روابط للدخول

خبر عاجل

الشأن العراقي في الصحف البريطانية


واصلت الصحف البريطانية اهتمامها بالشأن العراقي حيث عبرت إحدى هذه الصحف عن افتتان العالم لما حققته قوات التحالف في العراق، فيما تناولت أخرى مواضيع الديون والمساعدات لإعادة تعمير العراق. اياد الكيلاني أعد قراءة سريعة لأهم ما جاء في هذه الصحف.

وفي جولتنا اليومية على الصحف البريطانية نتوقف أولا عند الـ Times التي نشرت افتتاحية اليوم بعنوان (ما توعد به مدينة أور) تشير فيها إلى أن قادة المعارضة العراقية وقع اختيارهم على عقد أول اجتماع لهم مع مسؤولين أميركيين في مدينة أور – وهي من أقدم المدن في العالم كما إنها موطن النبي إبراهيم الذي يقدسه اليهود والمسيحيون والمسلمون على حد سواء – أرادوا من خلال هذا الاختيار توجيه رسالة إلى جميع العراقيين وإلى أبعد من حدود العراق. وتعتبر الصحيفة أن هؤلاء القادة الذين يمثلون جماعات متفرقة ومتناحرة أحيانا، ظلت تعارض حكم صدام حسين طوال فترة طغيانه، يسعون إلى إعادة بناء بلادهم، ابتداء من دعامات أسسها، وأنهم اجتمعوا في مكان يزخر بـ 6000 سنة من التاريخ، سعيا منهم إلى نيل تأييد جميع القبائل والجماعات العرقية والطوائف التي تعترف بالتراث المتمثل في تركة إبراهيم الخليل الديني.
غير أن الصحيفة تحذر في الوقت ذاته من أن هذا اللقاء – الذي قاطعته الجماعات الشيعية – والذي لم يكن في الإمكان مجرد التفكير في عقده قبل أقل من الشهر، يشير بوضوح إلى الحريات الجديدة المنعشة في العراق، وينذر في الوقت ذاته إلى احتمال حدوث مصادمات عنيفة بين العراقيين الراغبين في التعاون مع التحالف وآخرين يشككون بنوايا الحلفاء.
وتضيف الصحيفة أن الجنرال الأميركي Jay Garner شدد في الاجتماع على الرسالة التي ستعيد تكرارها إدارته المرحلية خلال الأشهر القادمة، وهي أن الولايات المتحدة لا نية لديها لحكم العراق. فلقد حث الحاضرين – بحسب الافتتاحية – على تكوين نظامهم الديمقراطي الخاص بهم والذي يستند إلى التقاليد والقيم العراقية.
وبعد إشارتها إلى اتفاق الحاضرين على عدد من المبادئ الأساسية، تحذر الصحيفة من الاتفاق خلال هذه المرحلة ليس عسيرا، فما زالت جميع فئات المعارضة بعيدة عن السلطة، ولم يتسن لها بعد اختبار مدى شعبيتها.
ولكن رغم الخلافات – تقول الـ Times اللندنية – وتماما كما تم اجتياح العراق بسرعة فاقت كل التوقعات، فمن المحتمل أن شفاء العراق سيتم تحقيقه بسرعة فائقة أيضا. وتذكر الصحيفة بأن العمليات العسكري لم تنته إلا منذ يوم واحد، ولقد تم وضع حد للنهب والفوضى، ويتم إصلاح البنية التحتية الحيوية، والمساعدات الإنسانية في طريقها إلى العراق، كما بدأ النشاط الاقتصادي في الظهور ثانية. أما فيما يخص غالبية العراقيين، فإن الأمل بمستقبل أفضل هو الذي يهمهم بدرجة أكبر من أي اعتبار آخر.

--- فاصل ---

وفي الـ Telegraph افتتاحية بعنوان (عالم ممتن) تعتبر فيها سقوط تكريت النصر الختامي لقوات التحالف في حربها من أجل تحرير العراق من طغيان صدام حسين. صحيح – تقول الصحيفة – أن عددا من الضحايا – من المدنيين والعسكريين – سيسقط في الأيام والأسابيع المقبلة، ولكن الحرب من أجل تخليص العالم من دكتاتور ظل يهدد أمن شعوب حرة طوال فترة حكمه، قد انتهت. أما الآن – بحسب الصحيفة – فأولى واجباتنا تتمثل في التعبير عن شكرنا وامتنانا للذين حققوا هذا الانتصار.
وتتابع الصحيفة أن امتنانا الأول يتركز بالتأكيد على مقاتلي قوات التحالف – من نساء ورجال – وخصوصا على الذين ضحوا بحياتهم. وتشدد الصحيفة على أن مقاتلي صدام حسين أداروا ظهورهم إلى المعركة وفروا، أما مقاتلي التحالف فلقد ثبتوا وقاتلوا.
وتشيد الصحيفة – من بين آخرين – بأحد المقاتلين البريطانيين، الـ Lieutenant Colonel Mike Riddell-Webster، الذي أظهر لسكان البصرة أن وجود القوات البريطانية في مدينتهم جاء لتحريرهم وليس للانتصار عليهم، حين تخلى عن خوذته، وارتدى البرية بدلا منها.
وتشيد الصحيفة أيضا بكل من الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير وغيرهما من زعماء العالم لما أظهروه من عزيمة وصلابة في وجه عاصفة من التنديد والتشكيك.
كما تخص الصحيفة بالشكر جميع الصحافيين والإعلاميين الذين جازفوا بحياتهم من أجل إطلاع العالم على مجرى الحرب، كما تشير ساخرة إلى ضرورة توجيه الشكر إلى وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف، لما قدمه من مؤتمرات صحافية لا يمكن وصفها إلا بالمضحكة والمسلية.

--- فاصل ---

ونشرت الـ Guardian افتتاحية بعنوان (إعادة بناء العراق) تشدد فيها على ضرورة امتناع الإدارة الأميركية عن منح عقود إعادة التعمير العراقية إلى شركات أميركية دون عرض الأعمال على المناقصة الأميركية على الأقل، إن لم يكن على المناقصة العالمية.
كما تشدد الصحيفة على ضرورة تخلي القوات المسلحة عن مسؤولية الإغاثة الإنسانية لصالح الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة بأسرع ما يمكن، من أجل الاستفادة من خبراتها، ومن أجل إظهار المساعدات بأنها مسؤولية دولية، لا علاقة لها بالمنتصرين في الحرب.
وتشير الصحيفة إلى أن العديد من مناطق العراق المزدحمة بالسكان، بحاجة ماسة إلى الكهرباء وإلى إصلاح مصادر المياه وشبكات المجاري، وإلى إعادة الخدمات الطبية في المستشفيات.
وتشدد الصحيفة على ضرورة تخصيص إيرادات العراق النفطية لخدمة الشعب العراقي، بل والتركيز على ذلك بشكل واضح وعلني، وهي مهمة أخرى يستحسن تكليف الأمم المتحدة بتنفيذها.
وتذكر الصحيفة بأن الرئيس الأميركي السابق Harry Truman سلم فكرته الخاصة بإعادة تعمير الدول المنهزمة في الحرب العالمية الثانية ن إلى الجنرال Marshall بهدف تسهيل نيلها موافقة الكونغرس الأميركي عليها، وهو ما تحول إلى درس في الأخلاق لا بد من العودة إليه اليوم، وهو: ليست هناك نهاية لما يستطيع المرء من تحقيقه، طالما كان على استعداد للسماح للآخرين بنيل المديح عما يتم تحقيقه.

على صلة

XS
SM
MD
LG