روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثالث: إمكانية قيام الولايات المتحدة بمفردها بشن حرب محتملة ضد بغداد


نتابع فيما يلي تقريرين يطرحان آراء متباينة بشأن إمكانية قيام الولايات المتحدة بمفردها بشن حرب محتملة ضد بغداد. وهناك تقرير أعده قسم الأخبار والتحليلات في إذاعة أوروبا الحرة يتناول إعلان الولايات المتحدة بأنها لا تتجه إلى الحرب بمفردها، بل يساندها في ذلك عدد كبير من الدول المتحالفة معها. (أكرم أيوب) مع (زينب هادي) يعرضان لهذين التقريرين.

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تحليلا عسكريا عن إمكان قيام الولايات المتحدة بالذهاب الى الحرب بصورة منفردة، أستهلته بالاشارة الى أنه حتى في حالة وجود مقاومة كبيرة من لدن الدول الحليفة لغزو العراق، فإن واشنطن ستكون مستعدة لشن حرب بقوات تصل الى 150000 ألف جندي بحلول آواسط أو آواخر شهر شباط المقبل - وفقا لما نقلته الصحيفة عن خبراء في الشؤون العسكرية وعن مسؤولين أميركيين.
وقالت الصحيفة الاميركية إن أنتقادات الدول الحليفة يمكن لها زيادة المصاعب المتعلقة بمساندة حلف شمال الاطلسي (الناتو) لأي حرب في العراق، وتعقيد جهود واشنطن لضمان الوصول الى بعض القواعد في المنطقة. وإذا ما مضت الحرب ُقدماً، فإن تردد الدول الحليفة قد يجعل من الصعب على واشنطن مشاركة تلك الدول في تحمل العبء العسكري والكلفة الاقتصادية المترتبة على أحتلال وأعادة بناء العراق بعد رحيل صدام حسين – بحسب تعبير الصحيفة.
وقد وضع البنتاغون خططه على أساس قيام القوات الاميركية بالنصيب الاكبر في تشكيلة القوة التي تقوم بغزو العراق. أما الإسهامات البريطانية والاسترالية في القوة المذكورة، حتى في حال بقاء مجلس الامن مقسما إزاء هذه القضية، فستبقى قليلة بالمقارنة مع المشاركة الاميركية – على حد تعبير الصحيفة.
وعرض التحليل للقوات والمعدات العسكرية التي تنشرها الولايات المتحدة، مشيرا الى أنه حتى في حال تأييد مجلس الامن لهجوم على العراق، فإن القوات الاميركية ستأخذ على عاتقها الجانب الاكبر من القتال، وعلى العكس من ذلك، فإنه حتى لو بقي مجلس الامن منقسما بشأن الحاجة الى عمل عسكري، فهناك بالتأكيد بعض الدول الحليفة التي ستحارب الى جنب القوات الاميركية.
وأشار التحليل الى أن الخلاف بين الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا حول أغراض عملية التفتيش عن الاسلحة العراقية، وقرب وقوع الحرب ضد العراق، لن تغيّر من طبيعة العملية التي يقودها الجنرال تومي فرانكس قائد القوات الاميركية الوسطى، وتحتل فيها الولايات المتحدة موقعا مهيمنا.
ونقلت الصحيفة عن الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة إشارته الى أهمية حشد تأييد الدول الحليفة لأسباب سياسية إضافة الى أسباب عسكرية.
وقالت الصحيفة إن الخلاف العميق داخل الناتو أو مجلس الامن يمكن أن يعيق الخطط السياسية والعسكرية الاميركية في جوانب عدة. أول هذه الجوانب يشمل الدعم غير المباشر الذي طلبته الولايات المتحدة من حلف الناتو، والمتضمن أتخاذ أجراءات لتسهيل بناء الحشد العسكري في منطقة الخليج. والجانب الثاني يتعلق بوصول الولايات المتحدة الى الموانئ والمطارات والاجواء في منطقة الشرق الاوسط. أما الجانب الثالث – تقول الصحيفة- فإنه يقوم على أن الدعم الواسع من قبل الدول الحليفة هو أمر مرغوب، فيما يخص خطط واشنطن لأحتلال العراق وإعادة بنائه إن وقعت الحرب.
لكن هذه التعقيدات، لا تخيف الولايات المتحدة، بقدر ما يخيفها الإخفاق في تنفيذ وعودها بنزع أسلحة العراق ضمن وقت قصير.
وأشارت الصحيفة الى صعوبة معرفة توقيت شن الحرب، ملاحظة أن بمقدور الولايات المتحدة البدء بعملياتها العسكرية في الوقت الحاضر، فيما يستمر تدفق القوات والمعدات الى المنطقة، كما أن في أستطاعة واشنطن – وهو البديل الارجح – الانتظار لحين إتمام أنتشار القوة الرئيسة في آواخر شباط أو آوائل آذار، ما سيمكنها من التقدم بأتجاه بغداد، وتحديد مخابئ الاسلحة الكيمياوية والجرثومية، وضمان عدم قيام العراق بإطلاق صواريخ سكود على أسرائيل، إضافة الى تمكين واشنطن من حماية آبار النفط العراقية، ووضع قوة عسكرية في شمال العراق للحيلولة دون وقوع أي صراع محتمل بين الاتراك والكرد – بحسب تعبير صحيفة نيويورك تايمز.

