روابط للدخول

خبر عاجل

الجدل الدائر في واشنطن بشأن سياسة الولايات المتحدة تجاه العراق في ضوء اتهامات وجهت الى الرئيس الأميركي بأنه قرر شن الحرب على العراق مباشرة بعد دخوله البيت الأبيض.


اعداد و تقديم كامران غره داغي

مستمعيّ الكرام: اثار وزير المال الاميركي السابق ضجة في الولايات المتحدة بسبب انتقادات عنيفة وجهها الى الرئيس جورح بوش، مشككا بقدرته على القيادة. الوزير السابق، بول أونيل، أصدر حديثا كتابا رسم فيه صورة غيرَ جذّابة لبوش واتهمه بأنه كان عازما منذ انتخابه مباشرة على شن حرب ضد العراق بهدف اطاحة نظام صدام حسين.
السؤال الذي يطرح نفسه ويناقشه المعنيون في واشنطن هو هل يمكن التعويل على شهادة أونيل الذي كان الرئيس بوش أقصاه عن منصبه؟
مراسل اذاعتنا في واشنطن أندرو تَلّي يتابع الجدل الأميركي – الأميركي في التقرير التالي، وهو موضوع حلقة هذا الأسبوع من برنامج "عالم متحول".
- فاصل -
يطرح أونيل في كتابه أسئلة تتعلق بتوقيت قرار شن الحرب على العراق، زاعما أن بوش اتخذ قراره بعد تسلمه الولاية مباشرة في كانون الثاني عام 2000.
هذه المعلومة إن صحت تناقض التبرير الرسمي الذي يؤكد ان الولايات المتحدة قررت شن الحرب بسبب امتلاك نظامه برامج لانتاج أسلحة نووية وكيماوية وبايولوجية، إضافة الى احتمال قيام هذا النظام بتزويد الارهابيين أسلحة من هذا النوع، خصوصا بعد الهجوم على الولايات المتحدة في الحادي عشر من أيلول عام 2001.
الى ذلك يقول أونيل، الذي ظل وزيرا للمال نحو سنتين شغل خلالها ايضا عضوية مجلس الامن القومي، يقول إن الكلام كان يدور طوال الوقت عن كيفية التخلص من نظام صدام حسين، على رغم عدم القدرة على توثيق الادعاء بان الأخير كان يمتلك بالفعل أسلحة للدمار الشامل.
يُشار في هذا الخصوص الى أن تغيير النظام العراقي كان في الواقع سياسة رسمية اعتمدتها ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون منذ عام 1998. الرئيس بوش اشار الى هذا الأمر في تصريحات أدلى بها أمس في مكسيكو سيتي.
(INSERT AUDIO -- Bush in English -- NC011302)

(السياسة المعلنة لادارتي كانت واضحة تماما. فقد دعونا الى تغيير النظام، كما فعلت الادارة السابقة).

لكن أونيل يشير الى ان هذه السياسة لم تشمل القيام بعمل عسكري منفرد من قبل الولايات المتحدة. وزير المال السابق تحدث عن هذا الأمر خلال برنامج "ستون دقيقة" الذي تبثه شبكة "سي. بي. إس":

(INSERT AUDIO -- O'Neill in English -
NC011305)

(مفهوم الضربة الاستباقية وحقنا في الولايات المتحدة في القيام منفردين باي عمل نقرره، أمر أرى أنه يشكل قفزة هائلة".

تحمس الرئيس بوش للحرب ليس الصفة السلبية الوحيدة، كما يعتبرها أونيل، بل يزيد عليها بالقول إن بوش غالبا ما كان يبدو غائبا مفصولا عما يقوله موظفوه، حتى خلال الاجتماعات المهمة. أونيل يضيف أنه عندما التقى بوش، فإنه توقع أن يتم تبادل للرأي بينهما، لكن ما حدث هو ان الحديث كان من جانب واحد فقط: أونيل يتكلم وبوش يستمع.

