نسب التحليل الذي بثته وكالة رويترز للانباء اليوم الاثنين، الى المستشار الالماني غيرهارد شرويدر ان الاصدقاء الحقيقيين يجب عليهم ان يتفقوا او يختلفوا. لكن بعض المعلقين يرى ازديادا في العداء الشعبي بين الالمان والاميركيين حول مسائل مختلفة تضم العراق والبيئة وحقوق الانسان، الامر الذي قد يقوّض علاقات الصداقة التي تطورت في اعقاب الحرب العالمية الثانية بين الطرفين، وذلك على خلفية اتهامات متبادلة يتراشق بها السياسيون.
العلاقات يبن المانيا والولايات المتحدة اخذت بالتدهور منذ اعلن شرويدير معارضته للحرب الاميركية في عز حملته الانتخابية في ايلول الماضي. كما زاد من شدة تصريحاته في الآونة الاخيرة في اجتماعات مكرسة لانتخابات محلية.
وردّ مسؤولون اميركيون على ذلك قائلين ان الصلات بين الطرفين اصبحت "مسمومة" بعد ان قارن وزير الماني الرئيس الاميركي جورج بوش بالزعيم النازي ادولف هتلر. المسؤول الالماني زعم ان بوش يستخدم الحرب ضد العراق من اجل صرف انتباه الناس عن مشاكل داخلية، في الوقت الذي قال فيه عضو بارز في الحزب الاجتماعي الديمقراطي ان الرئيس الاميركي يتصرف كامبراطور روماني.
الوكالة نسبت الى Ronald Asmus من مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن قوله الى صحيفة Handelsblatt الالمانية اليومية ان المانيا تمتعت بهالةِ ثقةٍ مطلقة في الولايات المتحدة على مدى عقود، مضيفا ان تصريح شرويدير اثناء حملته الانتخابية قد اطلق زمام الشعور الخفي المعادي لاميركا وبوش، مما لا تُعرف عقباه.
ولم يتمكن السياسيون الاميركيون هم الآخرون من ضبط مشاعرهم. فقد وبّخ وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد نظيره الالمانيPeter Struck علنا اثناء قمة لحلف شمال الاطلسي في تشرين الثاني الماضي، قائلا في اشارة الى المانيا ان "الساقط في الحفرة، عليه ان يتوقف عن الحفر".
واثار تصريح ادلى به رامسفيلد الشهر الماضي وصف فيه المانيا وفرنسا بانهما جزء من اوروبا القديمة، اثار اكبر فورة غضب الى حد ان بعض الصحف والسياسيين الالمان الموالين للولايات المتحدة قالوا ان المسؤول الاميركي افرط في كلامه.
لكن معلقين اميركيين اتهموا الالمان بنكران الجميل، أي المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة لالمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وتأييد واشنطن لاعادة توحيد الالمانيتين عام 1990. واقترح بعض المسؤولين الاميركيين نقل بعضٍ من القوات الاميركية المرابطة في المانيا والبالغ عددها 70 الف جندي الى بولونيا المجاورة عقابا لبرلين على وقاحتها في رفض الحرب الاميركية ضد العراق، حسبما جاء في تحليل وكالة رويترز للانباء. وانذر كبار رجال الاعمال الاميركيين بان هذا الخلاف من شأنه ان يضر بالتجارة مع الولايات المتحدة التي تشتري 10% من الصادرات الالمانية.
مستشار الحكومة الالمانية للعلاقات مع الولايات المتحدة Karsten Voigt قال في حديث الى صحيفة Koelner Stadt Anzeiger الالمانية ان هذه التصريحات والردود من قبل كلا الطرفين ستخلق جوا تتحول فيه الاختلافات في الرأي العام الى ابتعاد الشعبين عن بعضهما البعض. Voigt اضاف انه اذا مارست الولايات المتحدة ضغوطا فستردّ عليها المانيا.
Gernot Erler، احد الاعضاء القياديين في الحزب الاجتماعي الديمقراطي الذي يرأسه المستشار شرويدير، حذّر من وقوع انفجار في الشعور المعادي لاميركا في المانيا والعالم كله في حال وقوع الحرب.
الوكالة اعادت الى الاذهان ان آلاف الالمان وضعوا زهورا واشعلوا شمعات امام السفارة الاميركية في برلين في اعقاب هجمات 11 ايلول عام2001. اما الآن فان آلاف الالمان يشاركون في مظاهرات مناهضة للحرب الوشيكة.
