روابط للدخول

خبر عاجل

تقرير لوكالة انباء عالمية بشأن مواقف العراقيين السنّة من متغيرات الوضع في البلاد


ناظم ياسين اعد عرضا للتقرير

في تقريرٍ بثته من الفلوجة اليوم الأحد، استهلت وكالة أسوشييتد برس للأنباء بنقلِ ما رواه إمام أحد المساجد لجمع المصلين في خطبة الجمعة عن فضائل الجهاد.
الشيخ مكي حسين حمدان روى واقعةً من القرن السابع الميلادي حينما سلّم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أحد الصحابة سيفاً. وأمره بقطع رؤوس أعداء الله تعالى إلى أن يلتوي السيف. ويقول مراسل الوكالة أن حمدان حذر في الخطبة نفسها من أن العرب السنّة قد يخسرون إذا لم يتقدموا بخطوةٍ إلى الأمام مطالبين بموقعهم في النظام السياسي الجديد للعراق.
الخطبة عكست مأزق الأقلية السنّية وربما ارتباكها جراء فقدان موقعها المتميز في ظل صدام حسين، بحسب تعبير الوكالة. ويضيف التقرير أن السنة العرب الذين حظوا بدعم العثمانيين والبريطانيين في عهود سابقة تقدموا على الشيعة والكرد وتمكنوا من تحقيق الهيمنة على المؤسسة السياسية والعسكرية في البلاد طوال نحو قرن من الزمن.
وحينما اندلعت الحرب الأخيرة في العشرين من آذار الماضي، وقف الكرد إلى جانب قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد جيش صدام. وهم يأملون الآن بأن يسمح لهم الحلفاء الأميركيون بمواصلة الحكم الذاتي الذي تمتعوا به في المنطقة الشمالية منذ عام 1991.
أما الشيعة فقد التزموا نصائح مراجعهم الدينية بعدم الاشتراك في النزاع وقد يرون في نهاية المطاف تحوّلَهم كأغلبية إلى قوةٍ سياسية رسمية في حال إجراء الانتخابات.
أسوشييتد برس تصف ردّ السنيين على بروز الشيعة والكرد كقوىً مؤثرةٍ بعد سقوط صدام بأنه مزيج من العنف والرفض والانسحاب، إضافةً إلى المساعي التي بُذلت في الآونة الأخيرة نحو توحيد الصفوف من أجل حماية مصالحهم.
--- فاصل ---
التقرير يضيف أن القوات الأميركية تتعرض منذ عدة أشهر إلى هجمات يومية في بغداد التي يشكّل السنّة نحو نصف عدد سكانها البالغ خمسة ملايين نسمة. كما تواجه هذه القوات هجمات في مناطق تقع إلى الشمال والغرب من العاصمة، وهي مناطق تقطنها أغلبية سنية.
ومع امتناع الشيعة عن مهاجمة الأميركيين، سعى السنيون نحو إبراز صورتهم كجماعةٍ تحارب لوحدها قوةً عظمى غير مسلمة تحتل البلاد، وهو الأمر الذي أكسبهم التعاطف في العالمين العربي والإسلامي حيث تكثر مشاعر العداء للولايات المتحدة.
التقرير يقول إن العديد من العراقيين السنة يسخرون بشكل غير علني من الشيعة و الكرد باعتبارهم متعاونين مع قوات الاحتلال أو عملاء للأجانب. وقد حُمّل متطرفون سنيون مسؤولية هجماتٍ على مساجد شيعية ومكاتب لأحزاب سياسية كردية. كما أن مطالب الكرد بالفدرالية عمّقت الخلافات مع السنّة الذين يخشون من أن يؤدي الحكم الذاتي للكرد إلى تقسيم العراق.
أسوشييتد برس تنقل عن مؤيد الأعظمي، إمام الجامع الأعظم في بغداد، تشكيكَه بالاعتقاد واسع الانتشار بأن الشيعة يشكلون أغلبيةَ ستين في المائة من مجموع سكان البلاد الذي يبلغ خمسةً وعشرين مليون نسمة، زاعما أن الأميركيين يروّجون مثل هذه الأرقام تنفيذا لسياسة (فرّق تسُد).
وفي هذا الصدد، ينسب التقرير إلى الأعظمي قوله "إن السنيين هم الأغلبية"، بحسب تعبيره. وشأنه شأن العديد من العراقيين السنيين، أكد الأعظمي أن أبناء طائفته كانوا يعانون أيضا من الاضطهاد في عهد صدام. وأضاف قائلا: "لا أدري من الذي جاء بنسبة الستين في المائة، ولكنها لا تعكس الواقع"، على حد تعبيره.
الزعماء الدينيون السنيون سعوا نحو توحيد صوت الطائفة في العملية السياسية من خلال تشكيل منظمة من السياسيين ورجال الدين. لكن البيانات التي صدرت حتى الآن عن (هيئة علماء المسلمين) اتسمت بلهجة متطرفة. وينقل المراسل عن أحد هذه البيانات قوله إن سلطات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة سوف تتلاعب بأي انتخابات مبكرة كي تخدم مصالحها.
أما (مايك غفويلر)، المسؤول في سلطة الائتلاف المؤقتة عن التنسيق في ست محافظات عراقية، فقد صرح بأن السنّة يريدون الآن ضمان حقوقهم في أي حكومة جديدة.
وأضاف قائلا: "ما رأيته هو المزيد والمزيد من جدية الهدف التي أظهروها في رغبة المشاركة الفعلية ببناء العراق الجديد وضمان حقوقهم فيه"، بحسب ما نقلت عنه وكالة أسوشييتد برس للأنباء.

على صلة

XS
SM
MD
LG