روابط للدخول

خبر عاجل

المواجهات العسكرية تتخذ منحى جديدا في العراق - الجزء الأول


ثلاث وكالات عالمية تناولت في تقارير مختلفة الأساليب القتالية الأميركية الجديدة في التصدي للهجمات المسلحة المتزايدة التي يتعرض لها الجيش الأميركي في العراق، وذلك في الوقت الذي تناقش مسألة إعادة الجيش العراقي السابق إلى الخدمة. ناظم ياسين يقدم فيما يلي الجزء الاول من هذا الموضوع.

تقول القوات الأميركية في العراق إنها تنفذ الآن عمليات أكثر ضراوة في مسعى للقضاء على أعدائها الذين أصبحوا هم أيضا أكثر تطرفا وتنظيما.
وكالة فرانس برس للأنباء أفادت في تقرير لها من بغداد اليوم السبت بأن هذا القوات التي تقاتل من تصفهم بالإرهابيين وفلول النظام القديم تستخدم تكتيكات جديدة وأكثر تشددا. ففي الأسابيع القليلة الماضية، انتهج الجيش الأميركي منحى يتصف بالهجومية في عملياته التي تستهدف "تنظيف الملاجئ الآمنة التي يجري في داخلها التخطيط لهجمات مسلحة"، بحسب تعبير الليوتنانت كولونيل جورج كريفو، كبير الناطقين العسكريين باسم قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في العراق.
وفي هذا الإطار، أضاف أن القوات الأميركية تنفذ عملياتها القتالية الآن في داخل ما يعرف بالمثلث البعثي، وذلك في إشارة إلى الرقعة الجغرافية التي تحيط المنطقتين الشمالية والغربية من العاصمة العراقية وتقطنها غالبية من المسلمين السنة. وتعتبر هذه المنطقة التي تضم تكريت، مسقط رأس الرئيس المخلوع صدام حسين، تعتبر بأنها معقل التأييد الذي كان يستند إليه حزب البعث المنحل.

---- فاصل ----

التقرير الذي بثته وكالة فرانس برس للأنباء من بغداد يذكر أن الأساليب القتالية الأميركية الجديدة الأكثر اقتحاما أدت بدورها إلى زيادة في عدد الهجمات التي تتعرض لها قوات التحالف ولا سيما عناصر فرقة المشاة الأميركية الرابعة التي تتمركز في المنطقة الشمالية والوسطى من العراق، إضافة إلى الفرقة الثانية والثمانين المحمولة جوا والتي تقوم بدوريات حول الفلوجة الواقعة في غرب بغداد.
وتشير أحدث الإحصائيات الرسمية إلى أن قوات التحالف واجهت هجماتٍ بمعدلٍ يزيد عن ستة وعشرين هجوما في اليوم أثناء الفترة الممتدة من الثامن وحتى الثاني والعشرين من شهر تشرين الأول الحالي، بما فيها أحد الأيام الذي سُجّل فيه خمسة وثلاثون هجوما.
ويقول التقرير إن عددا من هذه الهجمات أسفر عن سقوط قتلى. هذا فيما أُعلن في السابع عشر من تشرين الأول بأن عدد القتلى بين صفوف القوات الأميركية تجاوز المائة وذلك منذ إعلان واشنطن انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في مطلع أيار الماضي.

---- فاصل ----

قادة قوات التحالف يُقرون من جانبهم بأن الهجمات المعادية أصبحت أكثر تنظيما.
وفي هذا الصدد، تنقل وكالة فرانس برس عن الجنرال ريكاردو سانشيز، وهو أرفع قائد عسكري أميركي في العراق، أن المهاجمين "يُظهرون الآن تنسيقا وتزامنا على الصعيد المحلي، إضافة إلى ملاحظتنا بأن ثمة تنسيقا على المستوى الإقليمي"، بحسب تعبيره.
مسؤولون عسكريون يعتقدون أن لشبكة القاعدة الإسلامية المتطرفة التي يتزعمها أسامة بن لادن صلةً بالعنف الذي يتواصل في العراق على الرغم من مرور نحو ستة أشهر على إعلان الرئيس جورج دبليو بوش انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في ذلك البلد.
قوات التحالف اعتقلت عددا من الأشخاص الذين يشتبه بارتباطهم بشبكة القاعدة. كما اعتقل الأميركيون أفرادا ينتمون إلى جماعة (أنصار الإسلام)، وهي منظمة عراقية إسلامية تتهمها الولايات المتحدة بإقامة صلات مع القاعدة.
إلى ذلك، يحتجز الجيش الأميركي أشخاصا يُعتقد بأنهم من العناصر السابقة في الحرس الجمهوري التابع لصدام حسين والذين لجأوا مجددا إلى القتال بعدما تخلوا عن مواقعهم أمام تقدم القوات الأميركية خلال ثلاثة أسابيع من الحرب التي بدأت في العشرين من آذار.
ولكن في الوقت الذي تتزايد عمليات اعتقال الأشخاص الذين يشتبه بأنهم من الموالين لصدام فإن عددا كبيرا من هؤلاء هم من الجنود المشاة العاديين وليسوا من المخططين للهجمات المسلحة، بحسب تعبير الليوتنانت كولونيل جيم دانا، من الفرقة المدرعة الأولى.
وأضاف أن المقاتلين ينفذون عملياتهم ضد القوات الأميركية في مجموعات صغيرة تستخدم أساليب حرب العصابات.
التقرير الذي بثته وكالة فرانس برس للأنباء يذكر أيضا أن بعض هؤلاء المقاتلين يشاركون في الهجمات لأسباب مادية. وفي هذا الصدد، تنقل الوكالة عن العقيد عباس ناصر حسين، مدير أحد مراكز الشرطة المحلية، أن أحد المشتبه فيهم أبلغه أنه قبضَ مبلغ مائتي دولار مقابل تنفيذه هجوما، بحسب تعبيره.

على صلة

XS
SM
MD
LG