روابط للدخول

خبر عاجل

المواجهات العسكرية تتخذ منحى جديدا في العراق - الجزء الثاني


فيما يلي يقدم ناظم ياسين الجزء الثاني من تقارير تناولت الأساليب القتالية الأميركية الجديدة في التصدي للهجمات المسلحة المتزايدة التي يتعرض لها الجيش الأميركي في العراق، وذلك في الوقت الذي تناقش مسألة إعادة الجيش العراقي السابق إلى الخدمة.

في تقريرٍ لمراسلها الخاص في بغداد تشارلز هانلي عن الهجمات المسلحة التي تزايدت ضد القوات الأميركية في الآونة الأخيرة، تشير وكالة أسوشييتد برس للأنباء إلى أن مظاهر العداء لهذه القوات في مدنٍ عراقية كالفلوجة بدت واضحة في الشعارات التي تُكتب على الجدران. أحد تلك الشعارات يقول "إن الفلوجة ستصبح مقبرة للأميركيين". فيما ينقل المراسل عن شرطيٍ عراقي قوله إن الجيش الأميركي سيتعرض للهجوم كلما دخل الفلوجة.
الإحصائيات التي نُشرت أخيرا عن عدد الهجمات المسلحة والقتلى في صفوف قوات التحالف تعزز الوصف الذي أطلقه وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفلد على القتال الدائر حاليا بأنه "تقدم شاق وطويل".
يشار إلى أن رامسفلد كتب الأسبوع الماضي مذكرة قال فيها "إن بإمكان الولايات المتحدة أن تكسب الحرب في العراق وأفغانستان، ولكن التقدم سيكون شاقا وطويلا".
وقد بدأ نائبه بول وولفووتز الجمعة زيارة رسمية إلى العراق تستغرق ثلاثة أيام كي يلقي نظرة ميدانية أخرى لمعرفة مدى طول الفترة التي قد يستغرقها التقدم وما ينطوي عليه من مشقات.
وهذه الزيارة هي الثانية التي يقوم بها وولفوتز إلى العراق منذ سقوط نظام صدام حسين.
وبما أن قوات التحالف تواجه هجمات ينفذها عراقيون وآخرون يُحتمل أن يكونوا من المقاتلين الأجانب، إضافة إلى مشاعر البعض من الوطنيين الذين يطالبون برحيل الأميركيين فإن "كسب الحرب" لا يبدو في متناول اليد على أي جهة يُخاض فيها القتال.

---- فاصل ----

التقرير الذي بثته وكالة أسوشييتد برس للأنباء يذكر أن مظاهر السلام النسبي موجودة في بعض مناطق العراق، كالموصل مثلا، بحيث يستطيع الجيش الأميركي أن ينقل عناصره من المدينة إلى الأرياف. ولكن حتى في هذا المناطق، يرى الأميركيون أنفسهم في سباق لكسب عقول العراقيين وقلوبهم، على حد تعبير الجنرال ديفيد أتش. بيتريوس، قائد إحدى الفرق العسكرية.
ويشير المراسل إلى أن قلوب العراقيين التي يسعى الأميركيون إلى كسبها تبدو أكثر قسوة في المثلث الذي يمتد من شمال بغداد باتجاه الغرب ولا سيما في مدينة الفلوجة.
لكن الجيش الأميركي بدأ في تنفيذ تكتيكات عسكرية أكثر تشددا لمواجهة الهجمات المسلحة المتزايدة في تلك المنطقة.
أما فيما يتعلق بكسب العقول والقلوب، فقد ذكر الناطق العسكري الأميركي الليوتنانت كولونيل جورج كريفو "أن معظم الناس في تلك المنطقة سوف يدعمون مستقبل العراق إذا أنتُهج الأسلوب الصحيح"، بحسب ما نقل عنه.

---- فاصل ----

في غضون ذلك، أفاد تقرير بثته وكالة رويترز للأنباء بأن سلطات الاحتلال بدأت في الاستعانة من جديد بأفراد الجيش العراقي السابقين مع سعيها نحو الإسراع بنقل العراق من السيطرة الأميركية. لكن بعض الضباط قال الجمعة إنه يتعين على واشنطن استدعاء كل وحدات الجيش.
هذا فيما شدد وولفوتز على الإسراع بتشكيل جيش عراقي جديد وقوة شرطة وحرس حدود ووحدات للدفاع المدني.
وتساءل أيضا عن السبب في جعل وحدات الدفاع المدني العراقية تضم اثنين وعشرين ألف فرد بدلا من مائة ألف.
وعلى الرغم من التشديد على "عدم وجود رأي مسبق ضد تجنيد ضباط من الجيش السابق إذا كانت سجلاتهم نظيفة"، لم يُبدِ وولفووتز واثنان من كبار المساعدين حماسا لإشارات بأن الولايات المتحدة قد يتعين عليها أن تذهب إلى مدى أبعد من الاستعانة بأفراد من الجنود والضباط السابقين في جيش صدام حسين.
رويترز نقلت عن بعض الضباط والخبراء الأميركيين أن إدارة بوش التي سرحت الجيش العراقي بعد الحرب قد يتعين عليها الاستعانة بأفراد هذا الجيش إذا كان أمامها فرصة حقيقية لتحويل مسؤولية الأمن من السيطرة الأميركية إلى السيطرة العراقية في المستقبل القريب.
من جهته، يسعى بوش الذي يواجه هجمات يومية على القوات الأميركية وتزايد الانتقادات التي توجّه إلى طريقة إدارته لعملية إعادة بناء العراق والانتخابات في العام المقبل، يسعى نحو التوصل إلى سبلٍ لخفض الوجود الأميركي في العراق حتى مع اعترافه وفريقه بأن أمام الولايات المتحدة سنوات قبل أن تستطيع الانسحاب من العراق.
هذا وقد اجتمع وولفوتز الجمعة مع جنود في بغداد وتناول الغداء مع قادة الفرقة متعددة الجنسيات في مدينة بابل الأثرية قبل أن يقضي الليلة بعد ذلك في تكريت مسقط رأس صدام.
ونسبت وكالة رويترز للأنباء إلى ضابط أميركي كبير قوله في تصريحات أدلى بها للمراسلين إن المسؤولين هم الآن في المراحل الأولى من إعادة التفكير في قرار تسريح الجيش العراقي الذي اتُخذ في أيار الماضي، بحسب تعبيره.

على صلة

XS
SM
MD
LG