فيما يحاول إيجاد قواسم مشتركة بين موقف إدارته ومواقف الدول الحليفة إزاء مسودة القرار المتعلق بالعراق، يسعى الرئيس بوش لتبديد الشكوك حول البيانات التي صدرت من مسؤولين في الادارة الأميركية حول تورط الرئيس العراقي المخلوع في هجمات الحادي عشر من ايلول التي شنتها شبكة القاعدة الارهابية ضد نيويورك وواشنطن.
وكالة اسوشيتد برس قالت إن الرئيس بوش المح الى أن ادارته غير مستعدة الآن لإدخال تعديلات على مسودة قرارها المطروح على مجلس الأمن، لكنها تُجري محادثات مع الدول الحليفة التي تحاول إعطاءها والأمم المتحدة دوراً أكبر في إعادة تعمير العراق.
يشار الى ان أحد المطالب التي تلح عليها الدول الحليفة هو تأهيل العراقيين لإدارة بلادهم. بوش رأى ن المهم في هذه المسألة هو التأكد من أن الوضع السياسي العراقي يتطور بشكل جيد نحو المجتمع الحر، ومن ثم تأتي مسألة السيادة على حد تعبيره.
الى ذلك، شدد بوش على عدم وجود دليل يؤكد وجود صلة بين النظام العراقي السابق وهجمات الحادي عشر من ايلول.
يذكر أن نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني أفاد في مقابلة تلفزيونية أجرتها معه شبكة إن بي سي الفضائية الأميركية بأن من غير المستغرب أن يعتقد الناس بوجود صلة بين بغداد وهجمات ايلول. لكن بوش دافع عن نائبه وقال إن تشيني قصد بتصريحه الاشارة الى تورط صدام حسين مع شبكة القاعدة وليس في هجمات الحادي عشر من ايلول.
(ليست لدينا أدلة تؤكد أن صدام حسين متورط في هجمات الحادي عشر من ايلول. ما قاله نائب الرئيس قصد به أن صدام متورط مع شبكة القاعدة. وأن القائد الميداني للقاعدة، الزرقاوي، الذي أمر بقتل ديبلوماسي أميركي كان في بغداد وما زال ينشط في إطار جماعة أنصار الاسلام. الأكيد أن صدام حسين له صلات مع القاعدة).
--- فاصل ---
مستمعينا الكرام..
نعود الى مجلس الأمن والنقاشات الجارية حول مسودة القرار الخاص بالعراق، حيث لفتت وكالة رويترز الى أن مبعوثي الدول دائمة العضوية في المجلس ما زالوا في حالة عدم اتفاق في شأن مستقبل العراق السياسي. ونقلت الوكالة عن السفير الألماني غونتر بلوغر أن الموضوع لا يقتصر على صدور القرار، إنما يشمل النتائج وطريقة التنفيذ. يشار الى أن واشنطن تريد تقديم مسودة القرار الى مجلس الأمن قبل القاء الرئيس الأميركي خطاباً في الأمم المتحدة الثلاثاء المقبل.
على صعيد ذي صلة، قالت وكالة الصحافة الألمانية للانباء إن وفداً عراقياً عال المستوى من مجلس الحكم دُعي الى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي وحضور اجتماعات الامم المتحدة في نيويورك.
من ناحية أخرى، ذكرت وكالة رويترز أن البيت الأبيض أرسل الى الكونغرس خطته لتقديم 87 مليار دولار أميركي الى العراق للإنفاق على العمليات العسكرية وتصعيد وتائر اعادة تعمير العراق، مؤكداً أن الرئيس بوش يأمل في ان توفر الدول المانحة وعائدات النفط العراقي مبلغاً يتراوح بين ثلاثين الى خمسة وخمسين مليار دولار على مدى السنوات الاربع القادمة.
رويترز لفتت الى ان الجمهوريين والديموقراطيين في الكونغرس وعدوا بدراسة الخطة بصورة جدية، مشيرة الى إحتمال اقرار الخطة في الكونغرس رغم الاستطلاع الذي أظهر أن نحو 60 في المائة من الأميركيين يعارضون تقديم هذه المساعدات الى العراق.
وكالة رويترز نقلت عن عضو الكونغرس ديفد أوبي أن المسألة ليست مساعدات مالية، إنما مسألة مواقف سياسية. الى ذلك، نقلت الوكالة عن مسؤول بارز في الادارة الأميركية لم تذكر اسمه أن بغداد ستقدم من عائداتها النفطية خمسة مليارات دولار سنوياً الى ميزانية التعمير اعتباراً من عام 2005، فيما تحاول واشنطن اقناع دول أخرى بالمشاركة في تقديم الدعم المالي لعمليات الاعمار. لكن الناطق بإسم البيت الأبيض سكوت ماك كليلان أكد أن الخطة ستؤدي في حال اقرارها الى عودة سريعة للقوات الأميركية الى الولايات المتحدة.
