روابط للدخول

خبر عاجل

وجهتا نظرٍ أميركية وعراقية في مجموعة إرساء الاستقرار في العراق


معلق سياسي أميركي نشر تحليلاً في صحيفة أميركية بارزة حول الصراعات الداخلية لأجهزة صناعة القرار في واشنطن، وقرار الرئيس الأميركي الأخير بتشكيل ما تعرف بمجموعة إرساء الاستقرار في العراق. ناظم ياسين يعرض لهذا التحليل ويضمنه مقابلة أجراها مراسلنا عماد جاسم مع مدير تحرير صحيفة الشراع العراقية.

في مقالٍ نشرته صحيفة (واشنطن بوست) الجمعة، يقول المعلق السياسي الأميركي المعروف (جيم هوغلاند) إن وجهات النظر المتباينة لكبار المستشارين في إدارة الرئيس بوش في شأن العراق تشير جزئيا إلى نسيانهم الهدف الأساسي لسياسة واشنطن حينما شرعت في تنفيذها هناك.
وفي تعليقه على أجواء الخلافات التي تبدو للعيان بين مختلف أجهزة صناعة القرار الأميركي، يضيف الكاتب أن الأمر لا يتعلق بكبرياء وزير الدفاع دونالد رامسفلد أو المهارات الإدارية لمستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس أو شعبية وزير الخارجية كولن باول أو سمعة بول بريمر أو حاجة ملك الأردن غير المتناهية للتمويل أو رغبة تركيا في السيطرة على الكرد أو تصميم وكالة المخابرات المركزية على تنصيب زبائنها العراقيين في السلطة ببغداد أو حتى التحوّلات الضرورية في المؤسسة العسكرية الأميركية، بل أن ما يهم في كل ذلك هو العراق نفسه، بحسب تعبيره.
وهذه الحقيقة البسيطة، في نظر هوغلاند، هي التي يتم تجاهلها بشكل متزايد فيما تتطور صراعات السيطرة على صناعة السياسة الخارجية في واشنطن نحو اختلال وظيفي عام، بحسب تعبيره.
ففي الآونة الأخيرة، ردّ رامسفلد بامتعاضٍ على تصريحات رايس المطوّلة في شأن خططها لإعادة تنظيم السياسة الأميركية نحو العراق، واختلف بريمر مع أعضاء مجلس الحكم الانتقالي العراقي الذي اختارهم هو بنفسه اختلف معهم في شأن نشر القوات الأميركية في العراق، وعمل مساعدو باول على تفنيد التصريحات الصحفية التي يصدرها البنتاغون، فيما قام بعض موظفي وكالة المخابرات المركزية بالعمل على تقويض جهود الرئيس بوش في واشنطن وأحمد الجلبي في بغداد، على حد تعبير جيم هوغلاند.
وهنا يتساءل المحلل عما إذا كان بوش يستمتع برؤية هذه الخلافات بين كبار مستشاريه كي ينتهز اللحظة المناسبة لوضعِ حدٍ لها بقراراتٍ جريئة وبسيطة كما عُرف عنه.

---- فاصل ----

المقال المنشور في صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية يمضي إلى القول إن الإعلان عن تشكيل مجلس إرساء الاستقرار في العراق بإشراف كوندوليزا رايس يشير إلى إدراك بوش بوجود مشكلة كبيرة ناتجة عن الطريقة التي تُرفع فيها التقارير حول مجريات الأمور في العراق ولا سيما فيما يعرف بالمثلث السني. ويبدو أن الهدف الأكثر إلحاحا لهذه المجموعة هو السعي نحو تغيير التغطية الإعلامية لسير الأوضاع في العراق.
لكن ثمة أمورا أخرى غير ذلك دفعت إلى تشكيل هذه المجموعة. فاللحظة الراهنة، بنظر الكاتب، هي جزء من دورة الحياة السياسية في واشنطن التي يسعى خلالها الرئيس المتطلع نحو إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية إلى تركيز صناعة قرارات السياسة الخارجية في البيت الأبيض.
وشأنه في ذلك شأن من سبقه في منصب الرئاسة، يريد بوش التأكد من أن الأزمات الخارجية لن تبرزَ على نحو مفاجئ لتؤثر في حملته الانتخابية.
وقد بدأ هذا الجهد المتوقع نحو تشكيل مجموعة إرساء الاستقرار في العراق في منتصف الصيف حينما أفلحت رايس بإقناع السفير روبرت بلاكويل بإرجاء تقاعده بعدما أمضى عامين من الخدمة المتميزة في الهند كي ينضم إلى مجموعة عملها في العراق.
وهنا يذكر الكاتب هوغلاند أن بلاكويل هو الذي ساعد في تحويل العلاقة بين واشنطن ونيودلهي من حالة الجفاء إلى شراكة استراتيجية، واصفا إياه بأنه مفكر استراتيجي متشدد. وليس من قبيل الصدف أنه كان أحد مستشاري الحملة السياسية لبوش في عام 2000. فهو ضليع باحتياجات الحملات الانتخابية وتقاطعها مع السياسة الخارجية. كما يشرف بلاكويل على مجموعة عملٍ متخصصة بالتغيير السياسي، وهي أهم المجموعات الأربع التي أعلنت رايس تشكيلها في الأسبوع الماضي.

