نقدم لكم سيداتي وسادتي عرضا لثلاثة تعليقات عن الشأن العراقي نشرت في صحيفتين اميركيتين هما نيويورك تايمز وواشنطن بوست.
في تعليق اول في صحيفة نيويورك تايمز كتبته جوديث ميلر تطرقت الكاتبة الى رفض البرلمان التركي السماح للقوات البرية الاميركية بدخول اراضي البلاد بهدف شن هجوم على العراق من منطقة الشمال. ولاحظت ان الولايات المتحدة انزعجت من هذا القرار واوردت راي خبراء في ان الحكومة التركية لا تهتم بمصالحها الستراتيجية في شمال العراق. علما ان الاتراك طالما عبروا عن قلقهم من استغلال اكراد العراق الفرصة للاستيلاء على حقول النفط في الشمال واعلان دولتهم المستقلة. وعلما ايضا ان القادة الاكراد عبروا سرا عن سعادتهم بالرفض التركي واعتبروا انه سيدفع الولايات المتحدة الى الاعتماد عليهم.
ونقلت الكاتبة عن دوغلاس فيث نائب وزير الدفاع للشؤون السياسية شعوره بخيبة الامل من القرار التركي وتذكيره بان واشنطن لا تريد حربا بين الاتراك والاكراد وانها ملتزمة بوحدة الاراضي العراقية، الا انه لاحظ ان فرصة ذلك قد قلت الان.
ثم نقلت الكاتبة عن مورتون ابراموفتز المسؤول السابق في وزارة الخارجية والخبير في شؤون تركيا قوله ان تركيا قد انسحبت كما يبدو من التحالف.
اما الحكومة التركية، وكما لاحظت الكاتبة، فقد وعدت الولايات المتحدة بمحاولة طرح القرار للتصويت مرة ثانية على البرلمان بعد الانتخابات التشريعية التي من المتوقع ان يفوز فيها طيب اوردوغان. الا ان الامر قد يتطلب عشرة ايام اخرى ويقول بعض المسؤولين الاميركيين ان الوقت سيكون قد فات على صعيد التهيئة للمعركة كما ستتضرر الثقة بين الشركاء.
وعرضت الكاتبة لموقف حلمي اوزوك قائد القوات المسلحة التركية ولاحظت انه التزم السكوت خلال تصويت البرلمان ثم قال انه لصالح التصويت مرة اخرى.
وعرضت الكاتبة في تعليقها للاسباب التي طرحتها تركيا لرفض نشر القوات الاميركية ومنها عدم تجربة البلاد بالممارسات الديمقراطية والانقسامات داخل الحزب الحاكم نفسه اضافة الى عدم تمتع الحرب على العراق بالشعبية وان الدول الاسلامية لا تحارب احداها الاخرى. ونقلت الكاتبة قول فاروق لوغوغلو سفير تركيا في واشنطن " انها الديمقراطية " وتعبيره عن استغرابه من ان تروج الولايات المتحدة للديمقراطية ثم تعاقب تركيا لان ديمقراطيتها الفتية لم تلب طلبات واشنطن.
--- فاصل ---
الا ان الكاتبة جوديث ميلر نقلت عن فيث قوله ان الامر لا يتعلق بالديمقراطية بل باعتماد البرلمان التركي قرارا ضد مصالح تركيا في الاساس. هذا اضافة الى ما ذكر عن خطة دعم اميركية لتركيا تتعلق بمليارات الدولارات، كما ذكرت الكاتبة، التي لاحظت ايضا ان حروبا سبق ان قامت بين دول اسلامية مثل مصر واليمن والعراق وايران ثم العراق والكويت ولبنان ولبنان.
ومن جهة اخرى لاحظت الكاتبة ان حماة علمانية تركيا مثل سليمان ديميريل حثوا البرلمان بقوة على اعتماد القرار. اما الجيش، الذي يطرح نفسه حاميا للعلمانية التركية، فقد التزم الصمت مما يعتبر اشارة كما ورد على لسان هنري باركي المسؤول السابق في حكومة كلنتون.
