اياد الكيلاني
سيداتي وسادتي ، في تقرير لوكالة فرانس بريس للأنباء من واشنطن يقول مراسلها هناك Christophe de Roquefeuil إن الولايات المتحدة – بعد مضي عام واحد على الخلافات التي سبقت الحرب على العراق – تسعى الآن مع الدول التي عارضت الحرب إلى بذل جهود مضنية من أجل التغلب على الخلافات.
ويضيف التقرير أن الابتسامات الموزونة التي تزين الاجتماعات الرسمية المعد لها بكل دقة ، وغيرها من الأدوات الدبلوماسية المتاحة يستخدمها الجانبان الساعيان إلى إصلاح ذات البين ، مع إنكارهما الحاجة إلى التخلي عن قناعاتهما.
ويمضي التقرير إلى أن إخفاق الولايات المتحدة في العثور على أسلحة دمار شامل في العراق يعتبر مصدر ارتياح لمعارضي الحرب الذين كانوا يدعون إلى المزيد من عمليات التفتيش ، في الوقت الذي تؤكد فيه واشنطن بأن الحرب أطاحت أحد أسوأ الطغاة في العالم. كما يشير التقرير إلى أن حجم مهمة إعادة تعمير العراق دفعت الولايات المتحدة إلى الاستعانة ثانية بالأمم المتحدة ، في عملية لم تخل من التوترات إثر امتناع المنظمة الدولية عن منح واشنطن الضوء الأخضر لشن الحرب.
ويشير التقرير أيضا إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش – في الوقت الذي تقترب فيه الانتخابات الرئاسية الأميركية – تتعرض إلى انتقادات مريرة من المعارضة الديمقراطية في البلاد لإخفاقها في جذب تأييد دولي واسع للحرب ولما فشلت فيه من جهود إعادة تعمير العراق.
غير أن التقرير ينسب إلى Simon Serfaty من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن تأكيده بوجود رغبة في تفادي النزاعات الجديدة بين الأميركيين والأوروبيين وبين الأوروبيين أنفسهم ، موضحا بأن المصالحة مع الولايات المتحدة تتيح للأوروبيين المختلفين حول قضية العراق فرصة تجاوز خلافاتهم الداخلية. وأضاف Serfaty أن هذه الهدنة مستندة أيضا إلى معارك انتخابية ساخنة ، موضحا بأن الابتسامات تخفي لدى الجانبين استمرار الافتقار إلى الثقة بينهما.
وينقل المراسل عن Judith Kipper من مجلس العلاقات الخارجية اعتقادها بأن العالم العربي – خصوصا في العواصم الموالية تقليديا للولايات المتحدة ، مثل القاهرة أو الرياض – يبدو راغبا هو الآخر في طوي صفحة العراق ، موضحة بأن العراق ليس القضية الأهم ، فبعد نقل السيادة وتدخل الأمم المتحدة سنجد انخفاضا كبيرا في التوترات ، وسنعود إلى القضية التقليدية المتمثلة في النزاع الإسرائيلي / الفلسطيني.
ومن أجل الوقوف على رأي عربي حول هذا الموضوع اتصلنا بالخبير البريطاني من أصل مصري (عادل درويش) وطلبنا منه تفسيرا لاختيار هذه الدول المرحلة الحالية تحديدا للمباشرة في إصلاح علاقتهم مع بعض ، فأجابنا بقوله:
(درويش 1)
--------------فاصل--------------
وفي تقرير للوكالة من برلين يقول مراسلها في العاصمة الألمانية Jean-Louis de la Vaissiere إن فرنسا وألمانيا – حين رفضتا المشاركة في الحرب على العراق منذ عام من الزمن – توقعتا بأن حالة الانجماد المفاجئ في العلاقات بين جانبي المحيط الأطلسي ستتلاشى في ضوء الواقع السياسي بعد انتهاء القتال.
غير أن المراسل ينسب إلى محللين إقرارهم بصواب التوقع الفرنسي / الألماني في بعض جوانبه ، ولكن ليس للأسباب المتوقعة في باريس وبرلين ، وأن عملية فك الانجماد لم تكتمل بعد.
ويوضح التقرير بأن المستشار الألماني Gerhard Schroeder عاد إلى الظهور إلى جانب الرئيس بوش في البيت الأبيض الشهر الماضي ، ولكن تحسين العلاقات الأميركية / الفرنسية سيستغرق وقتا أطول ، وينسب التقرير إلى Frank Umbach من المجلس الألماني للعلاقات الخارجية قوله إن الجانب الألماني سعى لأسباب سياسية واقتصادية إلى تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة ، وهو قرار يفوق أي رغبة فرنسية في تحسين مثل هذه العلاقات.
