روابط للدخول

خبر عاجل

تقرير بشأن الحالة الاجتماعية في مدينة النجف و أحوال مقبرتها المشهورة وادي السلام


ميسون ابو الحب اعدت عرضا للتقرير

تعني الحرية امورا كثيرة في العراق الجديد، منها حرية البكاء والعويل وهو ما وصفه كاتب التقرير في كرستيان ساينس مونيتور سكوت بيترسون بكونه بكاءا وعويلا يتردد منذ ثلاثة عشر قرنا في اوسع مقبرة في العالم، مقبرة النجف، مثوى الطائفة الشيعية المفضل لان فيها مرقد الامام علي. ومن أسماء مقبرة النجف الاخرى وادي السلام غير ان هذا الوادي يحمل شواهد قبور لضحايا نظام صدام حسين الذي طالما اضطهد الشيعة على مدى سنوات حكمه. مقبرة النجف اصبحت بذلك مثوى الضحايا وملاذ الاحياء المعارضين للنظام السابق حسب قول كاتب التقرير الذي ذكر بان نظام صدام حسين السني حاول ان يفرض سيطرته على البلاد من خلال سلسلة من اعمال القتل والاغتيال التي استهدفت كبار رجال الدين الشيعة. واستشهد الكاتب باقوال لعبد الرحمن ناهي الذي يعمل حفار قبور في وادي السلام منذ عشرين عاما. من الامور التي يذكرها ناهي أن عددا من رجال الأمن التابعين للنظام السابق جلبوا في أحد الايام إلى مقبرة النجف ستة شبان كانوا قد فروا من الخدمة العسكرية خلال الحرب مع إيران. وقال ناهي ان رجال الأمن جعلوا الشباب الستة يقفون امام جدار وكانوا قد قيدوا اياديهم ووضعوا اغطية على رؤوسهم ثم اعدموهم رميا بالرصاص. وقبل ذلك جمع رجال الأمن سكان المنطقة لحضور هذا المشهد والتفرج عليه ثم فعلوا ما هو اسوأ إذ اجبروا اسر الشباب الستة على دفع ثمن الطلقات التي سلبت حياة ابنائهم ثم منعوهم من اقامة مراسم العزاء التقليدية. وقال ناهي حفار القبور في مقبرة النجف وهو يشير إلى آثار الطلقات على أحد جدران المقبرة، حسب ما نقل كاتب التقرير " كانت رسالة موجهة إلى الشيعة تعني ان الحكومة لن تدع احدا يفر من الخدمة العسكرية ". ومع ذلك، حسب ما تابع الكاتب، كان الشباب يفرون من الخدمة العسكرية ايام الحرب مع إيران وكانوا يختبئون في السراديب، سراديب مقبرة النجف. وقال ناهي ان بعض الشباب امضوا هناك سنوات من حياتهم، ثم قاد ناهي مراسل صحيفة كرستيان ساينس مونيتور إلى احدها وقال إن هذه المقابر وفرت حماية للعديد من الشباب من صدام حسين واتباعه. وتابع ناهي ان اقرباء هؤلاء الشباب المختبئين كانوا يحملون لهم الطعام خلال النهار. وفي الليل كان المختبئون عن اعين السلطة يخرجون ويتجولون في المقبرة مثل الاشباح.

كاتب التقرير في صحيفة كرستيان ساينس مونيتور تابع بالقول إن مقبرة النجف أو وادي السلام تتمتع بشهرة واسعة منذ زمن الامام علي بن ابي طالب الذي انشأ المقبرة بنفسه في عام 658 عندما دفن أحد اصحابه فيها. وبعد ثلاثة اعوام توفي الامام علي ودفن في النجف في المرقد ذي القبة الذهبية الذي يحافظ عليه ويرعاه مائتا رجل. وتابع كاتب التقرير بالقول إن مقبرة النجف كما يقال تحوي خمسة ملايين قبر، حسب بعض التقديرات. ثم ذكر بان النظام السابق وبعد انتفاضة عام 1991 منع الناس من دفن موتاهم في المقبرة لمدة أربعة أو خمسة اشهر بل ونسف عددا من القبور كي يفتح طرقا داخلية تساعد رجال النظام على التحرك فيها بسهولة.

ومن جانب آخر نقل كاتب التقرير عن آية الله الشيخ فيصل الاسدي الذي تعرض إلى التعذيب لمدة عشر سنوات في سجون النظام السابق خلال الثمانينات، نقل عنه قوله إن النظام السابق كان يفرض الحصول على موافقته لدفن أي شخص في مقبرة النجف مما يعني انه كان يلاحق الناس حتى في قبورهم. ثم عبر الاسدي عن سعادته لقيام الرئيس الأميركي باسقاط صدام حسين ونظامه وقال ان هذه القيود قد انتهت الآن. وأخيرا ذكر كاتب التقرير أن كفن آية الله محمد باقر الصدر الذي قتله النظام السابق في الثمانينات وسلمت جثته سرا إلى أحد الاشخاص وهو الوحيد الذي يعرف مكانها، ان جثمان الصدر نقل إلى النجف واقيم له ضريح اصبح الآن مزارا للحجاج، حسب قول مراسل صحيفة كرستيان ساينس مونيتور.

عن اهمية مقبرة النجف تحدث زهير الجزائري وهو اعلامي عراقي عاد من الخارج بعد سقوط النظام، تحدث عن مختلف اوجه الاهمية التي تتمتع بها مقبرة النجف على الصعد التاريخية والمعنوية والاقتصادية وغيرها وقال:


السيد زهير الجزائري وهو اعلامي عراقي عاد إلى العراق بعد سقوط النظام السابق متحدثا عن اهمية مقبرة النجف على الصعيدين المعنوي والاقتصادي وعن رؤيته لمستقبلها. هذه تحيات ميسون أبو الحب.

على صلة

XS
SM
MD
LG