ننتقل بكن الآن، مستمعينا الكرام، إلى جولتنا اليومية على الصحافة الأميركية وما تناولته، بالتعليق والتحليل، من مجريات الحرب الدائرة في العراق، فلقد نشرت الPhiladelphia Inquirer تحليلا للمحلل Joseph Galloway بعنوان (الإستراتيجية العراقية لها جذورها في التوجهات السوفيتية)، ينبه فيه إلى أن صدام حسين تمكن لحد الآن من الحفاظ على خيرة قواته من خلال تحريكها وتفريقها وإخفائها، وحتى من خلال استخدام بدائل لها، بهدف جعل الأميركيين يستهلكون أكبر كمية ممكنة من ذخيرتهم بالغة الدقة.
وينسب الكاتب إلى ضابط أميركي كبير تأكيده بأن الإستراتيجية العراقية وأساليبه التكتيكية مستمدة بشكل مباشر من التوجه السوفيتي السابق المعروف باسم maskirovka، وهو مزيج من التدابير الهادفة إلى خداع العدو فيما يتعلق بطريقة نشر القوات، ومدى استعدادها للقتال، وحتى بالخطط الميدانية. ويوضح الكاتب أن هذا التشابه ليس غريبا إذا تذكرنا بأن العراق ظل يتعلم طويلا على أيدي الاتحاد السوفيتي.
ويشير المحلل إلى أحد جوانب الخدع العراقية بقوله إن العراقيين ربما جعلوا قوات التحالف تعتقد بأنها لن تواجه مقاومة عراقية تذكر حتى اقترابها من محيط بغداد، في الوقت الذي أرسلوا فيه بعض الضباط الموالين للنظام وفرق إعدام مكونة من حزبيين بعثيين لتعزيز الدفاع في الجنوب، ما أسفر عن إشغال أعدادا لا يستهان بها من القوات الأميركية وعن تأخير تقدم هذه القوات نحو بغداد، نتيجة اضطرارها إلى القتال في البصرة والناصرية، وإلى حماية خطوط الإمدادات والخطوط الخلفية لهذه القوات.
ويخلص المحلل إلى أنه لم يتضح بعد إن كانت الولايات المتحدة ستحقق نصرا حاسما في المعارك المحيطة ببغداد، أم سيترتب على الجنود الأميركيين كسب حرب شوارع في مدينة يسكنها نحو 5 ملايين من المدنيين العراقيين.
--- فاصل ---
ونشرت الـ Washington Times افتتاحية بعنوان (على الجبهة الإنسانية) تعتبر فيها أن جبهة جديدة تم فتحها أمس في المعركة ضد صدام حسين، حين أوصلت قوات التحالف 200 طن من المساعدات الإنسانية إلى العراقيين في ميناء أم قصر، كانت وصلت على متن السفينة البريطانية Sir Galahad. وتعتبر الصحيفة أيضا أن التقدم الذي حققته قوات التحالف في اختراق العراق من أجل توزيع الإغاثة الإنسانية سيحقق مردودا كبيرا ومهما، نتيجة قضائه على احتمال حدوث أزمة إنسانية كان من شأنها أن تولد أزمة أمنية. وتؤكد الصحيفة بأن العراقيين سيرحبون بقوات التحالف في تقدمها شمالا، باعتبارها تجازف بسلامة أفرادها من أجل إنقاذهم، الأمر الذي سيخلق ذلك النمط من الثقة الذي يعتمد عليه نجاح الحملة الشاملة في العراق.
وتشيد الصحيفة بنجاح إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش في إقناع مجلس الأمن باستئناف العمل بموجب برنامج النفط مقابل الغذاء، وتنسب إلى بوش تأكيده بأن ما يزيد عن نصف الشعب العراقي يعتمد اعتمادا كاملا على هذا البرنامج من أجل البقاء.
كما تنبه الصحيفة إلى أن قوات التحالف – وحتى يتم تأمين جميع الأراضي العراقية – ستكون الجهة الوحيدة القادرة على توزيع المؤن على العراقيين المحتاجين، الأمر الذي يحتم على كل من فرنسا وروسيا – اللذان يشككان بجودة استئناف البرنامج – الإذعان إلى قرار كوفي آنان وتأييد الإجراء الكفيل برفع المعاناة الإنسانية عن الشعب العراقي.
--- فاصل ---
كما نشرت الـ New York Times افتتاحية بعنوان (خطوط الإمداد الهشة) تنبه فيها إلى الهجمات التي تتعرض إليها الوحدات والقوافل العسكرية الممتدة عبر خطوط رفيعة، من الحدود الكويتية وإلى الوحدات الأمامية الزاحفة نحو بغداد.