البيت الأبيض رد على هذه الانتقادات بأن أونيل كان مهتما بتبرير عمله وزيرا أكثر من اهتمامه باعطاء تقويم نزيه لانجازات الادارة. وكان بوش أقصى أونيل من منصبه في كانون الأول عام 2002 في إطار إجراءات لتحسين الاداء الاقتصادي لادارته.
- فاصل -
سيداتي وسادتي، مازلتم مع برنامج "عالم متحول"، وحلقة هذا الاسبوع تتناول الضجة المثارة في واشنطن بسبب هجوم عنيف على الرئيس بوش من قبل أحد وزرائه السابقين، وذلك في تقرير أعده مراسل اذاعتنا في واشنطن أندرو تلّي. ويقول مراقبون إن السؤال الآن هو هل يمكن التعويل على ملاحظات أونيل، أم يجب اعتبارها منحازة وتعكس مرارته بسبب اقصائه. الخبراء يختلفون على هذا الأمر.
هناك اجراءان مثار جدل بالنسبة الى أداء أونيل كوزير للمال. الأول يتمثل في قرار لبوش في آذار 2002 قضى بفرض رسوم عالية على استيراد الفولاذ، وهي رسوم ألغيت الشهر الماضي. الاجراء الثاني، ولعله يثير جدلا أهم من الأول في الحلقة الداخلية للبيت الأبيض، يتمثل في المرحلة الثانية من الاعفاء الضريبي على دخل الفرد تم تطبيقها في الربيع الماضي، في وقت كانت الولايات المتحدة على اعتاب شن حرب مكلفة ضد العراق.
باري بوسوورث، الباحث الاقتصادي في معهد بروكينز للدراسات في واشنطن، اعتبر ان معارضة أونيل لقرار الاعفاء الضريبي الثاني ربما كانت سبب إقصائه.
(INSERT AUDIO -- Bosworth in English - NC011307)
(كانت هناك عدد من الاختلافات في الرأي بين أعضاء الفريق الاقتصادي في البيت الابيض، بل كانت خلافات مرة، وهو أمر لا يعتزم الرئيس الحالي أن يتسامح فيه.)

لكن على رغم ذلك فان ملاحظات أونيل تنطوي على شيء من الصدقية، بحسب رأي ألان ليختمان، بروفيسور التاريخ في الجامعة الأميركية. ويتخصص ليختمان في السياسة والحملات السياسية، وهو يقر بأن أونيا ربما يشعر بالفعل بالمرارة بسبب اقصائه، لكنه يضيف:

(INSERT AUDIO -- Lichtman in English -
NC011308)
(غير أنه من النادر نسبيا، حتى بالنسبة الى مسؤول مفصول، أن ينقلب على رئيسه. لذا فانني مستعد لاضفاء بعض الصدقية في هذه الحاله، خصوصا عندما يبدو أن الأمر يسند ما يؤمن به عدد كبير من المحللين، تحديدا أن أسلحة الدمار الشامل كانت مجرد ذريهة لشن الحرب التي كان قرار قد اُتخذ في شأنها لاعتبارات اخرى).

ويقول ليختمان أيضا إن هذه الصدقية قد يكون لها تاثير قصير المدى في السابق على الرئاسة الاميركية في الانتخابات التي ستُجرى في تشرين الثاني من العام الجاري. ويزيد أن المستفيدين الرئيسيين سيكونان المرشحان الديموقراطيان هاوارد دين والجنرال المتقاعد ليسلي كلارك، اللذان اعلنا معارضتهما للحرب.
لكن هذا لم يمنع ليختمان من القول إنه على المدى البعد لن يكون لادعاءات أونيا سوى تأثير ضئيل في فرص بوش للفوز بولاية ثانية. ويشير ليختمان في هذا الصدد الى أن الرئيس الأسبق رونالد ريغان تعرض أيضا خلال ولايته الأولى، بين عامي 1981 و1985، للاتهام بانه لم يكن يتعامل بجدية مع منصبه، على حد تعبير ليختمان، مضيفا أن ريغان مع ذلك اكتسح الانتخابات ليفوز بولاية ثانية.

على صلة

XS
SM
MD
LG