روابط للدخول

خبر عاجل

جولة على الصحف الأميركية


مقال من صحيفة أميركية يتحدث عن ما يخيف وزارة الدفاع الأميركية من الحرب الجارية على العراق، فيما يتناول مقال آخر موضوع إعادة تعمير العراق، وهناك افتتاحية توازن بين القوة وضبط النفس فيما يخص هذه الحرب. (اياد الكيلاني) أعد جولة هذا اليوم على الصحف الأميركية.

تواصل الصحف الأميركية الرئيسية تغطية مختلف جوانب القضية العراقية بالتعليق والتحليل، فلقد نشرت اليوم الـInternational Herald Tribune مقالا لـ Anthony Cordesman – الزميل الأقدم لدى مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية – بعنوان (أكثر ما يخيف البنتاغون)، يقول فيه إن الصور التي تعرض على شاشات التلفزيون للقوات الأميركية في الكويت وهم يحملون معهم ملابسهم الواقية من الهجمات الكيماوية، تثير القلق لدى من يشاهدها حول ما قد يكون صدام حسين يخبئه لهم. إلا أنه يحذر من الإسراف في الحديث عن أسوأ الاحتمالات، فمعظم هذه الاحتمالات لن يتحقق.
وتمضي الصحيفة إلى أن أسلحة الدمار الشامل ليست متساوية في فعاليتها، فرغم كون غاز الـ VX – على سبيل المثال - فتاكا للغاية، إلا أنه لا بد من إيصال كميات كبيرة منه إلى الهدف إذا أريد له أن يسقط العديد من الضحايا. هذا في الوقت الذي يعتمد فيه صدام حسين على صواريخه وقذائف مدفعيته لهذا الغرض، وهي طريقة لا تسفر عن انتشار العنصر الفتاك في مساحات واسعة. وتنبه الصحيفة إلى أن نجاح القوات العراقية في شن هجمات كيماوية يعتمد على قابليته في إطلاق عدد كبير من الصواريخ والقذائف على أهداف ثابتة نسبية، أي على قوات معادية متمركزة حول مدينة ما في العراق أو حول قاعدة عسكرية كبيرة.
أما الاحتمال الأسوأ – بحسب مقال Cordesman في الـ International Herald Tribune – فيتمثل في حرب مدن مطولة، وتشير إلى أن بغداد يتم إحاطتها بخنادق وتلال ستستخدمها وحدات من أجهزة النظام الأمنية ووحدات من الحرس الجمهوري، في الدفاع عن المدينة. كما يمكن لهذه القوات المدافعة أن تسعى إلى صد الهجمات من مثل هذه المواقع على مشارف المدينة، قبل الانسحاب إلى داخل العاصمة وتفجير الجسور بعد عبورها، وقبل أن تلجأ إلى استخدام الأسلحة الكيماوية.
صحيح – يقول الكاتب – أن الحرب لم تكن أبدا سهلة، وأن المفاجآت لا بد من ظهورها، ولكن القوات المتحالفة ضد العراق مدربة ومجهزة بما يكفي لمواجهة جميع الاحتمالات.

--- فاصل ---

ونشرت اليوم الـ Los Angeles Times افتتاحية بعنوان (قوة السلاح وضبط النفس)، تعتبر فيها أن المشاهد على شاشات التلفزيون التي تظهر سكان بعض المدن العراقية وهم يمزقون صور الرئيس العراقي صدام حسين، توحي بأن بعض العراقيين على الأقل يعتبر القوات الأميركية والبريطانية قوات تحرير لبلادهم. أما سكان بغداد الذين يتعرضون إلى القصف المكثف فما من شك في كونهم يشعرون بالخوف والذعر، مع إدراكهم بأن قوات التحالف تبدو ملتزمة لحد الآن بهدفها المعلن المتمثل في تحقيق الاستسلام السريع للقوات الموالية لصدام حسين، مع إلحاق أقل عدد ممكن من الأذى بالمدنيين، وتقليص الأضرار بالطرق وشبكات الكهرباء والماء التي يعتمد عليها السكان.
وتشير الصحيفة إلى أن أعداد كبيرة من القوات العراقية استسلمت لقوات التحالف وإلى أن الضحايا في صفوف التحالف قليلة، ولكنها تحذر من المخاطر التي تنتظر هذه القوات في حال اتخاذ الحرس الجمهوري العراقي قرارا بالدفاع المستميت عن العاصمة بغداد.
وتؤكد الـ Los Angeles Times يأن التخطيط العسكري السليم والمرونة في التنفيذ حققت نجاحا مهما في الأيام الأولى من الحرب، ما يثير السرور في نفوس الذين وقفوا ضد دخول الولايات المتحدة الأراضي العراقي بدون تفويض من الأمم المتحدة.