هذا وقد ظهرت اتهامات اخرى عزت الرفض التركي الى دعم تركيا المانيا وفرنسا اللتين تعارضان الحرب كما تعارضان انضمام تركيا الى الاتحاد الاوربي. ثم نقلت الكاتبة عن ابراموفتز قوله ان تركيا قد تفقد دعم الحكومة الاميركية التي تدعمها اكثر من الكونجرس الاميركي. واضاف وهنا اقتبس " ربما سيتم نسيان كل شئ والعفو عنه لو نجحت الحرب في العراق. ولكن لو وقعت خسائر اميركية كبيرة وخسائر مدنية كبيرة فسينقلب الكونجرس الاميركي ضدهم ". نهاية الاقتباس.
ومع ذلك يتساءل المسؤولون والمحللون، وكما ورد في التعليق، عن مدى قدرة الولايات المتحدة على الابتعاد عن بلد ذي موقع ستراتيجي مثل تركيا. وقال باركي" لا يمكن لاي ادارة اميركية ان تبتعد عن تركيا.
بينما قال مسؤول في الدفاع إن الاتراك حاربوا معنا في كوريا ودعمونا في فيتنام ودفعوا ثمنا باهظا لدعمنا في حرب الخليج. وبالتالي لم ينته التعاون حتى مع رفض دخول القوات الاميركية البلاد.
--- فاصل ---
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تعليقا اخر تعرض الى مناقشات مجلس الامن عن العراق واعتبر ان استئناف اعمال تفتيش صارمة في العراق بديلا افضل من شن حرب. واعتبر ايضا ان الرئيس بوش لو عالج امر العراق بطريقة اخرى لحصل على دعم الامم المتحدة ولحقق اهدافه في تجريد العراق من اسلحته ولاعاد قواته الى الوطن.
الا ان التعليق لاحظ ان الرئيس بوش وضع نفسه في موقف صعب يتمثل في خيارين: اما شن الحرب او التراجع غير الممكن. ورأى التعليق بان من حق الولايات المتحدة ان تستخدم الحرب لو تعرضت الى هجوم بغض النظر عن موافقة مجلس الامن، الا انه لاحظ فشل جهود الادارة الاميركية في الربط بين العراق وتنظيم القاعدة رغم ما يوجد من شك في احتمال وجود تعاون بين اعداء الولايات المتحدة، ثم اعتبر ان على الدول الا تشن حملات عسكرية انطلاقا من ظنون او من معلومات مخابراتية مجزأة.
اما الحجة الثانية التي تطرحها ادارة الرئيس بوش لاجتياح العراق، كما طرحها التعليق، فهي رفض العراق الانصياع لقرارات الامم المتحدة. وهو سبب جيد كما راى التعليق الذي لاحظ رغم ذلك ان الامم المتحدة نفسها تظن في امكانية نجاح عمليات التفتيش. ثم عبر عن خشيته من ان تجاهل الولايات المتحدة مجلس الامن وشنها الهجوم على العراق قد يجعل من الولايات المتحدة نفسها اول ضحية لهذا الصراع. وتابع التعليق بالقول ان الرئيس طرح عدة افكار مبررة لاجتياح العراق وان الفكرة الاخيرة هي تغيير الشرق الاوسط من خلال اسقاط النظام العراقي وتحويل العراق الى دولة ديمقراطية تكون قدوة للمنطقة. واكد التعليق ان هذا الهدف جميل الا انه اعتبره مستحيلا خارج اتفاق دولي واسع النطاق. ثم اشار الى ان الرئيس بوش وضع نفسه في زاوية يجعل من اي سحب للقوات من المنطقة اعترافا بالفشل. ولذا فستشن واشنطن الحرب مراهنة على تداعي الجيش العراقي سريعا. الا ان التعليق اشار ايضا الى ان ذلك سيؤدي الى تداعي مجلس الامن والى ان الولايات المتحدة ستحتاج على المدى البعيد الى منظمة دولية تبدد التوتر في العالم وانها ستحتاج ايضا الى دعم حلفاء مثل باكستان لمكافحة الارهاب. واعتبر التعليق اخيرا انه يجب وضع قواعد يجب على الجميع اتباعها واهمها عدم اجتياح بلد الا لسبب قسري وبوجود سبب واضح ومحاولة ايجاد حلول اقل تطرفا لتحقيق الاهداف.
