روابط للدخول

خبر عاجل

الشأن العراقي في الصحافة الأميركية


واصلت الصحافة الأميركية تغطيتها للشأن العراقي فنشرت اليوم تقريراً بعنوان إعادة تشغيل بغداد مهمة معقدة، وذكرت صحيفة أخرى أن ملفات العراق السرية أدلة على حدوث عمليات قتل جماعي، أما الصحيفة الثالثة فتحدثت عن المهمة الكبرى في إعادة تعمير العراق. اياد الكيلاني أعد تغطية لأبرز ما جاء في هذه الصحف.

ضمن جولتنا اليوم على الصحافة الأميركية، نتوقف أولا مستمعينا الكرام، عند الـ International Herald Tribune التي نشرت تحليلا بعنوان (بعد الحرب، النزاع حول الإستراتيجية مستمر) لرئيس تحرير مجلة Janes Defence Weekly، يقول فيه إن عملية تحديد الدروس العسكرية المستقاة من الحرب في الحرب قد بدأت، ويضيف إن العملية ستكون جوهرية – في المجالين العسكري والسياسي على حد سواء – إذ أنها ستحدد مستقبل العديد من المسؤولين في المؤسستين العسكرية والسياسية.
ويمضي الكاتب إلى أن حرب المدن المخيفة في العراق لم تتحقق بشكل كامل، وأن سيطرة صدام حسين على آلة العراق العسكرية لم تكن سوى من الأوهام، كما توقع العديد من صقور واشنطن. أما الحسم السريع للحرب بأقل ما كان متوقعا من خسائر فلا يبرر بعد الإسراع نحو إعادة تكوين القوات العسكرية الأميركية، فما زال هناك العديد من التساؤلات لا بد الإجابة عليها، ومنها إن كانت القيادة الوسطى الأميركية استهانت بلجوء العراقيين إلى أساليب حرب العصابات، وإن كان الإعداد اللوجستي كاف لتغطية متطلبات الانتشار والقتال، وإن كانت القيادة الوسطى تأخرت في تحريك قوات فرقة المشاة الرابعة إلى الكويت. أما التساؤل الأهم – بحسب التحليل – هو إن كانت القوات والقوة الضاربة المنتشرة في ساحات القتال ستكفي لضمان النصر دون تكبد خسائر كبيرة، لو كانت المقاومة العراقية أكثر تنظيما وفتكا واستمرارية، وإن كان المزيد من قوات التحالف على الأرض سيحول دون تفشى حالة فوضى، أو دون سقوط تلك الأعداد من المدنيين؟
ويمضي التحليل إلى أن القوات الأميركية استفادت فعلا من بعض دروس الحرب، ومنها أن العراقيين تمكنوا – منذ حرب 1991 – استخدام أجهزة التشويش في خداع الحملة العسكرية المعتمدة على الوسائل التكنولوجية. كما تبين أن تقدم القوات الأميركية السريع داخل العراق تحقق نتيجة القدرات الأميركية الفائقة في مجال القيادة والسيطرة.
وينبه الكاتب إلى أن التأييد الفاتر الذي حصلت عليه الولايات المتحدة من حلفائها – في أوروبا وتركيا وغيرهما – جعل القيادات العسكرية الأميركية تركز في المستقبل على العمل السريع والمباشر من الأراضي الأميركية.

--- فاصل ---

ونشرت الـ Los Angeles Times تقريرا بعنوان (إعادة تشغيل بغداد مهمة معقدة) لمحررها Michael Slackman، يشير فيه إلى أن انهيار نظام صدام حسين في التاسع من نيسان الماضي تزامن مع انهيار جميع الخدمات في بغداد، من بينها حماية الشرطة وجمع النفايات.
ويشير الكاتب إلى أن المكتب الأميركي للإعادة التعمير والمساعدات الإنسانية سعى هذا الأسبوع إلى العودة إلى جمع النفايات في العاصمة العراقية، وتمكن من إقناع بعض السيارات الخاصة بذلك وسائقيها بالقيام ببعض الجولات، إلا أنهم واجهوا معضلة عدم إيجاد الأماكن المخصصة للتخلص من هذه النفايات.
ويمضي التقرير إلى أن الجميع كان يعرف أن صدام كان يسيطر على البلاد، ولكن الغموض يحيط بالعلاقة الفعلية بين الوزارات والخدمات البلدية، وما هي، مثلا، العلاقة بين المستشفيات العراقية ووزارة الصحة.
ويشدد التقرير على أن إعادة الناس إلى أعمالهم الحكومية يعتبر من الأولويات القصوى، ولكنهم لن يعودوا إلى العمل ما لم يتحقق لهم الأمان.
كما يشير التقرير إلى المهمة المعقدة المتمثلة في مساعدة المناطق المختلفة على تطوير مجالس خاصة بها – ستلعب بالتأكيد دورا استشاريا بحتا – وأن مسئولي إعادة التعمير عقدوا فعلا لقاءات مع بعض العراقيين للتباحث معهم حول سبل البناء على الأسس المتبقية من النظام المنهار.