بينما هناك تاريخ طويل للمشاعر المعادية لاميركا في فرنسا الا ان استطلاعات للرأي العام تفترض ان هذه المشاعر تتزايد كذلك في المانيا. يُذكر ان المانيا أو على الأقل الجزء الغربي منها، اشتهرت لمدة طويلة بعدم تحبيذها انتقاد الولايات المتحدة. وكان هذا وسط مشاعر الشكر الصريحة التي قدمه الألمان الى أميركا لدعمها بلادهم في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
واظهر استطلاع للرأي العام أُجري في المانيا في كانون الاول الماضي ان 38% من سكان الشطر الشرقي الشيوعي سابقا يؤيدون فكرة معارضة الهيمنة الاميركية، وهي اعلى نسبة من هذا النوع في اوروبا، بينما يشاركهم هذا الرأي 25% من سكان الشطر الغربي، وهي اخفض نسبة في اوروبا.
الا ان استطلاعا اجراه في 44 دولة خبراء من Pew Research Center وهو مركز ابحاث اميركي، اشار الى ان نسبة الالمان الذين ينظرون الى الولايات المتحدة بايجابية، انخفضت نحو 20% منذ عام 1999.
وقال Ingo Zuberbier رجل الاعمال الذي سبق وان عمل في نيو يورك مدة سنوات ويرأس حاليا (جمعية اميركا) في هامبورغ، قال ان الالمان ما زالوا يكنون مشاعر الامتنان للولايات المتحدة، لكنه في الوقت نفسه دافع عن مسالمتهم العميقة.
Zuberbier اوضح ان الكثير من الالمان يعارض الحرب بسبب الخبرة التاريخية لبلادهم، مضيفا ان الاميركيين والبريطانيين يجب ان يشعروا بالراحة لان الالمان قد تلقوا العبرة، على حد قوله.
وتظهر استطلاعات للرأي العام ان معظم الالمان يعتبر النفط - وليس اسلحة مزعومة للدمار الشامل - سببا رئيسا للحرب ضد بغداد. واشارت الوكالة الى ان مجلة Der Spiegel الاسبوعية الالمانية كتبت على غلاف احد اعدادها (النفط مقابل الدماء).
لكن بعض السياسيين الالمان يدافعون عن الولايات المتحدة. فقد اتهم المستشارُ السابق هلموت كول المستشارَ الحالي غيرهارد شرويدير باستخدام شعارات معادية لاميركا من اجل كسب اصوات الناخبين، مشيرا الى ان المانيا ستدفع ثمنا مقابل ذلك في مستقبل بعيد.
اما نائب زعيم الجالية اليهودية في المانيا Michel Friedman وهو عضو بارز في الحزب الاجتماعي الديمقراطي فقد اشار الى قانونية الاحتجاج على سياسات اميركية، مضيفا في الوقت نفسه ان الولايات المتحدة خلّصت المانيا من النازية ودعمت اعادة توحيد البلاد، حسبما جاء في تحليل بثته وكالة رويترز للانباء.
العلاقات يبن المانيا والولايات المتحدة اخذت بالتدهور منذ اعلن شرويدير معارضته للحرب الاميركية في عز حملته الانتخابية في ايلول الماضي. كما زاد من شدة تصريحاته في الآونة الاخيرة في اجتماعات مكرسة لانتخابات محلية.
وردّ مسؤولون اميركيون على ذلك قائلين ان الصلات بين الطرفين اصبحت "مسمومة" بعد ان قارن وزير الماني الرئيس الاميركي جورج بوش بالزعيم النازي ادولف هتلر. المسؤول الالماني زعم ان بوش يستخدم الحرب ضد العراق من اجل صرف انتباه الناس عن مشاكل داخلية، في الوقت الذي قال فيه عضو بارز في الحزب الاجتماعي الديمقراطي ان الرئيس الاميركي يتصرف كامبراطور روماني.
الوكالة نسبت الى Ronald Asmus من مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن قوله الى صحيفة Handelsblatt الالمانية اليومية ان المانيا تمتعت بهالةِ ثقةٍ مطلقة في الولايات المتحدة على مدى عقود، مضيفا ان تصريح شرويدير اثناء حملته الانتخابية قد اطلق زمام الشعور الخفي المعادي لاميركا وبوش، مما لا تُعرف عقباه.
ولم يتمكن السياسيون الاميركيون هم الآخرون من ضبط مشاعرهم. فقد وبّخ وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد نظيره الالمانيPeter Struck علنا اثناء قمة لحلف شمال الاطلسي في تشرين الثاني الماضي، قائلا في اشارة الى المانيا ان "الساقط في الحفرة، عليه ان يتوقف عن الحفر".
واثار تصريح ادلى به رامسفيلد الشهر الماضي وصف فيه المانيا وفرنسا بانهما جزء من اوروبا القديمة، اثار اكبر فورة غضب الى حد ان بعض الصحف والسياسيين الالمان الموالين للولايات المتحدة قالوا ان المسؤول الاميركي افرط في كلامه.
