روابط للدخول

خبر عاجل

مواقف العواصم الاوروبية من خطط الولايات المتحدة الرامية لتسريع عملية انشاء حكومة انتقالية عراقية


رحبت العواصم الاوروبية، بخطط الولايات المتحدة الرامية لتسريع عملية انشاء حكومة انتقالية عراقية، إلا ان درجات الترحيب كانت مختلفة من عاصمة الى اخرى، مراسل لاذاعة اوروبا الحرة، راجع نقاط الاختلاف بين العواصم الاوروبية. كفاح الحبيب يعرض للتفاصيل

رحبت العواصم الأوروبية بخطط الولايات المتحدة الرامية للإسراع بإنشاء حكومة إنتقالية عراقية ... إلا ان درجات الترحيب كانت متفاوتة من عاصمة لأخرى ، فألمانيا إمتدحت الجدول الزمني الذي وضعته واشنطن لتسليم السلطة الى حكومة جديدة في حزيران المقبل ، فيما حضت فرنسا الولايات المتحدة على التحرك بشكل أكثر سرعة ..
مراسل إذاعة أوروبا الحرة Charles Recknagel يراجع في التحقيق التالي أبرز محاور النقاش الجديد في أوروبا حول تقدم العراق نحو إستعادة سيادته ...

******

بعد مرور أشهر على الإنقسامات الحادة حول الإجراءات التي إتخذتها واشنطن في العراق ، تشير دلائل متزايدة الى ان المنتقدين الأوروبيين الأساسيين يشعرون انهم والولايات المتحدة قد توصلوا الى أرضية سياسية مشتركة ... وجاءت تلك الدلائل في الوقت الذي أعلنت واشنطن انها ستسرع على نحو مفاجيء في جدولها الزمني من عملية إنشاء حكومة عراقية ذات سيادة .. فقد أعلن مسؤولون أميركيون مؤخراً أنهم سيعملون على تسليم السلطة لحكومة إنتقالية عراقية في الثلاثين من حزيران المقبل .. وان إفتتاح عهد الحكومة الجديدة سيحدد نهاية عمل سلطة الإئتلاف المؤقتة التي تقودها الولايات المتحدة التي تحكم البلاد في الوقت الحاضر .
الجدول الزمني الجديد يعجل من عملية إنتقال السيادة التي قال عنها الأميركيون في السابق انها ستستغرق عامين كحد أقصى .. وقد لاقت الخطة المعدلة ترحيباً حاراً من برلين ، فقد وصفها وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر الذي كان يتحدث في واشنطن بانها خطوة مهمة :


" أعتقد أن هذه خطوة الى الأمام على درجة كبيرة من الأهمية ، حيث يكون لدينا الآن مسار زمني لإنتقال السلطة والسيادة الى حكومة عراقية ."

ألمانيا كانت تنتقد على الدوام سياسة واشنطن إزاء لعراق منذ ان قررت الولايات المتحدة وبريطانيا غزو العراق وإحتلاله لإنهاء أزمة أسلحة الدمار الشامل .. وطالبت برلين مراراً بحل القضية العراقية داخل إطار الأمم المتحدة .

*******
فرنسا التي وجهت إنتقاداتها الى واشنطن بشأن سياستها إزاء العراق ، رحبت هي الأخرى بالقرار الأميركي الجديد لتسريع تسليم السلطة الى العراقيين ، لكن باريس حضت واشنطن على التحرك بشكل أسرع مما هو مخطط له في حزيران .
وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيليبان أعلن في حوار أجرته معه صحيفة(LaCroix)الفرنسية ، من وجهة نظري انه أمر متأخر للغاية ، فنحن نحتاج الى أن نتحرك بشكل أسرع في هذا الوضع الملح جداً .
وقال الوزير الفرنسي ان حلاً سريعاً قد يتمثل في دمج مجلس الحكم الحالي واللجنة الدستورية ومجلس الوزراء وضم قوى أخرى من أجل تكوين تجمع تمثيلي يقوم بإنتخاب حكومة إنتقالية بحلول نهاية هذا العام .