--- فاصل ---
اما صحيفة واشنطن بوست فرأت في تعليق لها ان النقاش الدائر في مجلس الامن ما عاد يتعلق بالعراق. ولاحظت ان لا احد في مجلس الامن قال ان صدام امتثل للقرار 1441 وهي فرصته الاخيرة للتجرد من السلاح. وان غالبية الاعضاء لم تناقش ما نص عليه القرار من نتائج خطيرة. إذ اشارت المكسيك وشيلي مثلا الى ان تجنب انقسام داخل المجلس اهم من تجريد العراق من اسلحته. اما روسيا وفرنسا فسعتا الى تغيير الموضوع من العراق الى دور الولايات المتحدة العالمي، وكما ذكر التعليق. وقالتا ان حل المشاكل الدولية من مسؤولية مجلس الامن وليس بالقوة العسكرية اي ليس من مسؤولية الولايات المتحدة.
واعتبر التعليق ان صدام حسين لا بد وانه يشعر بالسعادة لانقسام المجلس. وانه ليس من الصعب فهم اسباب الانقسام. ومنها ان بعض الدول خارج منطقة الشرق الاوسط، من غير الولايات المتحدة، تعتبر العراق خطرا عليها. بينما سعى البعض على مدى عقد، وخاصة روسيا وفرنسا، الى هز النفوذ الاميركي وخلق عالم متعدد الاقطاب. وازمة العراق هي الفرصة لتحقيق هذا الهدف، كما اعتبر التعليق، وهو هدف اهم بالنسبة لهذه الدول من التخلص من خطر دكتاتور العراق. واعتبر التعليق ان فرنسا مثلا تعارض استخدام الولايات المتحدة القوة في العراق بسبب معارضتها نفوذ الولايات المتحدة الواسع في العالم.
وعبرت الصحيفة في تعليقها عن قلقها من الانقسام داخل مجلس الامن الا انها لاحظت ان الوسيلة الوحيدة للحفاظ على وحدته هي مواجهة مسألة تحدي صدام حسين القرارات الدولية وليس محاولة مجادلة قوة الولايات المتحدة. ولاحظ التعليق ان فرنسا وروسيا تطرحان مبادئ ما كانتا ستوافقان عليها لو تعلق الامر بالشيشان وبافريقيا الفرانكوفونية. علما ان الرئيس بوش اكد في مؤتمره الصحفي الاخير ان العراق يستمر في تخزين الاسلحة المحظورة مما يشكل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة التي تملك الحق بموجب ميثاق الامم المتحدة في الدفاع عن نفسها.
ولاحظ التعليق اخيرا ان اميركا جربت قدرة مجلس الامن الذي لم يتمكن على مدى تاريخه من حل الازمات الدولية. وبعد ستة اشهر من الجهود المكثفة رفضت فرنسا وروسيا والمانيا وغيرها قبول النتائج العملية التي قالت انها تؤيدها، وفضلت ان يتخلى مجلس الامن عن قراراته وان ينقسم على نفسه بدلا من ان تدعم الولايات المتحدة واستخدامها القوة ضد طاغية خارج عن القانون. وانتهت الصحيفة الى القول ان هدف هذه الدول ليس الحفاظ على المنظمة الدولية بل احتواء الولايات المتحدة وهو امر يجب عدم السماح لهم بتحقيقه. أما الولايات المتحدة فراى التعليق ان عليها البقاء منفتحة على حل وسط معقول.
