روابط للدخول

خبر عاجل

العلاقات الإنسانية بين جنود قوات التحالف والمواطنين العراقيين


جوانب شتى من حياة العراقيين وبخاصة العلاقات الإنسانية بين جنود قوات التحالف وأهالي مدينة الناصرية والنجف والفلوجة، تناولت هذه الجوانب عدة تحقيقات بثتها وكالة غربية. أكرم أيوب اطلع على هذه التحقيقات وهيأ العرض التالي.

بثت وكالة اسوشيتيدبرس عدة تحقيقات تناولت مختلف جوانب الحياة في العراق. التحقيق الاول من الناصرية في جنوب العراق عن العلاقات الانسانية بين أفراد القوات الاميركية والسكان العراقيين. كاتبة التحقيق أستهلته بالاشارة الى أن السارجنت ديفيد مار كان يحاول خلال الايام الاولى لتواجده في الناصرية مساعدة العراقيين على زيادة أحساسهم بالأمان، لكنه كان حينذاك لا يشعر بالامان، ما دعاه الى أرتداء ملابسه العسكرية الواقية بالكامل أضافة الى أستخدامه خوذة الرأس، أما الآن فهو يرتدي (تي شيرت) وكوفية، بعد أن حاز ثقة أهالي المنطقة الذين باتوا ينادونه "الشيخ داوود".

وتنقل كاتبة التحقيق عن السارجنت الاميركي المسؤول عن الشؤون المدنية، والذي يتولى توزيع المياه والحصص الغذائية على البدو الفقراء الذين يسكنون على مشارف مدينة الناصرية – تنقلُ قوله إن قوات التحالف هي في حالة حرب، لكن الوضع أنتهى بها الى تكوين الصداقات مع السكان المحليين.

وقال التحقيق إن قوات التحالف المتوترة كانت تراقب العراقيين
من خلال فوهات بنادقها، لكن جهود أعادة أعمار البلاد منحتهم الفرصة لتكوين علاقات مع السكان المحليين لم يكن الكثير منهم يفكر بإمكان تحققها.
ومضى التحقيق الى القول إن العلاقات بين الاميركيين والعراقيين وصلت الى درجات عالية من التوتر في أجزاء من العراق، لكن البدو في الناصرية أخذوا في التعبير عن حرارة الود للسارجنت مار منذ أن بدء بجلب المياه لهم ما أدى الى أنقاذهم من السير لساعات في سبيل الحصول على مياه ملوثة.
والآن يُسرع الرجال والنساء عند قدوم السارجنت الاميركي الذي يقوم بتحيتهم وفق الطريقة التقليدية المتبعة في تلك المناطق.
ويعرض التحقيق لمرافقة السارجنت مار من قبل أفراد الكتيبة البريطانية التي تتواجد في المنطقة، والذين يقومون بالتبرع بجزء من حصتهم الغذائية لأطفال البدو الفقراء.
ويذكر التحقيق أن القوات الاميركية قامت داخل المدينة بدفع الاجور لقوات الشرطة في محاولة لأعادة خدمات الماء والكهرباء، والبحث عن الادوية الضرورية التي نهبت من المستوصفات المحلية، لكن التقدم، كما يقول التحقيق، ومثلما هو الحال في أماكن أخرى من العراق، يتصف بالبطء، وحالات الاحباط في أزدياد.
ويتطرق التحقيق الى إشارة الميجور روبرت كار، و هو ضابط مسؤول عن الشؤون المدنية في الناصرية أيضا، الى أن عملية أعادة أعمار العراق الحقيقية سيتولاها أهل البلاد، بمعونة عمال الاغاثة الانسانية الذين بدأوا في العودة الى المنطقة. ويقول التحقيق إن كار يقضي معظم يومه في لقاءات مع المسؤولين المحليين، ويتولى تنسيق الشؤون اللوجستية المتعلقة بأعادة الخدمات الاساسية في المدينة.
ولاحظ التحقيق أن السكان البدو أعربوا عن أمتنانهم لقيام قوات التحالف بتوفير المياه الصالحة للشرب لهم، لكنهم أشاروا الى حاجتهم الحقيقية للقمح والرز والسكر والشاي أيضا، لأن الحصة الغذائية الاضافية التي وزعت عليهم قبل وقوع الحرب بدأت تنفد بسرعة. وهذا الامر، يقول التحقيق، يدعو السارجنت مار الذي كوّن علاقات صداقة مع السكان، الى الشعور بالأحباط، لعدم وجود مايكفي لجميع الناس.

