روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الرابع: آمال أحد المنفيين في عودة الحياة إلى منطقة الأهوار في العراق


صحيفة أميركية بارزة نشرت اليوم تقريراً عن آمال أحد المنفيين في عودة الحياة إلى منطقة الأهوار في العراق. العرض التالي أعده ويقدمه (جهاد عبد الكريم).

مستمعينا الأعزاء أهلاً وسهلاً بكم...
نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تحقيقاً عن الآمال التي تحدو بأحد المعارضين العراقيين في عودة الحياة ثانية لمناطق الأهوار العراقية التي جففها صدام حسين، فتنقل عن عزام علوش كيف كان يصطحبه أبوه الذي كان مهندساً مدنياً في عمليات مسح ميداني للمستنقعات.. فليس من السهل على هذا المنفي ان يتصوّر حجم إبادة جماعات بيئية مقارنة مع التدمير الذي حصل لغابات الأمازون المطرية، فقد أصدر صدام حسين أمراً بتجفيف الأهوار في بداية التسعينات عندما أصبحت هذه المناطق ملجأً للمنتفضين الشيعة من سكان الجنوب، وتمت إبادة المتمردين والأهوار التي كانت موطناً للسومريين القدماء ومنطقة لباحثين إعتبروها إلهاماً لجنة عدن.
وينقل التحقيق عن حسن باترو الباحث في الأمم المتحدة والذي أنجز دراسة حول تدمير الأهوار قوله ؛ لم يتبق هناك من ماء، ومن الواضح جداً ان ترى تدمير النظام البيئي في غضون خمس الى ست سنوات.
وتقول الصحيفة ان عزام علوش لديه خطة يقول عنها انها خام وتستند الى معلومات عمرها عشرات السنين، وقد قام بإعدادها بالإشتراك مع زوجته الجيولوجية، فهناك ضرورة ملحة في إعادة إحياء هذه المستنقعات إذا ما قامت الولايات المتحدة بقيادة هجوم عسكري لإطاحة صدام حسين، فإذا تم قصف السدود والقنوات المائية أو جعلها ليست ذات فائدة أثناء الحملة الأميركية أو بعدها، فان المنطقة برمتها ستشهد كارثة بيئية أشد خطورة، وفي حالة حدوث فيضان وغمرت المياه بشكل سريع تلك المناطق، فان الطبقة السميكة من الملح التي تكونت جراء تبخر الأهوار والتي تلوثت بالمواد السامة في السنوات الأخيرة، من شأنها إفساد أي مياه جديدة تندفع نحو المنطقة.
وتشير الصحيفة الى محاولات التحشيد التي قام بها عزام علوش لكسب تأييد أعضاء الكونغرس الأميركي ووزارة الخارجية في ضرورة تفادي قصف السدود وإسقاط منشورات في جنوب العراق تحض السكان على عدم تمزيق شبكة قنوات المياه، وتنقل عنه أمله في ان النجاح الملموس في إعادة الحياة لأهوار العراق من شأنه أن يسوق فكرة الغزو العسكري للعراق لدى الناس هناك.
ويضيف التقرير ان علوش وجد طريقة يعتقد انها ستكون مفيدة، فالعديد من جماعات حقوق الإنسان وكذلك المعنية بشؤون البيئة تقول ان الأهوار قد تقلصت الى ما يشكل نسبة 5% من حجمها الأصلي، ومن الممكن إحياؤها، وعلى هذا الأساس فان السيد علوش وزوجته شرعا في تأمل أطروحات الدكتوراه في مكتبات جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلس، الا ان من المحال الحصول على معلومات حاسمة من فترة ماقبل مشاريع التفريغ، ولكن معلومات والد السيد علوش قد تكون مفيدة في هذا الخصوص، فقد قام بإستذكار ما علق بذاكرته من معلومات عندما كان يعمل في تلك الأهوار، ورسم لإبنه خرائط في طبيعة التصاميم الخاصة بالسدود والنواظم كي تدفع مجرى المياه بإتجاه واحد في تضاريس منبسطة.
وتقول الصحيفة ان عزام علوش إستخدم هذه المعلومات بالإضافة الى ماحصل عليه من صور بالغة الدقة صورتها الأقمار الصناعية، لتصميم نموذج في الكومبيتر يحاكي طرق مختلفة لإعادة غمر المياه مناطق الأهوار بالإعتماد علىكمية المياه في المجرى من المنبع الرئيس الى الحقول الزراعية المنتشرة في أعالي الأهوار.
وتختم صحيفة وول ستريت جورنال تقريرها بالقول ان السيد علوش وزوجته يأملان ان يسلما المخططات التصميمية والنموذج الذي تم تنفيذه بإستخدام الكومبيتر الى مهندسين عراقيين بعد إطاحة صدام، فهم يعرفون مشكلتهم أكثر من أي واحد آخر.

على صلة

XS
SM
MD
LG