روابط للدخول

خبر عاجل

غياب دور المجالس البلدية في العراق في اتخاذ أي قرار يتعلق بالخدمات المقدمة للمواطنين


إحدى الصحف الأميركية تناولت اليوم في تقرير لها غياب دور المجالس البلدية في العراق في اتخاذ أي قرار يتعلق بالخدمات المقدمة للمواطنين. ميسون أبو الحب أعدت قراءة لهذا التقرير.

تناولت صحيفة كرستيان ساينس مونيتور موضوع المجالس المحلية في العراق وما تملكه من حرية في اتخاذ القرار وفي التصرف ووصفت الوضع الصعب الذي تمر به حاليا. ولاحظ تقرير الصحيفة إن الناس بشكل عام تلتجئ إلى هذه المجالس لحل مشاكلها غير انها لا تحصل منها على أي شئ.

وذكرّت الصحيفة بان وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد ووزير الخارجية كولن باول اعتبرا المجالس المحلية اهم خطوة على طريق الديمقراطية والاعمار في العراق. غير ان التقرير لاحظ ان مثل هذه المجالس لا سيما في محافظة مثل محافظة ذي قار تشكو من عدم توفر المال ومن عدم امتلاكها أي قدرة على اتخاذ قرار حسب ما نقلت الصحيفة عن اعضاء في هذه المجالس وكذلك عن مسؤولين في التحالف. إذ قال آدريان ويل وهو مسؤول في سلطة التحالف المؤقتة إن هذه المجالس لا تتمكن من الانخراط في الهيكل الاداري من جهة كما لا تمتلك ميزانيات. فسلطة التحالف المؤقتة تسلم الاموال إلى الوزارات وممثليها في المحافظات وفي المدن. ثم اكد الا دور للمجالس البلدية في أي مسؤولية رسمية وان دورها يقتصر على تقديم المشورة إلى سلطة التحالف المؤقتة لا غير.

ولاحظت صحيفة كرستيان ساينس مونيتور أن هذا الوضع يضع المجالس في موقف ضعف كما عبر عن ذلك حيدر فيصل رئيس مجلس مدينة الفضلية قرب الناصرية قائلا إن المجلس ان لم يقدم خدمات للمواطنين فسيعتبر هؤلاء الديمقراطية مجرد كلمة خالية من المعنى، بل ان البعض بدأ يقول ذلك في الواقع، حسب تعبيره.

ومما يذكر هنا ان المجالس المحلية انتشرت في كل مكان في العراق منذ سقوط النظام السابق ويرأسها احيانا معارضون سابقون للنظام المخلوع أو رؤساء عشائر محليون واحيانا أيضا بعض الانتهازيين كما لاحظ التقرير.

واشار تقرير صحيفة كرستيان ساينس مونيتور إلى أن رئيس مجلس مدينة الناصرية مثلا ناصر حسن وهي رابع مدن العراق غاضب لان سلطة التحالف المؤقتة تهمشه واوردت قوله إن من حق المجلس إدارة مجال الاعمال واستياءه من قيام سلطة التحالف المؤقتة بمنح العقود دون ابلاغ المجلس قائلا انها تفرض الامور عليهم. وقال أيضا إنه في حالة استمرار السلطة المؤقتة في هذا السلوك فستكون تلك دكتاتورية، حسب تعبيره. غير ان التقرير نقل عن عدد من المواطنين المحليين قولهم إن السيد حسن منزعج لانه كان يطمح إلى الاشراف على مسائل فرص العمل وبالتالي إلى تكوين ثروة.

--- فاصل ---

غير ان الصحيفة لاحظت أيضا ان قادة المجالس الذين فازوا في انتخابات اشرفت عليها سلطة التحالف المؤقتة يشعرون هم أيضا بشئ من الاحباط علما انهم يستلمون مبلغ 120 دولارا شهريا ولا يمارسون أي عمل آخر. أما واجباتهم فتتمثل في تسهيل عمل الوزارات. غير ان السيد فيصل مثلا رئيس مجلس بلدية الفضلية يشكو من عدم توفر أي سيارة تحت تصرف المجلس ومن عدم استلام أي اموال من سلطة التحالف. وقال أيضا إن رئيس بلدية سوق الشيوخ مثلا يمضي وقته في تسوية الخلافات بين الناس وتهدئة المواطنين المستائين من سوء خدمات وزارة ما. وقال حسن " نحن العراقيين مثل الجمل نحمل الذهب ونأكل العاقول " مشيرا إلى ما يملكه العراق من ثروات نفطية وزراعية وغيرها. واشارت الصحيفة من جانب آخر إلى بعض المشاكل التي تعاني منها المنطقة مثل غرق الطريق الموصل بين سوق الشيوخ والفضلية بمياه المجاري وعدم معالجة ماء الشرب بالمواد اللازمة وعدم وجود نوافذ في المدارس ولا قطع الأثاث. ثم نقلت عن رئيس سلطة التحالف المؤقتة في المنطقة السيد بورن قوله إن المشاكل كثيرة وان البطء البيروقراطي في بغداد ادى إلى ابطاء جهود الاعمار حتى انك لا تجد ما تعرضه للناس بعد خمسة اشهر من اعلان الرئيس بوش انتهاء المعارك الكبرى في الاول من آيار الماضي. ثم وعد السيد بورن بمحاولة الحصول على بعض المال من مقر سلطة التحالف لدفعه لعمال مقابل قيامهم بتهديم حوالى خمسين مبنى تعرضت إلى اضرار كبيرة خلال الحرب وما عاد في الامكان اصلاحها.
وانهت الصحيفة تقريرها بنقل ما قاله عدد من قادة المجالس المحلية عن ان الناس اصبحت تشعر بنفاد الصبر وتوقع أحدهم ان تستمر ثقة الناس بالمجالس لمدة ستة اشهر أخرى ثم بعد ذلك ستذهب الثقة. وقال أحدهم " اذا ما حدث ذلك فسنستقيل ".

على صلة

XS
SM
MD
LG