روابط للدخول

خبر عاجل

العراقيون يباشرون حقوقهم قبل أن يختفي غبار النظام المنهار / ثلثا العراقيين لم يعرفوا رئيسا الا صدام


مستمعينا الكرام اهلا بكم.. الاوضاع المعبشية للعراقيين ومرحله ما بعد صدام ومسؤولية الدول العربية حيال الشعب العراقي الذي طالما رفعت سعرات الدفاع عنه والحرص على مصالحه تصدرت اهتمامات الصحف العربية في الشان العراقي اليوم. ها هو علي الرماحي وفريال حسن يصحبانكم في جولة على بعض ما كتبته هذه الصحف اهلا بكم.

--- فاصل ---

اعزاءنا المستمعين نبدا بصحيفة الشرق الاوسط الصادرة في لندن وما كتبه عبد الرحمن الراشد الذي يقول:
بإدخال الصحون للاقطة للمحطات الفضائية الى العراق وغياب القيود سيحل الترف الفكري محل الحقائق الميدانية، وسيصبح أهل بغداد مثل أهل الرياض والقاهرة وعمان والدار البيضاء، يعيشون في قرية صغيرة صاخبة هاتفة بما هو غير معقول وغير صادق. لكن لا نستطيع الزعم أن العراقيين خسروا بحريتهم الجديدة. ففي النهاية لا يصح الا الصحيح.

يستطرد الراشد:
وها هم العراقيون يباشرون حقوقهم قبل أن يختفي غبار النظام المنهار، يتظاهرون ويطالبون ويمنعون. تذكرت تعليق عراقي في الأيام الأولى كان يتظاهر أمام فندق فلسطين. قال معلقا: «إنني حزين ان أتظاهر اليوم وخلفي القوات الاميركية». طبعا، كان الأجدر به أن يقول انه سعيد أن يتظاهر وخلفه اعتى قوة في العالم ويستطيع أن يذهب الى بيته آمنا، في حين كان قبلها لا يستطيع حتى الهمس ولو في بيته.

--- فاصل ---

وفي الشرق الاوسط ايضا يكتب سمير عطالله قائلا:
يحق لنا ان نتساءل الان، ما هو القرار الذي اتخذه هذا العالم السعيد في شأن اعادة الحياة الى العراق: امم متحدة ام لا امم متحدة؟ الحقيقة أنا شخصيا مشتاق لرؤية الرجال «الدوليين» وقد جاءوا يحملون «البسكوت» الذي نصحت به ماري انطوانيت عندما قيل لها ان الشعب الفرنسي لم يعد لديه خبز يأكله. اذن، قالت ماري انطوانيت، فليأكلوا البسكوت! والامم المتحدة تخبئ في جيوبها كميات هائلة من هذا العجين المرفه. ولو كانت توزع حقا الغذاء على احد، لكنا عرفنا بذلك، لكن كل ما نعرفه هو الزيادات التي يتقاضاها بيروقراطيو المنظمة وهم يسرحون بعقولهم عبر النوافذ الزرقاء. ان افضل ما يمكن ان يحدث للعراق هو الا تسلم اموره الى الامم المتحدة او أي منظمة دولية اخرى.

--- فاصل ---

وفي صحيفة الحياة يقول وليد شقير:
ان القراءة الأميركية للموقف السوري والتي تستند اليها واشنطن لصوغ مطالبها،تقوم على معطيات بعضها لا يبدو قريباً الى الواقع. وفي هذه القراءة أن سورية أخطأت الحساب في محطتين مهمتين: الأولى انها "لم تقتنع بأن الحرب على العراق آتية الا في الأسبوع الأخير قبل ساعة الصفر". والثانية، كما يقول المطلعون على الموقف الأميركي، انها "راهنت على أن تطول الحرب وتصمد بغداد حتى نهاية فصل الربيع، على أمل أن تتعب قوات التحالف فتكسب دمشق الوقت لتواصل سياسة معاكسة الخطة الأميركية، بالتعاون مع قوى داخل العراق...".

--- فاصل ---

وفي الحياة ايضا يكتب حامد الحمود قائلا:
تبقى المشاركة بأعمال الإغاثة بهدف تحسين الوضع الإنساني في العراق في شكل عام وفي جنوبه في شكل خاص مظهراً مهماً يعكس الاهتمام الحقيقي بهذا البلد وشعبه. فبعد أن سكتت المدافع وتوقف القصف، سهل نسبياً الوصول الى مدن العراق وقراه، وتبينت للزائر كم صعبة وخطرة أحوال العراقيين هذه الأيام، وكم هي حاجتهم للمساعدة في هذه الظروف المأسوية.

