روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الرابع: تباين وجهات النظر بين حكومات مجموعة فيلينيوس والرأي العام فيها تجاه الحرب المحتملة ضد العراق


فيما يلي يقدم (جهاد عبد الكريم) متابعة لتقرير أعده قسم الأخبار في إذاعة أوروبا الحرة حول تباين وجهات النظر بين حكومات مجموعة فيلينيوس والرأي العام فيها تجاه الحرب المحتملة ضد العراق.

عشر دول من مركز أوروبا وشرقها تعرف بمجموعة (Vilnius 10)، تعهدت هذا الأسبوع بدعم الولايات المتحدة في موقفها من العراق، لتضاف الى مواقف مشابهة عبرت عنها في الأسبوع الماضي كل من بولندا وهنغاريا وجمهورية التشيك، لكن إستطلاعات الرأي العام التي تم إجراؤها مؤخراً تظهر ان الشعوب في دول عديدة في هذه المنطقة تعارض إتخاذ إجراء عسكري ضد العراق وتعارض أيضاً دعم حكوماتها لمثل هذا الإجراء، لترفع سؤالاً عما إذا كان هناك تأييد شعبي كاف لمثل هذه الحكومات في تعهدها مساعدة الولايات المتحدة أم لا.. فالدول العشر قالت في رسالة مشتركة ان الولايات المتحدة قدمت الى مجلس الأمن الدولي دليلاً مقنعاً على برامج التسلح العراقية..
تأسست مجموعة Vilnius 10 عام 2000 من قبل ألبانيا وبلغاريا وكرواتيا وإستونيا ولاتيفيا وليتوينيا ومقدونيا وسلوفاكيا وسلوفينيا من أجل دعم جهودها للإنضمام الى حلف الناتو..
بيان دول Vilnius 10 يأتي بعد ان قامت تسع دول أوربية من ضمنها ثلاث دول مركزية تطمح لعضوية حلف الناتو والإتحاد الأوروبي وهي بولندا وهنغاريا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا، قامت بإصدار رسالة مماثلة في الثلاثين من الشهر الماضي تدعم فيها الولايات المتحدة، لكن إستطلاعات الرأي ألقت مؤخراً بشكوكها عما إذا كان مواطنو هذه الدول هم الذين يدعمون موقف الولايات المتحدة إزاء العراق أم حكوماتها...
إستطلاع Gallup العالمي للرأي نظم في شهر كانون ثاني الماضي في واحد وأربعين بلداً أظهر ان واحدة من دول Vilnius 10 كانت فيها أغلبية شعبية فقط تؤيد دعم بلدها لعمل عسكري ضد العراق، ففي رومانيا صوت خمسة وأربعون بالمئة لصالح مقارنة مع ثمانية وثلاثين بالمئة ضد إتخاذ مثل هذا الإجراء.
وكانت أقل نسبة من الدعم الشعبي في دول مجموعة Vilnius 10 قد سجلت في مقدونيا وهي عشرة بالمئة، فيما بلغت في بلغاريا واحداً وعشرين بالمئة، وفي أستونيا ثلاثين المئة.
وأظهر إستطلاع أجري مؤخراً في لاتيفيا ان أربعة وسبعين بالمئة يعارضون عملية تغيير النظام العراقي بإستخدام القوة العسكرية، وان عشرين بالمئة فقط يؤيدون إتخاذ إجراء عسكري.
وفي حالة أعضاء حلف الناتو هنغاريا وجمهورية التشيك، فان الرأي العام فيها يعارض الحرب بقوة، وأظهرت الإستطلاعات ان إثنين وثمانين بالمئة من الهنغار وسبعة وستين من التشيك يعارضون إتخاذ إجراء عسكري ضد العراق تحت أي ظروف.
في بولندا أظهر إستبيان محلي ان ثلاثة وستين بالمئة من البولنديين يعارضون إرسال قوات عسكرية الى العراق، إلا ان إثنين وخمسين بالمئة يعتقدون ان وارشو يجب أن تؤيد الولايات المتحدة في أي إجراء عسكري.
Petr Drulak أستاذ العلوم السياسية في معهد العلاقات الدولية ببراغ يقول ان التفاوت ما بين إعلانات التأييد التي تقدمها الحكومات للولايات المتحدة، والمشاعر المناهضة للحرب لدى الناس يمكن توضيحها في ضوء حقيقة ان الناس في المنطقة لا يبدون إهتماماً عاطفياً بالتطورات الحاصلة في الشرق الأوسط والعراق.




درولاك:
"لهذا السبب فان بمقدور الحكومات والنخب السياسية تجاهل العاطفة الشعبية الى حد بعيد، لأن بإمكانهم التأكد من انه سوف لن تكون هناك مظاهرات جماهيرية ضخمة في الشوارع حتى إذا قام البلد بدعم الإجراء العسكري الأميركي المحتمل، وذلك لأن الناس، حتى لو كانوا ضد الحرب، فانهم لا ينزعجون منها الى الدرجة التي يقومون بمعاقبة حكومتهم على المشاركة فيها...
على الحكومة ان تحسم أمرها بوضوح مابين الرأي العام الذي يقف ضد الحرب ولكن ليس الى تلك الدرجة من القوة، وبين إلتزاماتها تجاه الأميركيين وتوجهها الأطلسي... والحكومات تميل لإختيار التوجه الأطلسي."

في لاتيفيا، راقب رئيس الوزراء Einars Repse كيف هبطت شعبيته من سبعين الى أربعين بالمئة بعد ان أعرب عن تأييده لموقف الولايات المتحدة، علاوة على ذلك فان الإختلاف بشأن العراق كان قد لوحظ داخل هياكل السلطة في بعض الدول الأخرى.
وزير الخارجية البلغاري Solomon Passy قام بتوقيع بيان مجموعة ال Vilnius 10 بالرغم من المعارضة الواضحة التي أبداها الرئيس Georgi Parvanov لدعم إجراء إنفرادي تقوم به الولايات المتحدة.
أما في جمهورية التشيك فقد وقع الرئيس السابق Vaclav Havel على رسالة الدعم في الثلاثين من كانون الثاني، لكن رئيس الوزراء Vladimir Spidla رفض القيام بذلك.

درولاك يقول ان الطبقة السياسية في بعض دول المنطقة كانت منقسمة على الدوام بشأن قضايا السياسة الخارجية:
"من الواضح ان جمهورية التشيك، ولربما بعض الدول الأخرى، منقسمة حول ذلك، إلا ان ذلك يمثل مشاكلها الداخلية الى حد ما، لأن نخبها السياسية لم تكن قادرة على الإتفاق فيما بينها على ما سيكون عليه موقفها... ولنا أن نتوقع اننا سنشهد مثل هذا الإنقسام مرة ثانية في أزمة خطيرة أخرى، لأنك إذا ما نظرت الى الحالة التشيكية، ستجد اننا قد عانينا من مثل هذا النوع من الإنقسام تماماً قبل سنوات عديدة عندما بدأ حلف الناتو بقصف يوغسلافيا... مرةً أخرى كان الرئيس يدعم بوضوح تام إجراء الناتو، في حين كانت الحكومة مترددة."


ولكن بصرف النظر عن التخاصم الداخلي، فان العديد من دول أوروبا الشرقية قد سبق وان تعهدت بتقديم المساعدة العسكرية الى الولايات المتحدة.

على صلة

XS
SM
MD
LG