--- فاصل ---

ويتحدث عضو مجلس العلاقات الخارجية Jeffrey Kaplan في مقال نشرته له الـ Boston Globe بعنوان (إعادة تعمير العراق)، يتحدث عن قيام الإدارة الأميركية بدعوة كبريات الشركات الهندسية الأميركية إلى تقديم عروضها لإعادة تعمير العراق، ويتبه إلى أن الإدارة الأميركية محقة بعدم تأجيل هذا النشاط إلى ما بعد انتهاء العمليات العسكرية.
ويعتبر الكاتب أن إعادة تعمير البنية التحتية الثابتة في العراق – مثل الموانئ والطرق والجسور وشبكات المياه ومحطات توليد الكهرباء لا يتطلب حصول الولايات المتحدة على تفويض من الأمم المتحدة لتحقيقه، غير أنه سيحتاج إلى مشاركة وتمويل من قبل المجتمع الدولي، ويعتبر الكاتب أن مبلغ المليار ونصف
المليار من الدولارات الذي تعهدت الحكومة الأميركية بتخصيصه لهذا الغرض، يعتبره مجرد دفعة أولى نحو تحقيق الغاية.
أما إعادة تكوين الجوانب الأخرى من البنية التحتية العراقية – مثل قطاعات التعليم والرعاية الصحية والأنظمة المالية – فسوف يحتاج تحقيقه جهدا طويل الأمد، يتجاوز الفترة التي ترتئيها الولايات المتحدة لبقائها في العراق، ما سيحتم على المؤسسات الدولية الإسهام فيه لمدة قد تصل إلى عشرة أو حتى عشرين عاما.
ويخلص Kaplan في مقاله في الـ Boston Globe إلى أن إدارة بوش – رغم خلافاتها مع الأمم المتحدة حول الحرب ضد العراق – عليها أن تتعاون مع المؤسسة الدولية ومع الاتحاد الأوروبي من أجل ضمان مشاركتهم المبكرة في إعادة بناء العراق بعد الحرب.

--- فاصل ---

وأخيرا، تتناول الـ New York Times في افتتاحيتها اليوم موضوع الغارات على بغداد، تشير فيها إلى أن الضربات الواسعة بالقنابل الموجهة بدقة متناهية وبصواريخ (كروز) نجحت في تدمير المقر الرئيسي لصدام حسين في بغداد، إضافة إلى عدد كبير من المباني الحكومية والعسكرية.
كما تعتبر الصحيفة أن الحملة البرية حققت نجاحا مهما في تحقيق أهداف مهمة، مثل الاستيلاء على ميناء العراق الرئيسي وميناء تعبئة الناقلات النفطية في منطقة الخليج، وعلى حقول النفط الرئيسية في الجنوب قبل أن يتمكن الجانب العراقي من إشعال النار في آبارها.
أما في شمال العراق، فسوف تتيح موافقة تركية على استخدام مجالها الجوي عن إرسال تعزيزات أميركية مهمة إلى المنطقة، بهدف حماية حقول النفط في الشمال، وفتح جبهة ثانية، ومنع القوات التركية من التورط في صدامات مع الكرد العراقيين، وتنبه إلى أن فرض السيطرة على القوات التركية يعتبر هدفا دبلوماسيا مهما للغاية.

على صلة

XS
SM
MD
LG