روابط للدخول

خبر عاجل

محللون سياسيون يبدون اراءهم بشأن الانفلات الامني على الحدود العراقية


فوزي عبد الامير

أثارت الهجمات التي تعرض لها العراقيون يوم الثلاثاء الماضي، اثناء احياء مراسيم عاشوراء في الكاظمية و كربلاء، اثارت العديد من ردود الفعل، فرسميا، قال مجلس الحكم العراقي، يوم الخميس الماضي، انه يجب على قوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة ان تبذل المزيد من الجهد لتوفير الامن بعد الهجمات التي قتل فيها 171 شخصا على الاقل.
فيما انحى الرئيس الحالي لمجلس الحكم الانتقالي في العراق، سيد محمد بحر العلوم، انحى باللائمة في حوادث عاشوراء على قوات التحالف، و قال بحر العلوم، و هو يزور مستشفى يعالج فيه ناجون من هجمات الثلاثاء في منطقة الكاظمية، قال إني أضع اللوم على السلطات، و اضاف ان قوات التحالف هي جزء من السلطات، و مسؤولة عن المحافظة على الامن ولذلك يجب عليها ان تبذل قصارى جهدها للمحافظة على امن و سلامة العراقيين.
و في اطار ردود الافعال هذه اعلن الولايات المتحدة إنها ستعمل على دعم الامن على امتداد الحدود العراقية.
هذه المحاور تناولها تقرير بثته اذاعة اوروبا الحرة، و حاور كاتب التقرير فالنتيناس ميته، عددا من المحللين السياسيين، الذين رأوا ان عملية السيطرة الكاملة على الحدود العراقية المليئة بالثغور ستكون عملية صعبة في الوقت الراهن
--

و يلفت التقرير الى ان المرجع الشيعي سيد علي السيستاني اصدر يوم امس،فتوى حرم فيها دخول الاراضي العراقية من المنافذ غير الرسمية. و قال السيستاني في فتواه، إنه يحرم دخول الاراضي العراقية من غير المنافذ الرسمية، و يحرم ايضا ويحرم اخذ المال على عمليات التهريب وتسهيلها.
كما اتهم السيستاني، إثر اعتداءات عاشوراء، اتهم قوات التحالف بالاخفاق في حماية الحدود العراقية.
و إثر تلك العمليات، اعلن المدير الاداري لسلطة الائتلاف المؤقتة بول بريمر، ان واشنطن ستنفق 60 مليون دولار لدعم الامن على امتداد الحدود العراقية، كما سيتم نشر مئات العربات الاضافية ورجال الامن على الحدود.
بريمر اوضح ايضا يوم الاربعاء الماضي:
" نحن نقوم بتعزيز الحماية على الحدود العراقية، لمواجهة الارهاب. و يعمل في الوقت الراهن ثمانية الآف شرطي ضمن قوات حرس الحدود، و سينظم اليهم عدد آخر خلال الفترة المقبلة. كما إننا سندعم قوات حرس الحدود بمئات العربات و سنضاعف عدد القوات في بعض النقاط الحدودية. و قد خصصت الولايات المتحدة ستين مليون دولار لدعم الاجراءات الامنية على الحدود"

