روابط للدخول

خبر عاجل

شفافية التصريحات العربية وخطة لإعادة إعمار العراق


تقريران منفصلان لوكالة أنباء عالمية تناولا موضوع التصريحات الرسمية العربية التي بدأت تتسم بالشفافية، والخطط الأميركية لإعادة إعمار العراق بعد الحرب المحتملة. التفاصيل في العرض التالي الذي أعده ويقدمه ناظم ياسين.

يبدو أن شبح الحرب المحتملة ضد العراق أدى إلى توحيد الخطاب السياسي العربي على نحوٍ جعل المسؤولين العرب يُدلون بتصريحات متزايدة عن أمور كانت تعتبر من المحرّمات لفترة طويلة من الزمن.
هذا ما ورد في تقرير بثته وكالة فرانس برس من دبي اليوم وقالت فيه إن بين المواضيع الحساسة التي يتم التحدث عنها الآن بشكل علني في جميع أنحاء المنطقة ومن قبل المتطرفين والمعتدلين على حد سواء: الوجود العسكري الأميركي في الأراضي العربية ورحيل الرئيس العراقي صدام حسين عن السلطة.
لكن مثل هذه الشفافية لا تصل إلى حد التحول الديمقراطي الذي تأمل واشنطن أن يتحقق في العالم العربي نتيجة لتحرير العراق من قبضة صدام.
أما فكرة تقسيم العرب إلى معسكرين إحداهما متطرف والآخر معتدل فقد تعرضت للسخرية من قبل الرئيس السوري بشار الأسد في الخطاب الذي ألقاه الاثنين أمام برلمان بلاده.
فرانس برس وصفت خطاب الأسد بأنه الأخير في سلسلة التصريحات العامة التي تصدر عن زعماء شباب في المنطقة وتتسم بالقطيعة عن الطرق السرية التي كان آباؤهم ينتهجونها.
التقرير أشار إلى أن سوريا التي يعتبرها الغرب من الدول المتطرفة لم تحصل حتى على اليسير مما طلبته في القمة العربية التي انعقدت بمصر في الأول من آذار وهو عدم السماح للولايات المتحدة باستخدام منشآت في أراضي الدول العربية في الحرب المحتملة ضد العراق، بحسب ما ذكر الرئيس الأسد في خطابه.
واتفق الزعماء العرب بدلا من ذلك على "عدم المشاركة" في مواجهة عسكرية، بحسب ما ورد في البيان الختامي للقمة.
وفي هذا الصدد، نقلت فرانس برس عن الأسد قوله "إن الدول العربية لن تشارك في العمليات القتالية الفعلية لسبب بسيط هو أن أميركا لا تحتاج مشاركة من أحد"، على حد تعبيره.
وأضاف قائلا إن الصحافة البريطانية تقوم بعملٍ أفضل من العرب أنفسهم في المعارضة الفاعلة للحرب المحتملة.

--- فاصل ---

التقرير الذي بثته وكالة فرانس برس يشير أيضا إلى المبادرة التي صدرت عن دولة الإمارات العربية المتحدة ودعت فيها صدام بشكل علني إلى التنحي لتجنيب العراق عملية غزو أميركية.
وزير الإعلام الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ردّ على فشل القمة في مناقشة الاقتراح ردّ بالقول إن بعض الدول العربية تدعم المبادرة بشكل سري ولكنها لا تمتلك الجرأة على إعلان موقفها.
إحدى شبكات التلفزيون الإخبارية العربية سألت الوزير الإماراتي الشاب عما سيكون موقف بلاده لو أن طرفا ثالثا طلب من والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن يتنحى، فأجاب قائلا: "لا أعتقد أن مثل هذه المقارنة ستكون مقبولة من أي عربي. وما أستطيع قوله هو أن القيادة الشجاعة تتخذ القرارات الشجاعة في الوقت الملائم. ويمكنني التأكيد أن القيادة في دولة الإمارات لديها الشجاعة الكافية لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب"، على حد تعبيره.
وكالة فرانس برس تشير في تقريرها إلى أن تصريحات صدرت عن مسؤولين من السعودية التي يصفها منتقدوها بأنها مملكة الصمت بدأت تتسم بالصراحة. وقالت إن ملايين المشاهدين في العالم العربي الذين اعتادوا على سماع تصريحات مروعة من الزعيم الليبي معمر القذافي دُهشوا حينما تعرض القذافي نفسه إلى ملاحظات جريئة من قبل ولي العهد السعودي الأمير عبد الله في قمة شرم الشيخ الذي سأله بشكل مباشر: "من الذي أتى بك إلى السلطة؟".
وكان المسؤول السعودي يرد بذلك على قول القذافي بأن الملك فهد أبلغه بعد غزو العراق للكويت في عام 1990 بأنه كان مستعدا للتحالف مع الشيطان من أجل الدفاع عن بلاده.