وبثت وكالة اسوشيتيدبرس تحقيقا آخر من مدينة النجف عرض للأوضاع السائدة هناك على المستوى العقائدي. كاتبة التحقيق بدأته بالاشارة الى البيت الذي كان يعيش فيه آية الله الخميني في النجف حيث كان يقارع نظام شاه ايران ويدعو الى أسلام سياسي يحمل مواصفات خاصة، غيّر معالم كانت قائمة في الشرق الاوسط، كما غيّر في بعض الوجوه، من طبيعة الدين نفسه – بحسب رأي كاتبة التحقيق.
وقال التحقيق إن علماء الدين الشيعة شرعوا في بناء قاعدة للقوة تخصهم في عراق مابعد صدام حسين، وإن الغالبية منهم يرفضون التوجيه الايراني في هذا الخصوص، ويرون أن النموذج الذي أتبعته ايران لن يقود شيعة العراق الى المستقبل الذي ينشدونه.
ويعرض التحقيق لأحوال الشيعة في النجف أيام النظام العراقي السابق الذي مارس الاضطهاد بحقهم، وحاول منعهم من تقوية تحالفاتهم مع ايران.
وقال التحقيق إن الشكوك التي تنتاب العراقيين إزاء ايران تعود الى ما قبل صدام، ويبدو أنها ستستمر بعده، في تحدٍ واضح لتوقعات العديد من الناس الذين أعتقدوا أن طهران تملك قوة كبيرة في هذا الجانب.
وأضافت كاتبة التحقيق أن العديد من الناس الذين أستطلعت رأيهم في النجف أشاروا الى معرفتهم بمسار العمليات في ايران، والى رغبتهم في الحصول على شئ مختلف عن هذا النموذج.
وقالت الكاتبة إن بوادر توجه براغماتي أخذ في الظهور إزاء قوة الاحتلال الاميركي، وإن البعض من الشيعة فضلوا عدم أبداء المعارضة الصريحة لحين تكشف الامور.
وتناول التحقيق الجهود التي يبذلها علماء الشيعة لتوفير الخدمات للمجتمع المحلي، لافتا من ناحية أخرى، الى عدم أتفاق الشيعة فيما بينهم حول الشكل المستقبلي للعراق.
أما التحقيق الثالث لوكالة رويترز فقد عرض لأحوال مدينة الفلوجة التي وصل فيها التوتر بين القوات الاميركية والسكان المحليين من السنة الى درجة عالية.
وتناول التحقيق التفصيلات المتعلقة بألقاء قنبلتين على مكاتب القوات الاميركية ما أدى الى أصابة سبعة من الجنود بجراح، ردا على ماقامت به القوات الاميركية من أطلاق نار على جموع المحتجين من أهالي المدينة ووقوع قتلى وجرحى في حادثين منفصلين.
ونقلت وكالة الانباء في تحقيقها عن القوات الاميركية أنها تعرضت لأطلاق النار أولا، لكن العراقيين ينفون حصول ذلك.
وقال كاتب التحقيق إن مدينة الفلوجة تمثل بعض أصعب التحديات التي تواجه القوات الاميركية التي تحاول بسط السيطرة على أرض غريبة، والمهيئة أصلا للقتال وليس الأحتلال.
ولاحظ التقرير أن آمال واشنطن برؤية الاميركيين كمحررين قد تلاشت في هذه المدينة التي ُتعدُ معقلا لنظام صدام الذي تهيمن عليه غالبية سنية.
وتطرق التحقيق الى شكايات أهل المنطقة من تصرفات القوات الاميركية، مثل السخرية من طريقة لباس المواطنين ومن عاداتهم، وأطلاق العبارات السمجة عن مرور النساء، وأستخدام النواظير المقربة، ما قاد الى حدوث المصادمات. ونقل التحقيق عن ضباط أميركيين أن قلة من أهالي الفلوجة تشعر بالعداء للاميركيين، مشيرين الى أن البعثيين يحاولون أثارة المصادمات. لكن مراسلى وسائل الاعلام الاجنبية أفادوا بوجود رغبة عامة بأنسحاب القوات الاميركية، في الاقل، الى مشارف المدينة.
وختم كاتب التحقيق بالاشارة الى تعاون الضباط الاميركيين والمسؤول المحلي عن المدينة، ورجال الدين وزعماء العشائر لنزع فتيل التوتر، ناقلا عن أحد زعماء العشائر أهمية أن تقود الحكمة وليس القوة تصرفات المحررين.

على صلة

XS
SM
MD
LG