في تعليق اول في صحيفة نيويورك تايمز كتبته جوديث ميلر تطرقت الكاتبة الى رفض البرلمان التركي السماح للقوات البرية الاميركية بدخول اراضي البلاد بهدف شن هجوم على العراق من منطقة الشمال. ولاحظت ان الولايات المتحدة انزعجت من هذا القرار واوردت راي خبراء في ان الحكومة التركية لا تهتم بمصالحها الستراتيجية في شمال العراق. علما ان الاتراك طالما عبروا عن قلقهم من استغلال اكراد العراق الفرصة للاستيلاء على حقول النفط في الشمال واعلان دولتهم المستقلة. وعلما ايضا ان القادة الاكراد عبروا سرا عن سعادتهم بالرفض التركي واعتبروا انه سيدفع الولايات المتحدة الى الاعتماد عليهم.
ونقلت الكاتبة عن دوغلاس فيث نائب وزير الدفاع للشؤون السياسية شعوره بخيبة الامل من القرار التركي وتذكيره بان واشنطن لا تريد حربا بين الاتراك والاكراد وانها ملتزمة بوحدة الاراضي العراقية، الا انه لاحظ ان فرصة ذلك قد قلت الان.
ثم نقلت الكاتبة عن مورتون ابراموفتز المسؤول السابق في وزارة الخارجية والخبير في شؤون تركيا قوله ان تركيا قد انسحبت كما يبدو من التحالف.
اما الحكومة التركية، وكما لاحظت الكاتبة، فقد وعدت الولايات المتحدة بمحاولة طرح القرار للتصويت مرة ثانية على البرلمان بعد الانتخابات التشريعية التي من المتوقع ان يفوز فيها طيب اوردوغان. الا ان الامر قد يتطلب عشرة ايام اخرى ويقول بعض المسؤولين الاميركيين ان الوقت سيكون قد فات على صعيد التهيئة للمعركة كما ستتضرر الثقة بين الشركاء.
وعرضت الكاتبة لموقف حلمي اوزوك قائد القوات المسلحة التركية ولاحظت انه التزم السكوت خلال تصويت البرلمان ثم قال انه لصالح التصويت مرة اخرى.
وعرضت الكاتبة في تعليقها للاسباب التي طرحتها تركيا لرفض نشر القوات الاميركية ومنها عدم تجربة البلاد بالممارسات الديمقراطية والانقسامات داخل الحزب الحاكم نفسه اضافة الى عدم تمتع الحرب على العراق بالشعبية وان الدول الاسلامية لا تحارب احداها الاخرى. ونقلت الكاتبة قول فاروق لوغوغلو سفير تركيا في واشنطن " انها الديمقراطية " وتعبيره عن استغرابه من ان تروج الولايات المتحدة للديمقراطية ثم تعاقب تركيا لان ديمقراطيتها الفتية لم تلب طلبات واشنطن.
--- فاصل ---
الا ان الكاتبة جوديث ميلر نقلت عن فيث قوله ان الامر لا يتعلق بالديمقراطية بل باعتماد البرلمان التركي قرارا ضد مصالح تركيا في الاساس. هذا اضافة الى ما ذكر عن خطة دعم اميركية لتركيا تتعلق بمليارات الدولارات، كما ذكرت الكاتبة، التي لاحظت ايضا ان حروبا سبق ان قامت بين دول اسلامية مثل مصر واليمن والعراق وايران ثم العراق والكويت ولبنان ولبنان.
ومن جهة اخرى لاحظت الكاتبة ان حماة علمانية تركيا مثل سليمان ديميريل حثوا البرلمان بقوة على اعتماد القرار. اما الجيش، الذي يطرح نفسه حاميا للعلمانية التركية، فقد التزم الصمت مما يعتبر اشارة كما ورد على لسان هنري باركي المسؤول السابق في حكومة كلنتون.
