روابط للدخول

خبر عاجل

مقال لمحلل سياسي اميركي يتحدث عن تأكيدات من بعض أعضاء مجلس الحكم، ان الكرد يمكنهم البقاء داخل العراق أو خارجه لكن على شرط ان لا يتحولوا الى خنجر في خاصرة العراق


كفاح الحبيب اعد عرضا للمقال

طابت أوقاتكم مستمعي الأعزاء وأهلاً بكم ...
الكرد العراقيون وأوضاعهم السياسية والمستقبل الذي ينتظرهم هي المواضيع التي يتم التركيز عليها في الوقت الحاضر من قبل أطراف متعددة نظراً لما تحتله هذه القضية من حيز مهم في تركيبة العراق الجديد ...
جيم هوغلاند المعلق السياسي الأميركي البارز خصص واحداً من تعليقاته التي تنشرها كبريات الصحف الأميركية لمناقشة مستقبل القضية الكردية ، فكتب في صحيفة واشنطن بوست تعليقاً عن أفضل الآمال التي يحلم بها الكرد يقول فيه :
( العراق قدرنا ) تلك هي جملة قالها قبل أيام مسؤول سياسي كردي زائر وكأنه كان يشعر بتعاسته كمن حكم عليه بالسجن المؤبد .. ولكن في هذا القبول المذعن بوحدة الأراضي العراقية وسلامتها توجد ثمة فرصة لإعادة بناء هذا البلد سياسياً ...
ويقول الكاتب ان العراق يحتاج الكرد الذين أسسوا وأداروا حكومة إقليمية قابلة للحياة حتى وإن كانت ناقصة ، وهي سلطة قائمة بشكل جزئي على أسس انتخابية وصياغات دستورية ... ان فكرة الكرد حول تركيبة فيدرالية حرة والحاجة الى وجودها لحماية الأقليات العرقية والدينية تساعد في تشكيل عراق جديد ..
ويرى الكاتب ان الكرد يحتاجون العراق ، وانهم بحاجة الى ان ينتموا الى دولة عصرية تنزع عنها ثوب الممارسات العشائرية والإقطاعية الباقية في موطن جبال زاكروس في شمال العراق .. انهم بحاجة الى حدود معترف بها دولياً لحمايتهم من غرائز الإفتراس الموجودة لدى جيرانهم الطامعين بنفطهم أو الذين يبغون إشاعة عدم الإستقرار في العراق .

****

ويقول جيم هوغلاند في تعليقه ان الكرد في حقيقة الأمر بحاجة لأن يحولوا العراق من كونه قدراً الى مصير لهم ، فالقدر هو ما حدث لهم ، أما المصير فهو ما يمكن لهم أن ينجزوه .. إذ يتعين عليهم ان يعملوا بإنسجام مع إخوتهم في الدين من العرب والجيران الآخرين من أجل خلق دولة يجب ألا تكون فاشستية وغير متسامحة ، على غرار الحكومات الموجودة في المنطقة .
ويقول الكاتب ان الكرد الذين إنضموا الى الولايات المتحدة في غزوها العراق وإطاحتها حكم حزب البعث ، لديهم الفرصة والواجب الآن في المساعدة على تكوين نظام سياسي يجعل من العراق دولة تستأهل أن تبقى موحدة ... فإن أخفقوا ، سيكون ذلك إخفاقاً لنا نحن الذين كنا نجادل لسنوات حول ضرورة منح الكرد فرصة كهذه ... علاوة على ذلك ، إذا لم ينجح العرب والكرد في العراق في تحويل ذلك القدر الى مصير مشترك ، فان فكرة الرئيس بوش في تعزيز ستراتيجية الديمقراطية في الشرق الأوسط سوف لن تحصل على موطئ قدم لها هناك ..
ويرى الكاتب ان التحولات الواعدة لتركيا في التخندق داخل ديمقراطية إسلامية معتدلة لتصبح في النهاية عضواً في الإتجاد الأوروبي ستوضع في مجازفة خطيرة ، كما ان إيران ستستخدم شمال العراق كنقطة وثوب لشن عمليات تخريبية ، فمن أجل إسترضاء تركيا ونزع سلاح إيران سياسياً ، أكدت إدارة بوش على ان وحدة الأراضي العراقية لا يمكن أن تكون موضع تساؤل ... لكن العراقيين يعرفون بشكل أفضل ، انهم يعرفون ان للكرد مصلحة كبيرة في إطالة بقاء الوضع الراهن في الإنعزال عن بغداد والإنتظار حتى تتفصل الأمور في الجنوب ... ويقول الكاتب وهذا ما يفسر لماذا سافر وفد رفيع المستوى من مجلس الحكم الى صلاح الدين في هذا الثامن من هذا الشهر لإبلاغ مسعود بارزاني وجلال طالباني بالتالي :
" لقد حصلتم على حق تقرير المصير ، وبإمكانكم إعلان الإستقلال إذا شئتم .. فسوف لن نقوم بمحاربتكم على ذلك ، بل سنقوم بالإعتراف بكم .. وان ما لانريد حدوثه هو إقامة دولة إنفصالية مبنية على المشاكل والمخاصمات داخل الجسد العراقي .. قرروا ماتريدون حقاً في قراركم .."


*****

ويلفت جيم هوغلاند في تعليقه الى ان مسؤولين كرد وآخرين في مجلس الحكم يقولون ان هذه الرسالة التاريخية الموجهة للكرد ( في ضرورة الدخول أو الخروج ) قد أعلنها بشكل صريح أحمد الجلبي وكررها مساعدون لعبد العزيز الحكيم وعدنان الباجه جي .. وان مسؤولي مجلس الحكم إستشاروا الكرد مقدماً بشأن إجتماعاتهم مع مسؤولين من الأمم المتحدة والولايات المتحدة في الأسبوع الماضي ...
ويقول الكاتب ان القادة الكرد أعلنوا تعهدهم فوراً في صلاح الدين لدعم وحدة العراق وسلامة أراضيه .. لكنهم لم يوافقوا على المضي قدماً مع الولايات المتحدة في مناقشة مستقبل العراق مباشرة مع كوفي أنان أو جورج بوش .
ويرى هوغلاند ان الأعوام الإثني عشر الماضية كانت تمثل عصراً ذهبياً لدى الكرد العراقيين التي تم تتويجها بإطاحة نظام بغداد الذي إرتكب بحقهم جرائم منظمة بإسم القومية العربية .. ولذا فان ترددهم الآن في التخلي عن حكم ذاتي تام يمكن فهمه .. إلا ان الكرد ينبغي عليهم ألا يفقدوا هذه الفرصة في تغليب المصير على القدر ، فمشاركتهم الفاعلة في إقامة عراق ديمقراطي جديد سيظهر ان سلامة الأراضي في الدولة العربية متعددة الأعراق لايمكن لها أن تتحقق أو يتم المحافظة عليها بإرهاب منظم .

*****

مستمعي الأعزاء عن الوقع السياسي الذي يعيشه الكرد العراقيون تحدثت الى المحلل السياسي الكردي المستقل الدكتور فؤاد حسين وسألته عن رأيه الخاص بما يمكن أن تؤول إليه هذه المداولات من خيارات سياسية في المستقبل ، فقال :

على صلة

XS
SM
MD
LG