---- فاصل ----

هوغلاند يرى أن أياً من مساعدي الرئيس الأميركي، بمن فيهم رايس، لا يستطيع بمفرده أن يعيد النظام إلى عملية صناعة القرار بعدما سادتها الفوضى والمناقشات المريرة التي تحملّها بوش. كما أن رايس لا تستطيع أن تتجاوز رامسفلد أو باول. لذلك فإن مشاركة بوش المباشرة والنشيطة، والناتجة عن إدراكه بأن إعادة انتخابه قد تعتمد عليها، إن هذه المشاركة هي التي من شأنها أن توحّد صفوف مساعديه.
وهذا يعني أن مشاركة بوش المباشرة ستفرض على جميع مستشاريه، إضافة إلى البيروقراطيين في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (أيه. آي. دي.) ووكالة المخابرات المركزية (سي. آي. أيه.) الالتزام بالأهداف الأساسية للسياسة الأميركية تجاه العراق. ولهذا الغرض، سينبغي عليهم التخلي عن طموحاتهم ومشاريعهم الصغيرة لصالح تحويل مجلس الحكم الانتقالي إلى حكومة عراقية مؤقتة وشبه مفوّضة قادرة على العمل مع بريمر بدلا من العمل تحت إشرافه.
هوغلاند يشير في مقاله إلى أن المعنيين بالسياسة تجاه العراق يغفلون إدراك نقطة رئيسية ألا وهي أن العراقيين يعارضون بشدة إعادة تشكيل بلادهم في صورة الدول المجاورة ولا سيما تلك التي كانت تدعم نظام صدام حسين الإجرامي. فالعراقيون لا يشعرون بالارتياح لفكرة نشر قوات تركية في أراضيهم أو لمبلغ مليار ومائتي ألف دولار خصصه بريمر لتدريب الشرطة العراقية في الأردن، وهي الفكرة التي تحبذها وكالة المخابرات المركزية. كما أنهم لا يشعرون بالارتياح لرغبة وزارة الخارجية الأميركية وبريطانيا في تعزيز نفوذ المخابرات والشركات التجارية المصرية في العراق. ومن الضروري أن تُسمعَ آراء العراقيين في هذه القضايا.
المعلق السياسي هوغلاند يختم تحليله المنشور في صحيفة (واشنطن بوست) بالقول إن تاريخ التورط الأميركي في العراق تلطّخَ برغبة الإدارات المتعاقبة في إخضاع مصالح الشعب العراقي لمصالح الأنظمة في الأردن والسعودية ودول أخرى في العالم العربي توصف بأنها جديرة بالثقة. ويوجّه الكاتب قوله إلى بوش بأن الوقت حان لتغيير هذا الأسلوب، على حد تعبيره.

---- فاصل ----

وللتعليق على قرار واشنطن تحويل الملف العراقي إلى إشراف البيت الأبيض مباشرةً، التقت إذاعة العراق الحر بالكاتب السياسي العراقي محمد بديوي الشمري الذي يدير تحرير صحيفة (الشراع) البغدادية.
الشمري استهل إجاباته على الأسئلة التي طرحها مراسلنا في بغداد عماد جاسم بالقول:

(نص المقابلة)

---- فاصل ----

كان هذا الكاتب السياسي العراقي محمد بديوي الشمري في لقاء مع إذاعة العراق الحر حول القرار الأميركي الأخير بتشكيل مجموعة إرساء الاستقرار في العراق.

على صلة

XS
SM
MD
LG