنا تنظيم أنفسنا في قلب المنطقة السنية التي لم تنتصروا فيها أبدا ، مهما قال لكم رئيسكم بعكس ذلك.
صحيح – يقول Hoagland – أن المرونة تعتبر عنصرا مهما في كسب هذه الحرب ، ولكن التغيير المتواصل في الإستراتيجية وفي الأهداف وفي سبل تأسيس الهياكل السياسية – وكل ذلك من أجل الالتزام بتاريخ محدد – لا يحقق سوى النتائج العكسية. ويخلص الكاتب إلى التأكيد بأن الأميركيين والعراقيين – على حد سواء – لا يمكنهم قبول مبدأ (أترك الموضوع للإبراهيمي).

------------------فاصل--------------

ونشرت الWashington Times افتتاحية اليوم بعنوان (القبضة الحديدية حيثما الحاجة لها) ، تعتبر فيها أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ كبيرا في مقديشو حين انسحبت أمام بشاعة ما حدث في شوارع تلك المدينة ، وعليها اليوم ألا ترتكب الخطأ المعاكس المتمثل في الانتقام العسكري المفرط. أما الموقف الصحيح فيتمثل في البقاء في مكاننا دون أن تهزنا تصرفات الهمج ، فالنصر سيتحقق لنا من خلال قوتنا المعروفة لدى الجميع ، ومن خلال إدراك الآخرين بحتمية مضينا في مهمتنا – بحسب صحيفة الWashington Times.

على صلة

XS
SM
MD
LG