روابط للدخول

خبر عاجل

عدم وجود كشف علني لمبلغ أربعة مليارات دولار على شكل إيرادات نفطية


منظمة خيرية بريطانية اعتبرت أن سلطة التحالف في العراق لم تقدم كشفاً علنياً لمبلغ يقدر بنحو أربعة مليارات دولار على شكل إيرادات نفطية خلال الفترة التالية لسقوط نظام صدام. قسم الأخبار والتحليلات في إذاعة أوروبا الحرة أعد تقريراً حول هذا الموضوع يعرض له فيما يلي اياد الكيلاني.

حضت منظمة خيرية بريطانية المسؤولين الأميركيين والبريطانيين في العراق على تقديم كشف بمبلغ يقدر بنحو 4 مليار دولار، من المفترض استخدامه في إعادة تعمير البلاد. ففي الوقت الذي يجتمع فيه مسؤولون من مختلف دول العالم في مدريد ضمن مؤتمر الجهات المانحة، اعتبرت مجموعة Christian Aid الخيرية أن سلطة التحالف الانتقالية بقيادة الولايات المتحدة في العراق لم تقدم كشفا علنيا لحركة الأموال في العراق منذ إطاحة الرئيس المخلوع صدام حسين.
المحرر بقسم الأخبار في إذاعة أوروبا الحرة / إذاعة الحرية Sergei Danilochkin أعد تقريرا حول الموضوع ينسب فيه إلى منظمة Christian Aid تأكيدها بأن سلطة التحالف تسلمت ما يقدر بنحو 5 مليارات من الدولارات على شكل إيرادات نفطية خلال الفترة التالية لسقوط نظام صدام، إضافة إلى إيرادات كانت تحققت قبل الحرب قامت الأمم المتحدة بتحويلها إليها.
غير أن المنظمة الخيرية تؤكد أيضا بأن مليار دولار فقط – أي نحو 20% من مجموع هذه الأموال – قد تم الكشف عن مصيرها، مع اختفاء المبالغ المتبقية في ما تصفه المنظمة بثقب مالي اسود، وينسب المحرر إلى John Davison – أحد ممثلي المنظمة – قوله في مقابلة مع الإذاعة:
لقد وافقت الأمم المتحدة على تحويل الأموال العراقية إلى سلطة التحالف الانتقالية وصندوق تنمية العراق بشرط وجود محاسبة صارمة وشفافية. ولقد بذلنا جهودا مستفيضة في تدقيق كل ما وفرته سلطة التحالف من بيانات في هذا الشأن، ونسبنا في تقريرنا إلى دبلوماسيين في الأمم المتحدة تأكيدهم بأنهم لا فكرة لديهم حول مصير هذه الأموال، إذ يبدو أنها اختفت في ما نسميه بالثقب الأسود، إذ لا يعرف أحد شيئا عن مصيرها.

---- فاصل ----

أما المتحدث باسم سلطة التحالف الانتقالية في بغداد فلم يرد سوى بالقول إن السلطة ملتزمة بالكشف الكامل عن تصرفها بالأموال العراقية، وهي تنفذ بذلك ما يفرضه عليها قرار صادر من مجلس الأمن.
إلا أن Christian Aid ما زالت تحض المجتمع الدولي على ضمان التأكد من الاستخدام الصحيح للأموال العراقية، قبل أن يُطلب من الجهات المانحة التعهد بتقديم المزيد من الأموال في مؤتمر مدريد، ويضيف Davison:
أردنا استخدام هذه المناسبة للفت الانتباه إلى هذا الوضع، ولدعوة البريطانيين وغيرهم من الممثلين في مؤتمر مدريد إلى اغتنام الفرصة من أجل المطالبة بمحاسبة أشمل. ما نقوله هو أن المانحين عليهم ألا يكفون عن إثارة الأسئلة حول مصير أموال العراقيين أنفسهم، فبالنظر إلى الافتقار العام إلى التمثيل في العراق، وإلى الحساسية الحادة المرتبطة باستخدام إيرادات النفط العراقي، نجد أن الأمر لا بد من معالجته بما يستحق من أهمية.

---- فاصل ----

ويمضي Danilochkin في تقريره إلى أن غياب الشفافية والسيطرة على الإنفاق دفعا الأمم المتحدة والبنك الدولي إلى إنشاء صندوق منفصل لأموال الجهات المانحة، إلا أنه يذكر بأن القناعة بفشل الولايات المتحدة في أدائها في هذا المجال ليست قناعة عامة، وينسب إلى Nile Gardiner الزميل المتخصص بشؤون السيطرة الدولية لدى مؤسسة Heritage اعتباره وجود صندوقين تبذيرا للموارد، مع تأكيده بأن سجل الأمم المتحدة في إدارة أموال المساعدات لا يمكن الافتخار به، ويضيف:
أعتقد أن وجود صندوقين متنافسين لأموال إعادة تعمير العراق سيزيد من تعقيد الوضع على أرض الواقع في العراق. أما سجل الأمم المتحدة في البلقان – وفي كوسوفو بشكل خاص – فكان مخيبا للتوقعات، ناهيك عن كونه سابقة سيئة. كما أعتقد أن فيما يتعلق بالصندوق الذي ستديره الأمم المتحدة والبنك الدولي، سنجد فيه مستوى أكثر تدنٍ من الشفافية والوضوح، فالأمم المتحدة معروفة بعدم الكشف عن شؤونها المحاسبية أمام التدقيق العام.

أما الأمين العام للأمم المتحدة كوفي آنان فلقد أكد في مؤتمر مدريد:
أعتقد بأننا لدينا ما يكفي من الترتيبات والآليات الكفيلة بطمأنة الناس من أن الأموال لن يتم استخدامها بصورة صحيحة فحسب، بل سيتم ذلك في ظل آلية إشراف فعالة.

على صلة

XS
SM
MD
LG