و رغم ذلك يلفت التقرير الذي بثته اذاعة اوروبا الحرة، الى ان عملية السيطرة على الحدود العراقية، ستكون مهمة شاقة، فالعراق يملك حدودا طولها 1500 كم مع ايران، و اكثر من ثمانــمئة كم مع السعودية، و نحو ستـمئة كم مع سوريا، و ثلاثمــئة و خمسين كم مع تركيا بالاضافة الى مئة و ثمانين كم مع الكويت، و اغلب هذه المناطق الحدودية هي مناطق صحراوية او شبه صحراوية.
--
و ينقل التقرير عن هيوا عثمان منسق معهد الحرب و السلام، و مقره في بريطانيا، و الذي استطلع للتو الاوضاع في الحدود العراقية، ينقل قوله بان الحدود مفتوحة عمليا، و فيما تتولى القوات الكردية حماية الحدود الشمالية للعراق، و هي قوات مجهزة و معدة بشكل مناسب، فأن الوضع على الحدود العراقية مع سورية و الكويت و السعودية و الاردن، بائس جدا فيما يتعلق بحماية الحدود.
و ينقل التقرير عن منسق معهد الحرب و السلام، بانه زار في وقت قريب الحدود العراقية مع الكويت و سورية و انه اصيب بصدمة عندما رأي السهولة التي يتم بها اختراق هذه الحدود، و أضاف ايضا:
"عندما وقعت الحرب فتحت القوات الاميركية تسعة معابر في الحدود العراقية الكويتية التي كانت مغلقة بشكل كامل، و ذلك لتسهيل دخول القطعات العسكرية، و بعد دخول تلك القوات، لم يسعى الجيش الاميركي الى اغلاق تلك المعابر، و لهذا فهي مفتوحة تماما في الوقت الراهن"

و يضيف هيوا عثمان، ان عبور الحدود العراقية الكويتية بشكل غير رسمي، اصبح سهلا بشكل نسبي، بسبب تلك المعابر، و عدم مراقبة الحدود.
و فيما يتعلق بالوضع على الحدود العراقية مع الاردن و سورية و السعودية، يقول منسق معهد الحرب والسلام، انه رغم وجود مراقبة و صفها بالشكلية، لهذه الحدود، فأن السكان الذين يعيشون قرب تلك الحدود مستعدين دائما لنقل الاشخاص الى داخل العراق، مقابل مبلغ من المال، و قد اصبحت هذه العملية تدر الكثير من الارباح على سكان تلك المناطق:
" أولئك الذين يسهلون عملية العبور غير الرسمي للحدود العراقية، مستعدون دائما لنقلك الى الداخل بكل سهولة، و بدون استفسار، و يمكن ان تحمل معك ما شئت و تصحب معك أي شخص. فلا احد يسأل، يكفي ان تدفع المبلغ المطلوب و يتم نقلك عبر الحدود"

في السياق ذاته، ينقل التقرير عن مدير مركز الدراسات العربية الايرانية، علي رضا نوري زاده، ان آلافا من الايرانيين يعبرون بشكل متواصل و بدون رقابة الحدود العراقية لزيارة العتبات المقدسة لدى الشيعة في النجف و كربلاء.
و يضيف نوري زاده
" ان الجانب الايراني، يقوم بالمراقبة فقط لمنع دخولِ أي شئ من العراق الى ايران، و لكن للاسف هناك مئات من الايرانيين يعبرون الحدودَ العراقية، و من بينهم اشخاص مرتبطون بالحرسِ الثوري الايراني، و قواتِ القدس التي تتولى حاليا الاشراف على الملفِ العراقي، و كذلك جماعات مرتبطة بتنظيم انصارِ الاسلام، و هي مجموعة كردية اصولية، لها قواعد في ايران"

و ينقل التقرير عن التلفزيون الايراني، ان نحو ثلاثــمئة الف ايراني دخلوا العراق الاسبوع الماضي، و انه تسعة و عشرين شخصا منهم قد قتل في اعتداءات عاشوراء.
و قد اعلنت الاذاعة الايرانية يوم الخميس الماضي، غلق الحدود مع العراق، و انه سوف يسمح بعبور الحدود العراقية الايرانية فقط لأولئك الذين يردون مغادرة العراق.

و فيما يتعلق بالاجراءات التي اعلن المدير الاداري لسلطة الائتلاف المؤقتة بول بريمر، بتطبيقها إثر هجمات عاشوراء، قال مدير مركز الدراسات الايرانية العربية علي رضا نوري زاده، إنها جاءت متأخرة، فقد تمكن العديد من الذين يسعون الى ضرب القوات الاميركية في العراق، و زعزعت الوضع هناك، تمكنوا من عبور الحدود و الدخول الى العراق، و لكن مع ذلك يقول نوري زاده، ان الاجراءات التي اعلن عنها بريمر سوف تمنع من دخول المزيد من الاشرار الى العراق.

على صلة

XS
SM
MD
LG