روابط للدخول

خبر عاجل

تقرير عن المخاطر التي تتعرض لها الشرطة العراقية بسبب الأوضاع الأمنية في العراق


ميسون أبو الحب

خصصت وكالة اسوشيتيد بريس تقريرا لرجال الشرطة العراقية وبدأت التقرير بالقول إن هؤلاء يقفون أمام خيارين لا ثالث لهما وهما إما البقاء بلا عمل وبالتالي دون مورد رزق، أو استلام مرتب يصل إلى 120 دولارا شهريا مع احتمال التعرض إلى خطر الموت. غير ان الاغلبية تفضل الخيار الثاني أي خيار الحصول على مرتب مع احتمال الخطر.

تقرير الوكالة لاحظ أن البطالة منتشرة إلى حد بعيد بين الناس وان الحصول على عمل امر صعب للغاية وان هذا الأمر هو ما يدفع عشرات الآلاف من رجال الشرطة العراقية إلى تعريض حياتهم إلى الخطر بشكل يومي تقريبا. هذا الخطر يتمثل في التعرض إلى تفجيرات انتحارية أو إلى اطلاقات نارية أو إلى نظرات شزرة من العراقيين أو إلى شك الشركاء الأميركيين.

تقرير الوكالة تحدث عن حالة شرطي اسمه صادق سلمان يبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاما وهو مسؤول عن إعالة ثمانية اشخاص. هذا الشرطي قال " الوضع صعب. لو تركت العمل جاع اولادي. ولو بقيت في العمل فقد أُقتل ".

التقرير لاحظ أيضا ان المرتب الجيد ليس هو الدافع الوحيد للانخراط في سلك الشرطة في العراق فهناك من يفعل ذلك بدافع من الاحساس بالواجب. الكابتن غازي فيصل الذي كان شرطيا قبل سقوط النظام السابق قال " لو تركت العمل وترك آخرون هذا العمل فسيتدمر البلد. على كل شريف ان يقدم المساعدة ".

فاصل

من جانب آخر ذكر تقرير الوكالة نقلا عن جنود اميركيين انهم لا يثقون بقوات الأمن العراقية الجديدة وانهم يراقبونهم خلال قيامهم بدوريات مشتركة. غير ان التقرير نقل أيضا عن قادة اميركيين ثناءهم على القوات العراقية وقولهم إن هؤلاء الرجال يخرجون في مهمات خطيرة رغم انهم فقدوا المئات من رفاقهم في اشتباكات وتفجيرات.

ومع ذلك وكما لاحظ التقرير مقابل كل شرطي يقتل في العراق هناك العديد ممن ينتظر الانخراط في سلك الشرطة. والمرتب الذي يعرضه التحالف عامل حاسم في هذا الأمر، فأقل مرتب يستلمه رجل الشرطة يصل إلى 120 دولارا شهريا أي ضعف ما يحصل عليه معلم يتعين حديثا. وقال الشرطي غازي " اعتقد ان تسعين بالمائة من المتطوعين يأتون لاجل المال. وانا اتفهم دوافعهم. أنا شخصيا ما كنت سآتي غير انني غيرت رأيي لان المرتب جيد ". غازي قال أيضا انه لا يرغب في التخلي عن عمله رغم الهجمات ثم أضاف " اضع مصيري بيد الله. هذا هو الواقع الذي نعيشه ".

الوكالة لاحظت ان المخاطر التي يتعرض لها رجال الشرطة هي مخاطر يومية ومتواصلة. هذه المخاطر تأتي من المتمردين واحيانا أيضا من الزملاء أو القوات الاميركية بطريق الخطأ.

فاصل

من جانب آخر أشار تقرير الوكالة إلى ان هناك بعض المخاوف من ان تتسلل عناصر مناوئة إلى قوات الأمن العراقية لا سيما بعد ان اكتشفت القوات الأميركية اربعة من الشرطة متهمين بقتل مسؤولَين اميركيين ومترجمة في منطقة الحلة. وقد شوهد الاربعة بصحبة مدني وضابط في النظام السابق بعد وقوع الحادث.

من جانبه وصف دان سينور الناطق باسم سلطة التحالف دور رجال الشرطة الاربعة في هذا الحادث بكونه حالة استثنائية ثم دافع عن رجال الشرطة العراقيين بشكل عام واثنى على جهودهم في إلقاء القبض على الجناة أو على الموالين للنظام السابق. سينور قال أيضا إن جهاز الشرطة الحالي غير كامل بالتأكيد.

يذكر ان المسؤولين الأميركيين يقدرون عدد رجال الشرطة الذين قتلوا العام الماضي في هجمات بثلاثمائة وخمسين شرطيا. بينما يقول بعض رجال الشرطة ان العدد اعلى بكثير.

تقرير الوكالة نقل عن الجنرال مارك كيميت نائب مدير العمليات قوله " ما نزال نشعر بقلق مما يظهر بشكل واضح انه برنامج ترهيب لا يستهدف قوات الشرطة العراقية فحسب بل مسؤولي الحكومة أيضا ". الجنرال كيميت أضاف أن معنويات قوات الشرطة ما تزال عالية وان عدد الراغبين في الانتساب اليها لم ينخفض.

يذكر هنا ان قوات الأمن العراقية تضم 200 ألف رجل وتشمل هذه القوات الجيش والشرطة وحرس الحدود وقوات الدفاع المدني. المتمردون من جانبهم يعتبرون هذه القوات متعاونة مع قوات التحالف كما يعتبرونهم اهدافا سهلة لانهم غير مجهزين بشكل جيد ولانهم لا يتمتعون بالحماية نفسها التي تتمتع بها القوات الأميركية.
المتمردون استهدفوا أيضا مراكز الشرطة واحد مراكز التطوع في بغداد في شهر شباط الماضي.

بالنسبة لسلطة التحالف فهي تخطط حاليا لتسليم مسؤولية الأمن إلى القوات العراقية ما ان تكتسب هذه القوات التجربة الكافية غير ان موعد هذا التسليم لم يحدد بعد. المسؤولون العراقيون والاميركيون يقولون إن قوات الأمن العراقية غير مأهلة حاليا لتحمل مسؤولية الأمن لوحدها وان القوات الأميركية ستستمر في مهمتها حتى الثلاثين من حزيران المقبل. علما ان المسؤولين الأميركيين دربوا حتى الآن سبعين ألف رجل شرطة إضافة إلى خمسة وعشرين ألفا من قوات الدفاع المدني العراقية. وهناك مجاميع أخرى تتلقى التدريب حاليا.

على صلة

XS
SM
MD
LG