ويذكر المراسل بأن باريس وبرلين استندتا في معارضتهما الغزو الذي أسقط صدام حسين إلى افتقار القرار إلى تفويض محدد من الأمم المتحدة ، غير أن مجرى الأحداث – من بينها حالة الفوضى العارمة والهجمات اليومية ضد قوات التحالف ، والنزاعات الدينية والعرقية – هو الذي دفع الولايات المتحدة إلى العمل مع الأمم المتحدة من أجل تحقيق نقل سريع للسلطة ، وليس الحجج الصادرة عن أي من باريس أو برلين. ويضيف المراسل أن العاصمتين خففتا من انتقادهما للحرب بالتركيز على ضرورة كسب السلام واستعادة الهدوء في هذه المنطقة المضطربة.
وحول الفرق الظاهر في التوجهين الفرنسي والألماني تجاه إصلاح الروابط الأوروبية مع أميركا ، يعتبر عادل درويش:
(درويش 2)
---------------فاصل-------------
ويمضي المراسل في تقريره إلى أن فرنسا تتبنى الآن عقد مؤتمر دولي حول العراق برعاية الأمم المتحدة ، وينسب إلى وزير الخارجية الفرنسي Dominique de Villepin تأكيده بأن مثل هذا المؤتمر سيجسد بشكل رسمي استعادة العراق لسيادته ، ويفتح مرحلة جديدة تحدد نهاية للاحتلال.
أما نظيره الألماني Joschka Fischer فلقد دعا إلى مبادرة أطلسية ضخمة لتنمية الرخاء في الشرق الأوسط ككل ، وهي دعوة تتطابق في بعض جوانبها مع دعوة الولايات المتحدة إلى توسيع الديمقراطية في المنطقة.
ويخلص المراسل إلى التنبيه بأن المحللين يشيرون أيضا إلى حاجة بوش – خلال هذه المرحلة الانتخابية – إلى إظهار قدرته على الحفاظ على علاقات دبلوماسية طيبة مع شركاء الولايات المتحدة حول العالم.
وسألنا عادل الدرويش إن كان الحديث الألماني عن الرخاء سيلقى قبولا أفضل لدى الدول العربية من الحديث الأميركي عن نشر الديمقراطية ، فوافانا بالتعليق التالي:
(درويش 3)
سيداتي وسادتي ، في تقرير لوكالة فرانس بريس للأنباء من واشنطن يقول مراسلها هناك Christophe de Roquefeuil إن الولايات المتحدة – بعد مضي عام واحد على الخلافات التي سبقت الحرب على العراق – تسعى الآن مع الدول التي عارضت الحرب إلى بذل جهود مضنية من أجل التغلب على الخلافات.
ويضيف التقرير أن الابتسامات الموزونة التي تزين الاجتماعات الرسمية المعد لها بكل دقة ، وغيرها من الأدوات الدبلوماسية المتاحة يستخدمها الجانبان الساعيان إلى إصلاح ذات البين ، مع إنكارهما الحاجة إلى التخلي عن قناعاتهما.
ويمضي التقرير إلى أن إخفاق الولايات المتحدة في العثور على أسلحة دمار شامل في العراق يعتبر مصدر ارتياح لمعارضي الحرب الذين كانوا يدعون إلى المزيد من عمليات التفتيش ، في الوقت الذي تؤكد فيه واشنطن بأن الحرب أطاحت أحد أسوأ الطغاة في العالم. كما يشير التقرير إلى أن حجم مهمة إعادة تعمير العراق دفعت الولايات المتحدة إلى الاستعانة ثانية بالأمم المتحدة ، في عملية لم تخل من التوترات إثر امتناع المنظمة الدولية عن منح واشنطن الضوء الأخضر لشن الحرب.
ويشير التقرير أيضا إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش – في الوقت الذي تقترب فيه الانتخابات الرئاسية الأميركية – تتعرض إلى انتقادات مريرة من المعارضة الديمقراطية في البلاد لإخفاقها في جذب تأييد دولي واسع للحرب ولما فشلت فيه من جهود إعادة تعمير العراق.
غير أن التقرير ينسب إلى Simon Serfaty من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن تأكيده بوجود رغبة في تفادي النزاعات الجديدة بين الأميركيين والأوروبيين وبين الأوروبيين أنفسهم ، موضحا بأن المصالحة مع الولايات المتحدة تتيح للأوروبيين المختلفين حول قضية العراق فرصة تجاوز خلافاتهم الداخلية. وأضاف Serfaty أن هذه الهدنة مستندة أيضا إلى معارك انتخابية ساخنة ، موضحا بأن الابتسامات تخفي لدى الجانبين استمرار الافتقار إلى الثقة بينهما.