وتروي الصحيفة أن هذه الصعوبات تمثلت فيما يعانيه رتل من مشاة البحرية الأميركية – يحمل معه إمدادات من الوقود والذخيرة وغيرهما من المؤن إلى وحدات قتالية لا تبعد سوى عشرة كيلومترات إلى الأمام. وتوضح بأن الرتل - المكون من نحو 300 عجلة – يمتد مسافة عدة أميال ويحتاج إلى بضع ساعات للمرور من أمام أية نقطة على الطريق – يتعرض إلى هجوم مجموعات صغيرة من المقاتلين العراقيين، ما أجبره على التوقف للأيام الثلاثة الماضية.
وتشير الصحيفة إلى أن قوات الجيش النظامي الأميركي تواجه متاعب مماثلة، إذ بدأت بعض الوحدات تعاني من نقص في المواد الغذائية والوقود والماء، ما دفع أحد القادة الميدانيين يوقف تقدم قواته حتى تتمكن من استعادة تنظيمها وحتى يتم تزويدها بما تحتاج إليه من إمدادات، وكل ذلك في وجه مقاومة تفوق ما كانت تتوقعه القوات الراغبة في التقدم.
وتخلص الصحيفة إلى التأكيد بأن الاحتمالات تشير إلى ضرورة نشر قوات إضافية لتتمكن الحملة من حماية خطوطها الجانبية والخلفية بشكل أفضل.
--- فاصل ---
وأخيرا، نشرت الـ Chicago tribune افتتاحية بعنوان (العراق في اليوم التالي لرحيل صدام حسين)، تشير فيها إلى الخلاف القائم بين الإدارة الأميركية مع روسيا وفرنسا – وحتى مع حليفتها بريطانيا إلى حد ما – حول مدى أهمية الدور الذي ستلعبه الأمم المتحدة في إعادة تعمير العراق، وتحذر الصحيفة من أن هذه الإشارات لا تبشر خيرا إزاء تحقيق التعاون الدولي في الجهود الهائلة الواجب بذلها في بناء الهيكلين الاقتصادي والسياسي الكفيلين بتحقيق مستقبل مستقر في العراق.
غير أن الصحيفة تعتبر أن مصلحة الولايات المتحدة تطلب منها قبول وتشجيع الأمم المتحدة لأداء دور كبير في إعادة تعمير العراق، طالما يتم تنفيذ هذا الدور في ضوء التزام بشري ومالي كبير من أعضاء الأمم المتحدة.
وتمضي الصحيفة إلى أن إعادة بناء الهيكل الاقتصادي العراقي لا بد له أن يتحقق من خلال جهود تشترك فيها روسيا وألمانيا والدول العربية وغيرها، إضافة إلى المستثمرين من القطاعات الخاصة.
صحيح – تقول الـ Chicago Tribune – أن الأمم المتحدة أخفقت تماما في إجبار صدام حسين على التخلي عن أسلحته، ولكنها سيترتب عليها رغم ذلك، أن تلعب دورا كبيرا في رعاية العراق وإرشاده نحو الديمقراطية والحرية بعد رحيل الدكتاتور العراقي.
وينسب الكاتب إلى ضابط أميركي كبير تأكيده بأن الإستراتيجية العراقية وأساليبه التكتيكية مستمدة بشكل مباشر من التوجه السوفيتي السابق المعروف باسم maskirovka، وهو مزيج من التدابير الهادفة إلى خداع العدو فيما يتعلق بطريقة نشر القوات، ومدى استعدادها للقتال، وحتى بالخطط الميدانية. ويوضح الكاتب أن هذا التشابه ليس غريبا إذا تذكرنا بأن العراق ظل يتعلم طويلا على أيدي الاتحاد السوفيتي.
ويشير المحلل إلى أحد جوانب الخدع العراقية بقوله إن العراقيين ربما جعلوا قوات التحالف تعتقد بأنها لن تواجه مقاومة عراقية تذكر حتى اقترابها من محيط بغداد، في الوقت الذي أرسلوا فيه بعض الضباط الموالين للنظام وفرق إعدام مكونة من حزبيين بعثيين لتعزيز الدفاع في الجنوب، ما أسفر عن إشغال أعدادا لا يستهان بها من القوات الأميركية وعن تأخير تقدم هذه القوات نحو بغداد، نتيجة اضطرارها إلى القتال في البصرة والناصرية، وإلى حماية خطوط الإمدادات والخطوط الخلفية لهذه القوات.
ويخلص المحلل إلى أنه لم يتضح بعد إن كانت الولايات المتحدة ستحقق نصرا حاسما في المعارك المحيطة ببغداد، أم سيترتب على الجنود الأميركيين كسب حرب شوارع في مدينة يسكنها نحو 5 ملايين من المدنيين العراقيين.