******
أما واشنطن فعليها أن تفصّل على وجه الدقة ما تخطط له في تكوين حكومة عراقية ذات سيادة ، إلا ان العديد من المراقبين يعتقدون ان الإدارة الأميركية تعد لتطبيق نسخة متحررة من النموذج الذي إستخدم في أفغانستان ، وقد يتضمن ذلك إنشاء لجنة تنظيمية لإنتخاب ممثلين ينظمون مؤتمراً وطنياً والذي بدوره سينتخب أو سيدعم بالمقابل حكومة إنتقالية .
هذا وأعلن مسؤولون أميركيون ان القوات الأميركية والدولية الأخرى ستبقى في العراق لضمان أمن البلاد ، فيما قال بول بريمر رئيس سلطة الإئتلاف المؤقتة ان بقاءنا هنا سيتغير من صيغة الإحتلال الى صيغة الوجود بناءاً على دعوة لمدة مقبلة من الزمن .
ومن المتوقع ان يقوم وزير الخارجية الأميركي كولن باول بمناقشة خطط الولايات المتحدة الخاصة بالعراق من بين مواضيع أخرى مع وزراء الخارجية الأوروبيين أثناء زيارته لبروكسل اليوم .
*******
Gerd Nonneman خبير شؤون الشرق الأوسط في جامعة لانكستر البريطانية ، يرى ان واحداً من الأسباب التي جعلت ألمانيا وفرنسا ترحبان بالتحوّل الأميركي في سياستها إزاء العراق هو ان ذلك سيوفر في النهاية فرصة لرأب الصدع في العلاقات عبر الأطلسي الذي سببته أزمة العراق :


" كان هناك إدراك واضح جداً في المانيا ، وكذلك في بعض أجزاء المؤسسة السياسية الفرنسية من أن الضرر الذي أصاب العلاقات مع الولايات المتحدة كان كبيراً ، وينبغي إصلاحه بطريقة أو بأخرى ... وكان هناك بالطبع الكثير من الجهد للبحث عن مخرج ..."

ويقول نونمان ان الدعوات الفرنسية لتسريع مراحل الجدول الزمني ربما لاتمثل لواشنطن مطالب حازمة لتعديل سياستها مرة أخرى ، بل عوضاً عن ذلك ربما كانوا ينوون إظهار باريس وكأنها مصصمة على الحفاظ على إستقلاليتها من تأثير الولايات المتحدة فيما يتعلق بالعراق وقضايا أخرى في السياسة الخارجية .


" التحفظات الفرنسية الواهية تدل على أنهم يواصلون أداء دور اللاعب المستقل هذا في السياسة الدولية ، كما انهم يريدون إظهار ان العالم يراهم على هذا النحو ... ولكنهم في الوقت نفسه يبقون حذرين جداً من مغبة محاولتهم التسبب بأضرار أخرى في العلاقات مع أميركا ."
*******
العلاقات مابين واشنطن والقوتين الرئيسيتين في القارة الأوروبية فترت بسبب أزمة الأسلحة العراقية ، بل أصبحت باردة جداً مع بداية الحرب في آذار الماضي ، الى الدرجة التي جعلت كولن باول يقول انه يتعين على الفرنسيين على وجه الخصوص أن يواجهوا عواقب ماتراه واشنطن في دورهم القيادي لمعارضة الإجراء الأميركي البريطاني .
ويرى نونمان ان الألمان والفرنسيين وبعد سبعة أشهر يرون واشنطن وكأنها تعترف بنقدهما لها من خلال تبنيها موقفاً جديداً يقترب من موقفهما الى حد بعيد .. فهاتان الدولتان وأخرى عديدة غيرهما كانت تجادل في أن من غير المتوقع أن تكون مساهماتها كبيرة بالأموال وقوات حفظ السلام في عملية إعادة إعمار العراق طالما كان بلداً محتلاً يقع تحت الوصاية الإنكلو أميركية بدلاً من الدولية .
وقد بدا كولن باول وكأنه يدرك أبعاد هذه المخاوف عندما ربط جدول واشنطن الجديد بدعوة الى الأمم المتحدة للعب دور أكثر فعالية في العراق ، عندما قال :
أعتقد ان الوقت قد حان أمام الامم المتحدة مع هذه الخطة الجديدة لتحديد ما إذا كانت الظروف ستسمح لها بلعب دور أكثر فعالية داخل العراق أم لا .
كبير الدبلوماسية الأميركية لم يحدد ما إذا كانت الأمم المتحدة ، التي قالت مراراً أنها تريد لعب دور مهم في عملية التحول السياسي في العراق ، سيُطلَب منها ان تساعد فقط في الإعداد لتسليم السلطة .. فالمنظمة الدولية كانت محددة على الدوام بالنشاط الإنساني قبل ان تقوم بسحب موظفيها الدوليين من أغلب مناطق العراق بعد الهجوم على مقرها في بغداد في شهر آب الماضي .

على صلة

XS
SM
MD
LG