وينقل المراسل عن Judith Kipper من مجلس العلاقات الخارجية اعتقادها بأن العالم العربي – خصوصا في العواصم الموالية تقليديا للولايات المتحدة ، مثل القاهرة أو الرياض – يبدو راغبا هو الآخر في طوي صفحة العراق ، موضحة بأن العراق ليس القضية الأهم ، فبعد نقل السيادة وتدخل الأمم المتحدة سنجد انخفاضا كبيرا في التوترات ، وسنعود إلى القضية التقليدية المتمثلة في النزاع الإسرائيلي / الفلسطيني.
ومن أجل الوقوف على رأي عربي حول هذا الموضوع اتصلنا بالخبير البريطاني من أصل مصري (عادل درويش) وطلبنا منه تفسيرا لاختيار هذه الدول المرحلة الحالية تحديدا للمباشرة في إصلاح علاقتهم مع بعض ، فأجابنا بقوله:
(درويش 1)
--------------فاصل--------------
وفي تقرير للوكالة من برلين يقول مراسلها في العاصمة الألمانية Jean-Louis de la Vaissiere إن فرنسا وألمانيا – حين رفضتا المشاركة في الحرب على العراق منذ عام من الزمن – توقعتا بأن حالة الانجماد المفاجئ في العلاقات بين جانبي المحيط الأطلسي ستتلاشى في ضوء الواقع السياسي بعد انتهاء القتال.
غير أن المراسل ينسب إلى محللين إقرارهم بصواب التوقع الفرنسي / الألماني في بعض جوانبه ، ولكن ليس للأسباب المتوقعة في باريس وبرلين ، وأن عملية فك الانجماد لم تكتمل بعد.
ويوضح التقرير بأن المستشار الألماني Gerhard Schroeder عاد إلى الظهور إلى جانب الرئيس بوش في البيت الأبيض الشهر الماضي ، ولكن تحسين العلاقات الأميركية / الفرنسية سيستغرق وقتا أطول ، وينسب التقرير إلى Frank Umbach من المجلس الألماني للعلاقات الخارجية قوله إن الجانب الألماني سعى لأسباب سياسية واقتصادية إلى تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة ، وهو قرار يفوق أي رغبة فرنسية في تحسين مثل هذه العلاقات.
ويذكر المراسل بأن باريس وبرلين استندتا في معارضتهما الغزو الذي أسقط صدام حسين إلى افتقار القرار إلى تفويض محدد من الأمم المتحدة ، غير أن مجرى الأحداث – من بينها حالة الفوضى العارمة والهجمات اليومية ضد قوات التحالف ، والنزاعات الدينية والعرقية – هو الذي دفع الولايات المتحدة إلى العمل مع الأمم المتحدة من أجل تحقيق نقل سريع للسلطة ، وليس الحجج الصادرة عن أي من باريس أو برلين. ويضيف المراسل أن العاصمتين خففتا من انتقادهما للحرب بالتركيز على ضرورة كسب السلام واستعادة الهدوء في هذه المنطقة المضطربة.
وحول الفرق الظاهر في التوجهين الفرنسي والألماني تجاه إصلاح الروابط الأوروبية مع أميركا ، يعتبر عادل درويش:
(درويش 2)
---------------فاصل-------------
ويمضي المراسل في تقريره إلى أن فرنسا تتبنى الآن عقد مؤتمر دولي حول العراق برعاية الأمم المتحدة ، وينسب إلى وزير الخارجية الفرنسي Dominique de Villepin تأكيده بأن مثل هذا المؤتمر سيجسد بشكل رسمي استعادة العراق لسيادته ، ويفتح مرحلة جديدة تحدد نهاية للاحتلال.
أما نظيره الألماني Joschka Fischer فلقد دعا إلى مبادرة أطلسية ضخمة لتنمية الرخاء في الشرق الأوسط ككل ، وهي دعوة تتطابق في بعض جوانبها مع دعوة الولايات المتحدة إلى توسيع الديمقراطية في المنطقة.
ويخلص المراسل إلى التنبيه بأن المحللين يشيرون أيضا إلى حاجة بوش – خلال هذه المرحلة الانتخابية – إلى إظهار قدرته على الحفاظ على علاقات دبلوماسية طيبة مع شركاء الولايات المتحدة حول العالم.
وسألنا عادل الدرويش إن كان الحديث الألماني عن الرخاء سيلقى قبولا أفضل لدى الدول العربية من الحديث الأميركي عن نشر الديمقراطية ، فوافانا بالتعليق التالي:
(درويش 3)