من جهة أخرى، عقد مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كريس باتن أمس الأربعاء مؤتمراً صحافياً في بغداد تحدث فيه عن إعادة اعمار العراق ودور الدول الاوروبية في هذا الصدد. تفاصيل المؤتمر مع مراسلنا في بغداد عماد جاسم:
(بغداد)
--- فاصل ---
نقلت وكالة اسوشيتد برس عن شهود عيان أن انفجاراً كبيراً في شمال مدينة بيجي، فجر اليوم الخميس، تسبب في اشتعال النيران في جزء من الانبوب الذي ينقل النفط العراقي الى تركيا. قالت الوكالة أن اسباب الانفجار لم تتضح، كما لم يُعرف حجم الاضرار التي لحقت بالأنبوب جراء الإنفجار.
من جهة أخرى، تعرض أمير الطائفة الإزيدية في منطقة عين سفني الى محاولة اغتيال فاشلة أدت الى اصابته بجروح طفيفة. كما تعرض في مدينة الموصل رئيس عشيرة العبيد الى محاولة اغتيال فاشلة أخرى. تفاصيل هذا المحور الأمني مع مراسلنا في الموصل أحمد سعيد:
(الموصل)
على صعيد آخر، نفى الجيش الأميركي أن يكون بين المعتقلين العراقيين أي شخص يحمل الجنسية الاميركية. يشار الى ان ستة نزلاء في سجن أبي غريب ادعوا في وقت سابق أنهم مواطنون اميركيون.
--- فاصل ---
سيداتي وسادتي..
نبقى في المحور الأمني، حيث داهمت الأجهزة الأمنية في مدينة السليمانية منزلاً يعود لمهندس كردي واستولت على صاروخين من نوع سام وكميات من مادة تي إن تي وقذائف صاروخية من نوع آر بي جي، إضافة الى مطبعة لتزوير العملة العراقية. تفاصيل هذا الموضوع مع مراسلنا في السليمانية مصطفى صالح كريم:
(السليمانية)
--- فاصل ---
في سياق آخر، نسبت وكالة اسوشيتد برس الى مستشار الشؤون الأمنية في سلطة التحالف الموقتة والتر سلوكومبا أن الجيش العراقي الجديد لن يسهم في عمليات مشتركة مع القوات الأميركية ضد فلول النظام السابق. وأكد المستشار الأمني الأميركي ان الجيش العراقي الجديد لم يدرب على عمليات قتالية واسعة، إنما تم تدريبه على حماية القوافل العسكرية وضبط نقاط التفتيش. الى ذلك أكد سلوكومبا ان الوجبة الاولى المؤلفة من ثمانمئة عنصر من عناصر الجيش العراقي ستستكمل تدريباتها الشهر المقبل، مشيراً الى ان هذا العدد سيرتفع الى ثلاثين أو اربعين الف خلال عام واحد.
في محور آخر، لفتت وكالة فرانس برس الى ان الولايات المتحدة تبذل جهوداً كبيرة من أجل الحصول على ادلة تؤكد امتلاك العراق اسلحة للدمار الشامل. وفي هذا الإطار نقلت الوكالة عن تقرير نشرته صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية أن الادارة الأميركية تحاول ايجاد وسيلة لمنح العلماء العراقيين في ميدان اسلحة الدمار الشامل حصانة مقابل تقديمهم معلومات عن البرامج العسكرية العراقية المحظورة.
في محور مختلف، يواصل السفير الاميركي في انقرة لقاءاته مع كبار المسؤولين الأتراك، وذلك في إطار محاولات أميركية ترمي الى اقناع الحكومة التركية بإرسال عشرة آلاف جندي الى العراق للمشاركة في حفظ الأمن والاستقرار. التفاصيل مع مراسلنا في اسطنبول جان لطيف:
(اسطنبول)
--- فاصل ---
نبقى في محور المواقف الدولية، حيث عرضت اليابان تقديم مليار دولار كمساهمة منها في عمليات اعادة تعمير العراق. من ناحية ثانية، أفادت وكالة رويترز بأن الولايات المتحدة تبحث في تقديم مساعدات الى باكستان في محاولة منها لضمان مشاركة اسلام آباد في إطار القوات متعددة الجنسيات التي ستنتشر في العراق لحفظ الأمن والاستقرار.
أما وكالة فرانس برس فقالت إن كوريا الجنوبية قررت ارسال لجنة لتقصي الحقائق الى بغداد في الاسبوع المقبل، وذلك بعدما طلبت منها واشنطن ارسال ثلاثة آلاف جندي الى العراق.
--- فاصل ---
سيداتي وسادتي..
الى هنا تنتهي جولتنا هذه على أبرز الشؤون والتطورات السياسية العراقية.. الى اللقاء.