وفي سياق ذي صلة، أعد مراسل إذاعة اوروبا الحرة / إذاعة الحرية جيرمي برانستون تقريرا قال فيه إنه فيما يقترب الموعد لوقوع صراع عسكري مع العراق، تعلن الولايات المتحدة عن عدم قيامها بالعمل العسكري بصورة منفردة، وأنما هي تحظى بالدعم الفعّال من قبل عدد كبير من الدول الحليفة.
وذكر التقرير أن الولايات المتحدة شدّدت، ومنذ البداية، على أنه في حال تصعيد الصراع مع العراق الى مواجهة عسكرية، فإنها ستقود تحالفا من الدول الراغبة لشن هجوم ضد بغداد. وقد أكد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد على هذه النقطة مرة أخرى يوم الاثنين الماضي:

(تعليق رامسفيلد)

وتناول التقرير مسألة الدعم الدولي لجهود الولايات المتحدة فيما يخص العراق من خلال موافقة مجلس الامن الدولي بالاجماع على القرار 1441.
وأشار التقرير الى تزايد المعارضة العلنية لأي حرب ضد بغداد من قبل العديد من الدول الحليفة للولايات المتحدة، وذلك قبل أسبوع واحد فحسب من موعد قيام هانز بليكس رئيس فريق التفتيش عن الاسلحة العراقية بتقديم تقرير عن نتائج أعماله الى مجلس الامن. وقد أثارت هذه المعارضة تساؤلات حول أستعداد أقرب الدول الحليفة لتقديم دعم حقيقي لحرب ضد بغداد، كما أشار رامسفيلد.
وبمعزل عن المساهمة العسكرية البريطانية، رأى التقرير أن الإسهامات من قبل الدول الاخرى ذات تأثير ضئيل من الناحية العسكرية، ويصعب أن تقارن بما تم تقديمه في حرب الخليج الاخيرة.
وعرض التقرير لموقف بريطانيا، مشيرا الى تعهدها بإرسال نحوا من 30000 جندي ما يمثل ربع الجيش البريطاني، كما أن تصريحات رئيس الوزراء البريطاني توني بلير حول الازمة جاءت متناغمة مع التصريحات الصادرة عن واشنطن، على الرغم من المعارضة الشديدة للحرب وفق ما تظهره استطلاعات الرأي، ما دعى بلير الى القول يوم الثلاثاء الماضي:

(تعليق بلير)

وعرض التقرير لموقف بريطانيا الاستثنائي بين الدول الاوروبية الرئيسة في حلف شمال الاطلسي الميّالة لتأخير أي قرار بالذهاب الى الحرب، في إشارة الى موقف فرنسا والمانيا وايطاليا. لكن التقرير لفت الى مواقف مختلفة من قبل الدول التي أنضمت مؤخرا الى الناتو مثل بولونيا التي أعلنت عن أستعدادها لدعم الولايات المتحدة في أي عمل عسكري ضد العراق حتى من دون الحصول على موافقة الامم المتحدة. كما لفت التقرير الى موافقة برلمان تشيكيا على مشاركة وحدة متخصصة في الحرب الكيمياوية والبايولوجية في الكويت، إذا أستخدم العراق أسلحة دمار شامل، وفي داخل العراق بتفويض من الامم المتحدة. وذكر التقرير أن هنغاريا وافقت على أستخدام القوات الاميركية لقاعدة عسكرية هنغارية، كما أشار الى موافقة ليتوانيا على أستخدام الولايات المتحدة لمجالها الجوي، إضافة الى معونة بسيطة. وقال التقرير إن إستونيا ولاتفيا وبلغاريا وسلوفاكيا لم تستلم طلبات أميركية رسمية، ولم تقم بأتخاذ إجراءات مباشرة بهذا الصدد، ملاحظا أن موقف رومانيا يتصف بالغموض.
ويخلص التقرير الى أن الولايات المتحدة بإمكانها التعويل في هذه المرحلة على تحالف يتكون من بريطانيا واستراليا، وعلى مساندة فاترة غير عسكرية من قبل دول أعضاء في الناتو، إضافة الى دول أخرى حليفة لكنها تقف مترددة إزاء القضية، والى سماح قطر والكويت للقوات الاميركية باستخدام أراضيها – بحسب ما جاء في تقرير إذاعة اوربا الحرة / إذاعة الحرية.

على صلة

XS
SM
MD
LG