--- فاصل ---

ونشرت الـ Christian Science Monitor تقريرا بعنوان (من الملفات السرية العراقية، أدلة على ارتكاب جرائم قتل جماعي) لمحررها Peter Ford، يقول في إن حمولة أربع شاحنات عسكرية أميركية من الوثائق السرية التي استولت عليها القوات الأميركية بعد أن جمعتها جماعة عراقية باسم (لجنة السجناء الأحرار)، تنذر بكشف أسرار النظام السابق الأمنية.
ويروي التقرير أن هؤلاء السجناء تمكنوا لحد الآن من تدوين أسماء ما يزيد عن 5500 من السجناء المعدومين، بالاستناد إلى هذه الملفات. ولقد نشرت اللجنة هذه الأسماء على جدران مقرها المؤقت على ضفاف نهر دجلة، ما يجعل آلاف الرجال والنساء يتزاحمون حولها يوميا، بحثا أن أسماء أقربائهم المفقودين.
ويمضي التقرير إلى أن الملفات – قبل أن يتم نقلها إلى القاعدة الأميركية في مقر الاستخبارات العراقية – كانت جمعت في منزل (ماهر التكريتي) – أحد كبار حراس صدام الشخصيين – حيث عثر بعضها، بينما عثر على غيرها في مناطق مختلفة من بغداد.
وينقل التقرير عن (راضي روبة) – أحد أعضاء لجنة السجناء – أن هذه الملفات ستستخدم في إدانة قياديين سابقين في حزب البعث.

--- فاصل ---

ونشرت الـ Washington Post افتتاحية بعنوان (ثمن المعارضة)، تعتبر فيها أن أحد الأسباب التي حدت من التأييد الدبلوماسي الدولي لحرب الإدارة الأميركية ضد العراق، يعود إلى أن العديد من الدول اعتبرت الرئيس الأميركي جورج بوش وقد أدار سياسته الخارجية بدرجة من الترفع والأحادية ظهرت معها الولايات المتحدة كمصدر تهديد.
وتمضي الصحيفة إلى أن الإدارة الأميركية – بعد إخفاقها في نيل تأييد حتى الدول الصديقة، مثل تشيلي والمكسيك، في مجلس الأمن – يترتب عليها ألان إصلاح علاقاتها الدولية بعد انتهاء الحرب.
غير أن الصحيفة تخشى من أن البيت الأبيض تبنى النهج المعاكس تماما، فبدلا من إظهار التواضع الذي كان وعد به بوش في إدارة سياسته الخارجية، تلجأ الإدارة الأميركية الآن إلى معاقبة الدول التي عارضت الحرب. فلقد اجتمع عدد من كبار صانعي السياسة الأميركية الأسبوع الماضي للنظر في جملة من العقوبات على فرنسا، كما سيترتب على تشيلي أن تتحمل نتائج تأجيل البت في اتفاقيتها للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة.
وتمضي الصحيفة إلى أن التدابير العلنية – مثل إبعاد فرنسا عن حق اتخاذ القرارات في حلف الناتو – لن تنجح سوى في تعزيز موقف الرئيس الفرنسي Jacques Chirac القائل إن الولايات المتحدة قد أصبحت عملاقا لا مباليا، ولا بد من موازنتها من قبل تحالف من الدول الأخرى. كما ستؤدي الخطوات الأميركية إلى جعل فرنسا تعرقل الخطط الأميركية لعراق ما بعد الحرب في مجلس الأمن.

على صلة

XS
SM
MD
LG