هذا وقد ظهرت اتهامات اخرى عزت الرفض التركي الى دعم تركيا المانيا وفرنسا اللتين تعارضان الحرب كما تعارضان انضمام تركيا الى الاتحاد الاوربي. ثم نقلت الكاتبة عن ابراموفتز قوله ان تركيا قد تفقد دعم الحكومة الاميركية التي تدعمها اكثر من الكونجرس الاميركي. واضاف وهنا اقتبس " ربما سيتم نسيان كل شئ والعفو عنه لو نجحت الحرب في العراق. ولكن لو وقعت خسائر اميركية كبيرة وخسائر مدنية كبيرة فسينقلب الكونجرس الاميركي ضدهم ". نهاية الاقتباس.
ومع ذلك يتساءل المسؤولون والمحللون، وكما ورد في التعليق، عن مدى قدرة الولايات المتحدة على الابتعاد عن بلد ذي موقع ستراتيجي مثل تركيا. وقال باركي" لا يمكن لاي ادارة اميركية ان تبتعد عن تركيا.
بينما قال مسؤول في الدفاع إن الاتراك حاربوا معنا في كوريا ودعمونا في فيتنام ودفعوا ثمنا باهظا لدعمنا في حرب الخليج. وبالتالي لم ينته التعاون حتى مع رفض دخول القوات الاميركية البلاد.
--- فاصل ---
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تعليقا اخر تعرض الى مناقشات مجلس الامن عن العراق واعتبر ان استئناف اعمال تفتيش صارمة في العراق بديلا افضل من شن حرب. واعتبر ايضا ان الرئيس بوش لو عالج امر العراق بطريقة اخرى لحصل على دعم الامم المتحدة ولحقق اهدافه في تجريد العراق من اسلحته ولاعاد قواته الى الوطن.
الا ان التعليق لاحظ ان الرئيس بوش وضع نفسه في موقف صعب يتمثل في خيارين: اما شن الحرب او التراجع غير الممكن. ورأى التعليق بان من حق الولايات المتحدة ان تستخدم الحرب لو تعرضت الى هجوم بغض النظر عن موافقة مجلس الامن، الا انه لاحظ فشل جهود الادارة الاميركية في الربط بين العراق وتنظيم القاعدة رغم ما يوجد من شك في احتمال وجود تعاون بين اعداء الولايات المتحدة، ثم اعتبر ان على الدول الا تشن حملات عسكرية انطلاقا من ظنون او من معلومات مخابراتية مجزأة.
اما الحجة الثانية التي تطرحها ادارة الرئيس بوش لاجتياح العراق، كما طرحها التعليق، فهي رفض العراق الانصياع لقرارات الامم المتحدة. وهو سبب جيد كما راى التعليق الذي لاحظ رغم ذلك ان الامم المتحدة نفسها تظن في امكانية نجاح عمليات التفتيش. ثم عبر عن خشيته من ان تجاهل الولايات المتحدة مجلس الامن وشنها الهجوم على العراق قد يجعل من الولايات المتحدة نفسها اول ضحية لهذا الصراع. وتابع التعليق بالقول ان الرئيس طرح عدة افكار مبررة لاجتياح العراق وان الفكرة الاخيرة هي تغيير الشرق الاوسط من خلال اسقاط النظام العراقي وتحويل العراق الى دولة ديمقراطية تكون قدوة للمنطقة. واكد التعليق ان هذا الهدف جميل الا انه اعتبره مستحيلا خارج اتفاق دولي واسع النطاق. ثم اشار الى ان الرئيس بوش وضع نفسه في زاوية يجعل من اي سحب للقوات من المنطقة اعترافا بالفشل. ولذا فستشن واشنطن الحرب مراهنة على تداعي الجيش العراقي سريعا. الا ان التعليق اشار ايضا الى ان ذلك سيؤدي الى تداعي مجلس الامن والى ان الولايات المتحدة ستحتاج على المدى البعيد الى منظمة دولية تبدد التوتر في العالم وانها ستحتاج ايضا الى دعم حلفاء مثل باكستان لمكافحة الارهاب. واعتبر التعليق اخيرا انه يجب وضع قواعد يجب على الجميع اتباعها واهمها عدم اجتياح بلد الا لسبب قسري وبوجود سبب واضح ومحاولة ايجاد حلول اقل تطرفا لتحقيق الاهداف.
