روابط للدخول

خبر عاجل

تقرير عن الأطباء العراقيين و رغبتهم في تطوير مهاراتهم و معارفهم العلمية في هذا المجال الهام، بالرغم من الصعوبات التي مروا بها في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين


شيرزاد القاضي

مستمعينا الكرام

جاء في تقرير كتبه لووك بيكر Luke Baker، وبثته وكالة رويترز اليوم الثلاثاء عن الأطباء العراقيين، أنهم يعملون على تضميد جراح الشعب العراقي من خلال عملهم الدؤوب وسعيهم للمساهمة في بناء مستقبل أفضل للبلاد.

ونقل الكاتب بعض مشاهداته في بغداد حيث التقى بـ(لينا زياد) وهي طبيبة كانت منشغلة بترتيب بعض الأدوات الطبية لخياطة جرح في رأس رجل أصابته رصاصة ، وكان الرجل يصرخ من الألم ، فيما كانت الطبيبة تضع إبرتها على مكان الجرح وتبدأ بخياطته.

وعندما انتهت الطبيبة من شد آخر قطبة في الجرح، انتقلت الى شاب يرقد على نقالة للمرضى يصارع الموت بينما تتلفظ شفتاه بآيات قرآنية، بحسب التقرير الذي أشار الى أن الشاب فقد ذراعاً، وكانت الجراح تغطي وجهه ورقبته وبطنه، نتيجة لإصابته بشظايا متطايرة من قنبلة أميركية، بحسب تقرير رويترز.

التقرير أشار الى أن الدكتورة لينا زياد كانت تنتزع الشظايا من معدته، وتخيط بعض جروحه وتربط ما تبقى من ذراعه عند الكتف، وكانت تفحص السائل المغذي في وريده، وتعطي تعليماتها بهدوء بشأن ما يتعلق بأشعة أكس التي يحتاجها.

وتقول الطبيبة لينا المتخصصة في الجراحة إن الأمور تسير على هذا النحو، لافتة الى ما يعانيه مستشفى اليرموك من نواقص وما تحتاجه غرفة الطوارئ من معدات ولوازم طبية، وهي تضم أسرّة قليلة وحشدا من أقارب الجرحى بعضهم يدخن والبعض الآخر يبكي وهم مضطربون، وأضافت الدكتورة أن قسم الإسعاف يستقبل أحياناً مائة شخص لتلقي العلاج وليس هناك مجال حتى لكتابة أسماء القادمين بسبب الازدحام.

----- فاصل ----

مستمعينا الكرام أواصل عرض ما جاء في تقرير بثته وكالة رويترز عن الأطباء العراقيين، حيث أشار التقرير الى أن الجراحين والأطباء يحظون بمنزلة رفيعة في المجتمع بالرغم من تعرض العراق الى التدمير والخراب والموت في العقود الأخيرة.

التقرير لفت الى قلة الأدوات والمعدات واللوازم الطبية سواء ما يتعلق منها بضمادات الطبية أو نقالات أو معدات تحمل الماء المغذي، وغيرها من اللوازم الأولية، فيما يتعرض الناس الى هجمات وتفجيرات، واطلاق رصاص وطعن بالسكاكين وغيرها من الحوادث اليومية.

وفي السياق ذاته أشار التقرير الى أن العقوبات التي فرضت خلال حكم صدام حسين أدت الى نقص في الأدوية، وكانت الأدوات الجراحية المستخدمة قديمة ومُستهلكة تقريباً، والعمليات الجراحية تجري بدون تخدير أحياناً، وأضاف التقرير أن الأمر تكرر في العام الماضي، خصوصاً أثناء الحرب حيث تعرض الكثيرون الى إصابات جراء قصف المدينة، وما زالت المستشفيات تعاني من نقص في المواد.

وفي هذا الصدد تقول الدكتورة لينا إن مستشفى اليرموك يعاني من نقص في الأدوات الطبية، والأدوية، ولم يتغير شئ رغم الوعود التي يسمعها الأطباء بأن الأمور ستتغير نحو الأحسن، وتعتقد الطبيبة بضرورة إعادة بناء مستشفى اليرموك من جديد.

--- فاصل ------

من إذاعة العراق الحر في براغ أواصل عرض ما ورد في تقرير بثته وكالة رويترز عن الأطباء ووضع المراكز الطبية والمستشفيات في العراق.

التقرير أشار الى أن كليات الطب كانت تستقبل الطلاب المتفوقين، ويحظى الأطباء بمركز اجتماعي هام في العراق، لكن على خريجي كلية الطب أن يقضوا فترة ثلاث سنوات للتدرب والتخصص مثلما هو معمول به في الولايات المتحدة وبريطانية وبلدان غربية أخرى.

أجرة الطبيب كانت تصل الى عشرين دولاراً في الشهر في ظل حكومة صدام، لكن العديد من الطلاب فضلوا مواصلة دراسة الطب لمساعدة العراقيين، مثلما نقل التقرير عن جراحّين يتلقيان تدريبهما في مستشفى اليرموك.

وبالرغم من عدم رضاهم عما جرى تحقيقه في مجال الخدمات الاجتماعية والصحية بشكل خاص فأن الأطباء في مستشفى اليرموك يشعرون بالتفاؤل بالنسبة للمستقبل، وقد ارتفعت أجورهم الى 200 دولار، ويقول أحدهم إنه لا يود العودة الى الخلف حيث لم يكن لديهم أي شئ فيما مضى، لكنهم يأملون في تحسن الأمور ، مضيفاً أنهم كانوا يعيشون في سجن كبير في السابق، وهم الآن في غابة، والعيش في غابة أفضل، على حد تعبيره.

التقرير لفت الى أن الصعوبات التي تعترض الأطباء لم تثنهم عن عزمهم، فهم يتعرضون أحياناً الى هجمات من قبل أقرباء بعض الذين يموتون، متهمين الأطباء بالتقصير، أو أنهم يلجأون الى تحطيم النوافذ والأبواب، وتقول لينا إنهم يتعاملون مع الأمور بهدوء وفي أحيان أخرى يتصلون بالشرطة.

وتقول الطبيبة لينا إنهم لا يريدون أن يظهروا بمظهر الأبطال، وإنما القيام بتنفيذ واجبهم بأفضل طريقة ممكنة بالرغم من كافة الصعوبات.

--- فاصل ---
وحول وضع الأطباء والمستشفيات العراقية تحدثنا مع الدكتور صباح محمود الغبان عضو الجمعية الطبية العراقية في السويد وسألناه أولاً عن الجمعية وأهدافها:
-- المقابلة ---

على صلة

XS
SM
MD
LG