روابط للدخول

خبر عاجل

التظاهرات الاحتجاجية في أنحاء العالم ضد الحرب المحتملة على العراق


(أصوات هتافات) سيداتي وسادتي، كانت هذه اصوات هتافات من تظاهرة احتجاجية ضد الحرب المحتملة على العراق شهدتها العاصمة البريطانية لندن، وشارك فيها نحو مليون شخص. ويعتقد أن عددا يراوح بين أربعة وستة ملايين شخص في أنحاء العالم شاركوا في تظاهرات دعت الى ايجاد حل سلمي للأزمة العراقية، فيما يعتبر أكبر عمل احتجاجي منذ حملات الاحتجاج ضد حرب فيتنام في الستينات والسبعينات.. في حلقة هذا الأسبوع من برنامج عالم متحول نسلط الضوء على هذه التظاهرات، عبر آراء وتقويمات منظمين ومشاركين وشخصيات سياسية وحكومية، في تقارير أعدها مراسلو إذاعتنا في عدد من العواصم والمدن.

--- فاصل ---

وهذه بعض المدن الكبرى في العالم التي شهدت السبت الماضي تظاهرات مناهضة للحرب، إضافى الى لندن: أمستردام وأثنيا وبرسلونا وبرلين واسطنبول وكييف ومدريد ومينسك وألماتي وبراغ وباريس وروما وصوفيا وطوكيو ونيويورك، وغيرها.
في ايطاليا، التي يؤيد رئيس وزرائها سيلفيو بيرلسكوني الموقف المتشدد لأميركا وبريطانيا، قال المنظمون أن نحو ثلاثة ملايين شخص شاركوا في مسيرات شهدتها شوارع روما. وهو عدد اعتبرته شرطة المدين مبالغا فيه كثيرا، وبدروها قدرت عدد المتظاهرين بستمائة ألف شخص فقط.
في اسبانيا، وحكومتها أيضا تؤيد الموقفين الاميركي والبريطاني بقوة، قدر إجمالي عدد المتظاهرين في مدريد وبرشلونة واشبيليا بمليون شخص.
في القارة الاسترالية تظاهر نحو 400 الف محتج ضد الحرب. يشار الى ان الحكومة الاسترالية ارسلت بالفعل قوات الى الخليج للمشاركة في اي حرب محتملة ضد العراق.
في اسطنبول ردد بعض المتظاهرين هتافات ضد شن حرب على العراق، البلد المجاور المسلم.

وفي العاصمة الأردنية عمان شهد مراسلنا فيها حازم مبيضين جزء من التظاهرات المناهضة للحرب، وتحدث في حينها الى فوزي عبد الأمير عبر الهاتف النقال من الشارع مباشرة:

(تقرير عمان)

--- فاصل ---

التظاهرات الاحتجاجية تم تتظيمها والتنسيق في شأنها قبل انطلاقها باسابيع، وحدثت بالفعل بعد يوم على الجلسة الدراماتيكية لمجلس الأمن، وشهدن مواجهة بين الدول المؤيدة لأعطاء مزيد من الوقت للمفتشين عن أسلحة العراق وبين الدول التي تعتبر مثل هذا الامر مضيعة للوقت.
في تلك الجلسة قدم كبير المفتشين هانس بليكس تقريره الذي رد عليه وزير الخارجية الأميركي كولن باول بشدة معتبرا أن على مجلس الأمن أن يحسم موقفه من التعامل مع العراق. في المقابل اتخذ وزير الخارجية الفرنسي موقف لا يقل تشدد عن الموقف الاميركي، لكن في الاتجاه المعاكس، اي بالدعوة الى منح المفتشين مزيدا من الوقت.

