روابط للدخول

خبر عاجل

مؤسسة فكرية أميركية تعتبر أن القوات الأميركية حققت تقدما حقيقيا في مساعدة العراقيين على إعادة بناء بلادهم إلا أنها تحذر في الوقت ذاته من أن هناك تطورات سلبية في البلاد تعود إلى سياسات أميركية خاطئة


اعداد و تقديم اياد الكيلاني

مستمعينا الكرام ، أصدر مركز (سابان) لسياسات الشرق الأوسط التابع إلى معهد Brookings في السابع من كانون الثاني الجاري ، أصدر دراسة بعنوان (بعد صدام ، تقييم إعادة تعمير العراق) لمدير الأبحاث في المركز Kenneth Pollack يعتبر فيها أن الوضع في العراق بالغ التعقيد. ويوضح الباحث بأن جهود التحالف والقوات الأميركية حققت تقدما حقيقيا في مساعدة العراقيين على إعادة تكوين الاقتصاد ، والبيئة السياسية ، والمجتمع في العراق ، كما يبشر عدد من العناصر الأساسية بتحقيق تقدم حقيقي في حال الحفاظ على مستوى إعادة التعمير.
غير أن الباحث يحذر في الوقت ذاته من أن خناك تطورات سلبية في البلاد ، يعود العديد منها إلى سياسات أميركية خاطئة.
ونقدم لكم فيما يلي ، سيداتي وسادتي ، مراجعة لأهم ما ورد في الدراسة ، وذلك ضمن حلقة هذا الأسبوع من برنامج (العراق في دور الفكر والنشر).

------------------فاصل-----------------

ويمضي الباحث إلى أن الأمور تسير بشكل جيد في العراق بدرجة تحول دون الاعتقاد بأن جهود إعادة التعمير محكوم عليها بالفشل ، بل العكس هو الصحيح ، وعلى المتشائمين أن يلتزموا الحذر في تنبؤاتهم السوداوية. وتعتبر الدراسة أن هناك أربعة جوانب إيجابية لا بد من اعتبارها العناصر الرئيسية الكفيلة بإنجاح إعادة تعمير العراق وهي:
1 – ما زال الرأي العام في العراق يؤيد جهود إعادة التعمير بشكل عام ، وهو شبه مؤكد فيما يتعلق بالغالبية الكبرى من الكرد والشيعة ، كما ينطبق على العديد من سكان المدن السنة.
صحيح أن أكثرية العراقيين ليست مرتاحة تماما إزاء وجود هذا العدد الكبير من الأجانب في بلادهم ، ولكن هناك مخاوف منتشرة على نطاق واسع من أن مغادرة الولايات المتحدة للعراق سيجعل البلاد تنزلق بسرعة نحو الفوضى والحرب الأهلية. لذا – بحسب الدراسة- فمعظم العراقيين لا يريدون مغادرة الأميركيين ، بل يتطلعون إلى نجاح أكبر في جهود الولايات المتحدة في إعادة تعمير بلدهم.
2 - وفي السياق ذاته ، يعتبر الباحث أن غالبية القادة العراقيين أظهرت الكثير من الصبر ، وحثت مؤيدها على التعاون مع جهود إعادة التعمير بقيادة الأميركيين ، فهم يتفهمون أن الولايات المتحدة ترمي في نهاية المطاف إلى تكوين دولة مستقرة ومزدهرة وتعددية لجميع العراقيين. كما دأب هؤلاء القادة على التوصية بضبط النفس ، حتى في مواجهة الأخطاء المتكررة التي ترتكبها الولايات المتحدة في العراق.

------------------فاصل---------------

أما الجانب الإيجابي الثالث – بحسب الدراسة – هي أن التمرد لا يرجح له تقويض جهود إعادة التعمير ، غير أن التهديد الرئيسي في هذا المجال هو أن استمرار سقوط الضحايا بين صفوف القوات الأميركية سيجعل الشعب الأميركي يشعر بالإحباط وبالرغبة في التراجع. وينبه الباحث إلى أن عددا قليلا فقط من المتمردين ملتزم بشكل متحمس للقضية ، ما يفسر العدد القليل نسبيا بين صفوف قوات التحالف في ضوء العدد الكبير من الهجمات اليومية .
4 – لقد حقق أفراد التحالف والقوات الأميركي نجاحا لا يستهان به في العمل مع العراقيين في قراهم ومناطق سكناهم ، في مجالات الخدمات الأساسية ، وإعادة بناء المدارس ، وتنشيط الاقتصاد ، وتدشين مؤسسات سياسية جديدة. ويخص الباحث بالذكر أفراد الشؤون المدنية التابعين إلى القوات المسلحة ، باعتبارهم يحققون تقدما حقيقيا في إعادة بناء البلاد حيثما وجدوا.