--- فاصل ---
ونشرت الـ Washington Times افتتاحية بعنوان (على الجبهة الإنسانية) تعتبر فيها أن جبهة جديدة تم فتحها أمس في المعركة ضد صدام حسين، حين أوصلت قوات التحالف 200 طن من المساعدات الإنسانية إلى العراقيين في ميناء أم قصر، كانت وصلت على متن السفينة البريطانية Sir Galahad. وتعتبر الصحيفة أيضا أن التقدم الذي حققته قوات التحالف في اختراق العراق من أجل توزيع الإغاثة الإنسانية سيحقق مردودا كبيرا ومهما، نتيجة قضائه على احتمال حدوث أزمة إنسانية كان من شأنها أن تولد أزمة أمنية. وتؤكد الصحيفة بأن العراقيين سيرحبون بقوات التحالف في تقدمها شمالا، باعتبارها تجازف بسلامة أفرادها من أجل إنقاذهم، الأمر الذي سيخلق ذلك النمط من الثقة الذي يعتمد عليه نجاح الحملة الشاملة في العراق.
وتشيد الصحيفة بنجاح إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش في إقناع مجلس الأمن باستئناف العمل بموجب برنامج النفط مقابل الغذاء، وتنسب إلى بوش تأكيده بأن ما يزيد عن نصف الشعب العراقي يعتمد اعتمادا كاملا على هذا البرنامج من أجل البقاء.
كما تنبه الصحيفة إلى أن قوات التحالف – وحتى يتم تأمين جميع الأراضي العراقية – ستكون الجهة الوحيدة القادرة على توزيع المؤن على العراقيين المحتاجين، الأمر الذي يحتم على كل من فرنسا وروسيا – اللذان يشككان بجودة استئناف البرنامج – الإذعان إلى قرار كوفي آنان وتأييد الإجراء الكفيل برفع المعاناة الإنسانية عن الشعب العراقي.
--- فاصل ---
كما نشرت الـ New York Times افتتاحية بعنوان (خطوط الإمداد الهشة) تنبه فيها إلى الهجمات التي تتعرض إليها الوحدات والقوافل العسكرية الممتدة عبر خطوط رفيعة، من الحدود الكويتية وإلى الوحدات الأمامية الزاحفة نحو بغداد.
وتروي الصحيفة أن هذه الصعوبات تمثلت فيما يعانيه رتل من مشاة البحرية الأميركية – يحمل معه إمدادات من الوقود والذخيرة وغيرهما من المؤن إلى وحدات قتالية لا تبعد سوى عشرة كيلومترات إلى الأمام. وتوضح بأن الرتل - المكون من نحو 300 عجلة – يمتد مسافة عدة أميال ويحتاج إلى بضع ساعات للمرور من أمام أية نقطة على الطريق – يتعرض إلى هجوم مجموعات صغيرة من المقاتلين العراقيين، ما أجبره على التوقف للأيام الثلاثة الماضية.
وتشير الصحيفة إلى أن قوات الجيش النظامي الأميركي تواجه متاعب مماثلة، إذ بدأت بعض الوحدات تعاني من نقص في المواد الغذائية والوقود والماء، ما دفع أحد القادة الميدانيين يوقف تقدم قواته حتى تتمكن من استعادة تنظيمها وحتى يتم تزويدها بما تحتاج إليه من إمدادات، وكل ذلك في وجه مقاومة تفوق ما كانت تتوقعه القوات الراغبة في التقدم.
وتخلص الصحيفة إلى التأكيد بأن الاحتمالات تشير إلى ضرورة نشر قوات إضافية لتتمكن الحملة من حماية خطوطها الجانبية والخلفية بشكل أفضل.
--- فاصل ---
وأخيرا، نشرت الـ Chicago tribune افتتاحية بعنوان (العراق في اليوم التالي لرحيل صدام حسين)، تشير فيها إلى الخلاف القائم بين الإدارة الأميركية مع روسيا وفرنسا – وحتى مع حليفتها بريطانيا إلى حد ما – حول مدى أهمية الدور الذي ستلعبه الأمم المتحدة في إعادة تعمير العراق، وتحذر الصحيفة من أن هذه الإشارات لا تبشر خيرا إزاء تحقيق التعاون الدولي في الجهود الهائلة الواجب بذلها في بناء الهيكلين الاقتصادي والسياسي الكفيلين بتحقيق مستقبل مستقر في العراق.
غير أن الصحيفة تعتبر أن مصلحة الولايات المتحدة تطلب منها قبول وتشجيع الأمم المتحدة لأداء دور كبير في إعادة تعمير العراق، طالما يتم تنفيذ هذا الدور في ضوء التزام بشري ومالي كبير من أعضاء الأمم المتحدة.
وتمضي الصحيفة إلى أن إعادة بناء الهيكل الاقتصادي العراقي لا بد له أن يتحقق من خلال جهود تشترك فيها روسيا وألمانيا والدول العربية وغيرها، إضافة إلى المستثمرين من القطاعات الخاصة.
صحيح – تقول الـ Chicago Tribune – أن الأمم المتحدة أخفقت تماما في إجبار صدام حسين على التخلي عن أسلحته، ولكنها سيترتب عليها رغم ذلك، أن تلعب دورا كبيرا في رعاية العراق وإرشاده نحو الديمقراطية والحرية بعد رحيل الدكتاتور العراقي.