--- فاصل ---

في لندن اجمع المراقبون على أن التظاهرات نُظّمت بشكل جيد، وعكست العناوين الرئيسية لصحف الأحد البريطانية الصادرة في اليوم التالي تقويمات مختلفة للاحتجاجات وعدد المشاركين فيها. صحيفة "صاندي تلغراف" مثلا صدرت بالعنوان الرئيسي التالي: "بلير للمتظاهرين، إحذروا متلطيخ أيديكم بالدماء"، وارفقته بعنوان فرعي يقول: "رئيس الوزراء يرد يقوة، فيما نحو مليون شخص يشاركون في أكبر احتجاج شعبي في تاريخ بريطانيا".
صحيفة أخرى هي "صاندي تايمز" إختارت العنوان الرئيسي التالي، مشيرة الى الاحتجاجات في أنحاء العالم: "خمسة ملايين في مسيرات، بينما بلير يدعو الى إطاحة صدام".
أما صحيفة "توداي" اللندنية فتحدثت عن التظاهرات في تقرير تحت عنوان يقول: "مع الاحترام، لكنهم (أي المتظاهرين) بلهاء مفيدون لصدام".
وعلى رغم أن عددا من نواب حزب العمال الحاكم يعارضون دعم الحرب ضد العراق، لكن زعيمهم بلير يمكنه أن يعتمد على تأييد النواب من حزب المحافظين المعارض في البرلمان، إضافة الى عدد من نواب حزب الديموقراطيين الأحرار. باتريك كورماك ناي منذ 33 عاما، وهو عضو محافظ بارز في لجنة الشؤون الخارجية التابعة للبرلمان البريطاني، قال لمراسل اذاعتنا:
(على رغم إنني عضو محافظ في البرلمان، لكنني أؤيد بقورة الخط العام لرئيس الوزراء. أعتقد أن هناك حالة أو حالتين مؤسفتين، ومثلا الملف الذي قدمه رئيس الورزءا عن اسلحة الدمار الشامل للعراق. لكن عدا ذلك، أعتقد أن رئيس الوزراء محق في مواقفه. وأعتقد أن من غير الممكن قبول وضع يقوم فيه رجل شرير باحتجاز العالم رهينة ويعامل الامم المتحدة بازدراء).

وعن المتظاهرين قال كورماك إنه يختلف معهم بشكل كامل:
(في بلد حر يمكن الناس أن يتظاهروا، وطالما يتظاهرون بشكل سلمي ويعبرون عن آرائهم عبر خطابات ولا يتصرفون بشكل مغاير للقانون، فإنهم أحرار في أن يفعلوا ما يريدون. لكنن أختلف معهم تماما. فأنا أعتقد أنهم مخطئون في تقويم الوضع، وأرى من الغريب أن ناسا يحملون أفكارا يسارية ويزعمون دائما أنهم يعتنقون مبادىء الحرية التحرر، من الغريب أن هؤلاء يقفون عمليا الى جانب أفظع الدكتاتوريين واشدهم قمعا شهدهم العالم منذ مئان السنين. وأعتقد أن هذا وضع بالغ الغرابة. لكننا في بلد حر وإذا كان هذا هو ما يشاؤون، فليباركهم الله، لأنهم يجب أن يكون لهم الحق في ما ما يريدون أن يفعلوا.)

لكن معلما شابا من مدينة غلوسيستر قدم اسابابه لمشاركته في التظاهرات الاحتجاجية قائلا:
(أرسلتني نقابة المعلمين وقبلت لانني اناهض الحرب كليا. شن هجمات على أبرياء، خصوصا أطفال كالذين أعلمهم لا لشيء إلا من أجل اسعار النفط. أعتقد أنه عمل فظيع يتم بأسمنا، لذا نحن هنا للقول اننا لا نريد حربا تُشن بأسمنا.)

في اليوم نفسه تحدث بلير أمام مؤتمر محلي لحزبه عقد في مدينة غلاسكو في اسكتلنده، حيث أعرب عن تفهمه لمخاوف المتظاهرين، وفي الوقت ذاته بنى موقفه المتشدد من صدام على اساس أخلاقي. قال:
(دعونا لا نتظاهر بأن الناس ستكون لهم مشاعر أخرى في آذار أو نيسان أو أيار. في الواقع إنها ليست مسالة توقيت أو مائتي مفتش في مقابل مائة مفتش. إنني لا أسعى الى موقف غير شعبي واعتبار ذلك بمثابة وسام للشرف. لكن هذا هو أحيانا ثمن للقيادة، وثمن للأيمان. وعندما ستشاهدون عبر شاشات تلفزيوناتكم لقطات المسيرات فكروا بما يلي: إذا كان هناك 500 ألف متظاهر فهذا الرقم ما يزال أقل من عدد الناس الذين كان صدام مسؤولا عن موتهم. وإذا كان عدد المتظاهرين مليونا، فإن هذا الرقم مايزال أقل من عدد الذين ماتوا في الحروب التي بداها صدام. لذا إذا كانت نتيجة السلام، أو غياب النزاع هو بقاء صدام في السلطة وعدم نزع أسلحته، يمكنكم أن تقولوا ببساطة إن هناك عواقب ينبغي عليكم أن تدفعوها ايضا ثمنا لقرار السلام.)

على صلة

XS
SM
MD
LG