-----------------فاصل-------------

أما عن الجوانب السلبية والتي لا تقل شأنا – بحسب الدراسة عن الإيجابية ، فلا بد النظر إليها في ضوء عدد من المشاكل الكامنة في إعادة البناء. غير أن الدراسة تؤكد بأن ما من مشكلة في العراق إلا ولها حل ، ما يحتم اعتبارها تحديات وليس عقبات ، ومنها:
1 – لا بد للولايات المتحدة أن تعيد النظر في إستراتيجيتها الأمنية ، فلقد دأبت القوات الأميركية لحد الآن على ملاحقات المتمردين وعلى حماية نفسها ، ورغم أهمية هاذين العنصرين فالأهم يتمثل في توفير الأمن الأساسي للشعب العراقي. وتبقى اليوم حالة الخوف من الجرائم العادية ومن الهجمات التي ينفذها من يسعى إلى تقويض جهود إعادة التعمير ، تبقى أهم العقبات أمام إعادة التعمير الاقتصادي والسياسي. وهذا يعني – في الأرجح – إرسال المزيد من القوات الأميركية إلى البلاد ، أو التوصل إلى صيغة تجعل دولا أخرى تساهم بقواتها ، وذلك بالنظر إلى عدم استعداد قوات الأمن العراقية بدرجة كافية لمعالجة الموقف ، وهي حالة ستستمر لفترة تتراوح بين 6 أشهر وعامين.
وبغية الاطلاع على رأي عراقي حول هذا الموضوع ، اتصلنا بالسفير العراقي السابق (صفاء الفلكي) ، العائد لتوه من العراق ، وسألناه إن كان يجد ضرورة لإرسال قوات إضافية إلى العراق:
(الفلكي 1)

---------------فاصل-----------

2- كما يترتب على الولايات المتحدة أن تعزز صلاتها بالعشائر السنية ، بهدف القضاء على إحساسها بالنقمة على الولايات المتحدة ، ما سيقطع شوطا مهما في تقويض نشاط التمرد. غير أن الولايات المتحدة يترتب عليها في الوقت ذاته أن تحرص على عدم تجاهل الطائفتين الكردية والشيعية ، اللتان أسفر دعمهما للجهود الأميركية عن النجاح المتحقق في العراق لحد الآن.
3 – تعتبر الدراسة أن جهود إعادة التعمير تهاني من نقص في الأيدي العاملة ، كما هو واضح في الجانب الأمني حيث لا يكفي عدد المشاة الأميركيين ومن قوات التحالف لتوفير الأمن للعراقيين. وهو صحيح أيضا في المجالين السياسي والاقتصادي أيضا ، ما يجعل وجود سلطة التحالف منحسرا داخل بغداد ، وهذا ما يساهم بالتالي في تشديد معاناة الكثيرين. وما من شك – بحسب الدراسة – من أن المناطق التي تنعم بوجود عناصر الشؤون المدنية ، تشهد نجاحات كبيرة ، إلا أن عدد هؤلاء لا يكفي لمواجهة المهام التي تواجههم.

--------------------فاصل--------------

ويتابع Kenneth Pollack في دراسته مشيرا إلى أن واشنطن ليس في وسعها – فيظل الحقائق السياسية والعسكرية والاقتصادية الراهنة – أن تحتفظ بهذا المستوى من الالتزامات الاقتصادية والعسكرية في العراق. أما التساؤل الأهم فهو إن كانت إدارة جورج بوش ستعدل سياستها لتتلاءم مع احتياجات جهود إعادة التعمير ، أم أنها ستختار تقليص التزاماتها تجله العراق إلى درجة التلاشي.
ويشدد الباحث بأن المعطيات والتطورات الإيجابية في العراق تكفي لمواجهة التحديات المذكورة في الدراسة ، وذلك في حال تمسك الولايات المتحدة والحلفاء بمعالجتها ، ما سيدعو إلى الاعتقاد بأن العراق سيتحول إلى دولة مستقرة ومزدهرة وتعددية في غضون فترة تتراوح بين 5 سنوات و15 عاما.
ويحذر الباحث من أن انسحاب الولايات المتحدة من العراق سيسفر عن مخاطر جسيمة ، موضحا بأن القوى السلبية في البلاد ستحول العراق إلى الفوضى والحرب الأهلية على غرار ما حدث في لبنان ، وهو وضع سرعان ما يمكنه اجتياز الحدود إلى الدول المجاورة ، مثل السعودية والأردن وإيران وسورية ، وربما حتى تركيا والكويت.
أما (صفاء الفلكي) فيؤيد ضرورة بقاء قوات التحالف في العراق ، ويوضح لنا بقوله:
(الفلكي 2)

على صلة

XS
SM
MD
LG