--- فاصل ---
اما صحيفة واشنطن بوست فرأت في تعليق لها ان النقاش الدائر في مجلس الامن ما عاد يتعلق بالعراق. ولاحظت ان لا احد في مجلس الامن قال ان صدام امتثل للقرار 1441 وهي فرصته الاخيرة للتجرد من السلاح. وان غالبية الاعضاء لم تناقش ما نص عليه القرار من نتائج خطيرة. إذ اشارت المكسيك وشيلي مثلا الى ان تجنب انقسام داخل المجلس اهم من تجريد العراق من اسلحته. اما روسيا وفرنسا فسعتا الى تغيير الموضوع من العراق الى دور الولايات المتحدة العالمي، وكما ذكر التعليق. وقالتا ان حل المشاكل الدولية من مسؤولية مجلس الامن وليس بالقوة العسكرية اي ليس من مسؤولية الولايات المتحدة.
واعتبر التعليق ان صدام حسين لا بد وانه يشعر بالسعادة لانقسام المجلس. وانه ليس من الصعب فهم اسباب الانقسام. ومنها ان بعض الدول خارج منطقة الشرق الاوسط، من غير الولايات المتحدة، تعتبر العراق خطرا عليها. بينما سعى البعض على مدى عقد، وخاصة روسيا وفرنسا، الى هز النفوذ الاميركي وخلق عالم متعدد الاقطاب. وازمة العراق هي الفرصة لتحقيق هذا الهدف، كما اعتبر التعليق، وهو هدف اهم بالنسبة لهذه الدول من التخلص من خطر دكتاتور العراق. واعتبر التعليق ان فرنسا مثلا تعارض استخدام الولايات المتحدة القوة في العراق بسبب معارضتها نفوذ الولايات المتحدة الواسع في العالم.
وعبرت الصحيفة في تعليقها عن قلقها من الانقسام داخل مجلس الامن الا انها لاحظت ان الوسيلة الوحيدة للحفاظ على وحدته هي مواجهة مسألة تحدي صدام حسين القرارات الدولية وليس محاولة مجادلة قوة الولايات المتحدة. ولاحظ التعليق ان فرنسا وروسيا تطرحان مبادئ ما كانتا ستوافقان عليها لو تعلق الامر بالشيشان وبافريقيا الفرانكوفونية. علما ان الرئيس بوش اكد في مؤتمره الصحفي الاخير ان العراق يستمر في تخزين الاسلحة المحظورة مما يشكل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة التي تملك الحق بموجب ميثاق الامم المتحدة في الدفاع عن نفسها.
ولاحظ التعليق اخيرا ان اميركا جربت قدرة مجلس الامن الذي لم يتمكن على مدى تاريخه من حل الازمات الدولية. وبعد ستة اشهر من الجهود المكثفة رفضت فرنسا وروسيا والمانيا وغيرها قبول النتائج العملية التي قالت انها تؤيدها، وفضلت ان يتخلى مجلس الامن عن قراراته وان ينقسم على نفسه بدلا من ان تدعم الولايات المتحدة واستخدامها القوة ضد طاغية خارج عن القانون. وانتهت الصحيفة الى القول ان هدف هذه الدول ليس الحفاظ على المنظمة الدولية بل احتواء الولايات المتحدة وهو امر يجب عدم السماح لهم بتحقيقه. أما الولايات المتحدة فراى التعليق ان عليها البقاء منفتحة على حل وسط معقول.