لكن معلقين اميركيين اتهموا الالمان بنكران الجميل، أي المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة لالمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وتأييد واشنطن لاعادة توحيد الالمانيتين عام 1990. واقترح بعض المسؤولين الاميركيين نقل بعضٍ من القوات الاميركية المرابطة في المانيا والبالغ عددها 70 الف جندي الى بولونيا المجاورة عقابا لبرلين على وقاحتها في رفض الحرب الاميركية ضد العراق، حسبما جاء في تحليل وكالة رويترز للانباء. وانذر كبار رجال الاعمال الاميركيين بان هذا الخلاف من شأنه ان يضر بالتجارة مع الولايات المتحدة التي تشتري 10% من الصادرات الالمانية.
مستشار الحكومة الالمانية للعلاقات مع الولايات المتحدة Karsten Voigt قال في حديث الى صحيفة Koelner Stadt Anzeiger الالمانية ان هذه التصريحات والردود من قبل كلا الطرفين ستخلق جوا تتحول فيه الاختلافات في الرأي العام الى ابتعاد الشعبين عن بعضهما البعض. Voigt اضاف انه اذا مارست الولايات المتحدة ضغوطا فستردّ عليها المانيا.
Gernot Erler، احد الاعضاء القياديين في الحزب الاجتماعي الديمقراطي الذي يرأسه المستشار شرويدير، حذّر من وقوع انفجار في الشعور المعادي لاميركا في المانيا والعالم كله في حال وقوع الحرب.
الوكالة اعادت الى الاذهان ان آلاف الالمان وضعوا زهورا واشعلوا شمعات امام السفارة الاميركية في برلين في اعقاب هجمات 11 ايلول عام2001. اما الآن فان آلاف الالمان يشاركون في مظاهرات مناهضة للحرب الوشيكة.
بينما هناك تاريخ طويل للمشاعر المعادية لاميركا في فرنسا الا ان استطلاعات للرأي العام تفترض ان هذه المشاعر تتزايد كذلك في المانيا. يُذكر ان المانيا أو على الأقل الجزء الغربي منها، اشتهرت لمدة طويلة بعدم تحبيذها انتقاد الولايات المتحدة. وكان هذا وسط مشاعر الشكر الصريحة التي قدمه الألمان الى أميركا لدعمها بلادهم في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
واظهر استطلاع للرأي العام أُجري في المانيا في كانون الاول الماضي ان 38% من سكان الشطر الشرقي الشيوعي سابقا يؤيدون فكرة معارضة الهيمنة الاميركية، وهي اعلى نسبة من هذا النوع في اوروبا، بينما يشاركهم هذا الرأي 25% من سكان الشطر الغربي، وهي اخفض نسبة في اوروبا.
الا ان استطلاعا اجراه في 44 دولة خبراء من Pew Research Center وهو مركز ابحاث اميركي، اشار الى ان نسبة الالمان الذين ينظرون الى الولايات المتحدة بايجابية، انخفضت نحو 20% منذ عام 1999.
وقال Ingo Zuberbier رجل الاعمال الذي سبق وان عمل في نيو يورك مدة سنوات ويرأس حاليا (جمعية اميركا) في هامبورغ، قال ان الالمان ما زالوا يكنون مشاعر الامتنان للولايات المتحدة، لكنه في الوقت نفسه دافع عن مسالمتهم العميقة.
Zuberbier اوضح ان الكثير من الالمان يعارض الحرب بسبب الخبرة التاريخية لبلادهم، مضيفا ان الاميركيين والبريطانيين يجب ان يشعروا بالراحة لان الالمان قد تلقوا العبرة، على حد قوله.
وتظهر استطلاعات للرأي العام ان معظم الالمان يعتبر النفط - وليس اسلحة مزعومة للدمار الشامل - سببا رئيسا للحرب ضد بغداد. واشارت الوكالة الى ان مجلة Der Spiegel الاسبوعية الالمانية كتبت على غلاف احد اعدادها (النفط مقابل الدماء).
لكن بعض السياسيين الالمان يدافعون عن الولايات المتحدة. فقد اتهم المستشارُ السابق هلموت كول المستشارَ الحالي غيرهارد شرويدير باستخدام شعارات معادية لاميركا من اجل كسب اصوات الناخبين، مشيرا الى ان المانيا ستدفع ثمنا مقابل ذلك في مستقبل بعيد.
اما نائب زعيم الجالية اليهودية في المانيا Michel Friedman وهو عضو بارز في الحزب الاجتماعي الديمقراطي فقد اشار الى قانونية الاحتجاج على سياسات اميركية، مضيفا في الوقت نفسه ان الولايات المتحدة خلّصت المانيا من النازية ودعمت اعادة توحيد البلاد، حسبما جاء في تحليل بثته وكالة رويترز للانباء.