--- فاصل ---

وفي تقرير آخر بثته من واشنطن، أفادت وكالة فرانس برس بأن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية طلبت من مجموعة صغيرة من الشركات الأميركية تقديم عروض لعقود تبلغ قيمتها تسعمائة مليون دولار في إطار خطةٍ لإعادة اعمار العراق، بحسب ما أعلنت ناطقة باسم هذه الوكالة.
"ايلين يونت" أوضحت الاثنين أن الوكالة أطلقت "استدراج عروض" مفصل لهذه الخطة مؤكدة ما ورد في التقرير الذي نشرته صحيفة (وول ستريت جورنال) أمس ومفاده أن لدى إدارة الرئيس جورج دبليو بوش خطة لتعمير العراق بعد الحرب.
وقد وردت هذه الخطة في وثيقة من ثلاث عشرة صفحة بعنوان "رؤية لعراق ما بعد الحرب" وزعتها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية على بعض الشركات وعدد محدود من الأشخاص في واشنطن.
التقرير أشار إلى أن الخطة تتحدث عن المباشرة بعد انتهاء الحرب بتنفيذ مشاريع بناء لترميم شبكات المياه والطرق والمرافئ والمستشفيات والمدارس. ويفترض إنجاز هذه المشاريع في غضون ثمانية عشر شهرا. الناطقة "يونت" أضافت أن الوكالة طلبت تقديم عروض "لأنواع مختلفة من السلع والخدمات تتضمن مشاريع مرافئ بحرية ومطارات ومدارس وخدمات تربوية وصحية"، بحسب تعبيرها.
كما شددت على انه "نظرا للطابع الملح والخاص لهذه الأعمال فإن الوكالة ستضع إجراءات محدودة لاختيار الشركات وإرساء العقود".
وأضافت قائلة "لكن القانون يمنعنا من إعطاء معلومات خاصة حول عملية الاختيار الجارية حاليا".
وامتنعت الناطقة باسم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عن تأكيد التفاصيل التي نشرتها صحيفة (وول ستريت جورنال) ولا سيما أسماء الشركات الخمس التي تم الاتصال بها للمشاركة في استدراج العروض.
فرانس برس نقلت عن الصحيفة الأميركية أن هذه الشركات هي: "هاليبرتون" و"بيكتل" و"فلور" و"لويس بيرغر" و"بارسنز".
اثنتان من هذه الشركات وهما "بيكتل" و"فلور" أكدتا تسلم طلب تقديم العروض.
وأشارت فرانس برس إلى أن إحدى الشركات، وهي "هاليبرتون"، امتنعت عن التعليق. وكانت هذه الشركة حتى العام 2000 بإدارة نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني الذي استقال من منصب رئيس مجلس إدارتها للانضمام إلى فريق الرئيس بوش.
شركة "لويس برغر" امتنعت أيضا عن التعليق على تقرير الصحيفة.
أما "إرين كولمان"، الناطقة باسم شركة "بارسنز" فقد صرحت بأن شركتها تبدي اهتماما بهذا النوع من الأعمال مشيرة إلى مساهماتها السابقة في مشاريع إعمار في البوسنة وكوسوفو. لكنها لم توضح المزيد، بحسب ما ورد في التقرير الذي بثته وكالة فرانس برس.

على صلة

XS
SM
MD
LG