هؤلاء العراقيون الذين طالما أرادهم بعض إخوانهم العرب أن يكونوا إما مقاتلين أو شهداء، غابوا عنهم عندما أصبحوا عطشى وجرحى ومرضى، وفضلوا أن يحملوا الأميركيين مسؤولية كل عذابات العراقيين، نقص المياه الصالحة للشرب، مرضهم وانعدام الأمن. مع العلم ان المناطق الجنوبية من العراق كانت تعاني من شح المياه منذ أكثر من خمس وعشرين سنة.

--- فاصل ---

والى صحافة لبنان اذ يكتب المؤرخ العراقي سيار الجميل في صحيفة النهار فائلا:
نعم... لقد تكلم العراقيون أخيرا وكنت قد ناديت في مقالة أخيرة لي متسائلا: العراقيون: متى يتكلمون ومتى يسكت الآخرون؟ نعم، لقد تكلموا بعدما سكتوا دهرا طويلا عن كل ما اقترفه الاخرون بحقهم وبعدما عانوا من القهر والاستبداد والاضطهاد والتهجير والتشرد والقتل والحروب البشعة والتدمير. ومن الجوع والكبت والحرمان واختفاء الاحرار والمثقفين وسوء التربية والتعليم والخدمات والانهيارات في كل المؤسسات. ولم يتمتعوا بالحريات ولا بالرخاء ولا بالتعبير عن الرأي.

لقد عاشوا عهدا غريبا مليئا بالممنوعات والاسقام والمكبوتات والشعارات الكاذبة وتأليه الطغاة من دون ان يقف العرب معهم في محنتهم الصعبة ابدا. ودفعوا على مدى ثلاثين سنة ثمنا باهظاً كان آخرها هذه الحرب الخليجية الثالثة المرعبة، التي انهت فجأة وبعد ثلاثة اسابيع من اندلاعها مملكة الرعب القاتلة التي ما كان المرء في كل هذا العالم يتخيل انهيارها بمثل هذه السرعة الخاطفة!

--- فاصل ---

وفي النهار ايضا يكتب علي حمادة عن ام قصر التي زارها قائلا:
جولة سريعة في احياء ام قصر كشفت لنا ايضا وايضا اننا كنا نجول في بلد ينتمي بالفعل الى بدايات القرن الماضي. في ام قصر البيوت طينية مخيفة من شدة الفقر الذي تشي به. رأينا مجمعين سكنيين حديثين مهجورين. قيل لنا انهما كانا مخصصين لكوادر الميناء. خطر لي ان المفارقة الاكبر هنا في ان ام قصر منفذ العراق الى البحر ومعبر ثلاثة ارباع النفط العراقي الى الخارج، اهلها لا يملكون نقطة مياه صالحة للشرب.

هكذا بدا لنا هذا الجزء من العراق المحتل اليوم: دولة نفطية غنية، بلد دجلة والفرات. اهلها فقراء الى ان يقول الفقر كفى! وعطاش الى قطرة ماء واحدة. دولار واحد قد يشعل فتنة هنا. زجاجة ماء قد تطلق فوضى عارمة بين الناس. قفلنا عائدين الى الحدود الكويتية عابرين حواجز عسكرية اميركية عدة هذه المرة. وقد لفتتني سحنة احد الجنود فسألته بالعربية: انت من عندنا؟ فأومأ برأسه بالإيجاب.

يختم علي حمادة بالقول:
انها صورة بؤس سياسي، اجتماعي واقتصادي. مجتمع ضائع وحائر (ثلثا العراقيين لم يعرفوا رئيسا الا صدام). حقد على الدولة وعلى النظام الذي احتكر الثروات الى حدود غير بشرية. سليقة خوف من الاشباح اقوى من واقع سقوط النظام. لكن الاهم من ذلك كله ان الناس هنا تتعامل مع الواقع الاحتلالي بهدوء وايجابية حذرة. لكنهم يعتبرون الاحتلال احتلالا، وسرعان ما سيخرجون على البريطانيين والاميركيين إن طال الاحتلال.

--- فاصل ---

وفي صحيفة البيان الاماراتية يكتب محمد صادق الحسيني قائلا:
ان «الثقافة الصدامية» هذه أو الظاهرة التي انتهت بما انتهت اليه لا يجوز ان تفهم على انها منحصرة بشخص صدام حسين لسلوكياته المعروفة «الشائنة» على المستوى الشخصي كما يتصور خصومه، بل انها يمكن ان تتكرر مع اي طامح أو طامع آخر بالسلطة والى اية عائلة اخرى انتمى أو اية قرية أو مدينة أو مذهب أو حزب أو عرق، خاصة بعد 35 عاماً من انتشار «الثقافة الصدامية» بطول العراق وعرضه.
مستمعينا الاعزاء حتى الغد وجولة جديدة نترككم في امان الله.

على صلة

XS
SM
MD
LG