روابط للدخول

خبر عاجل

أهمية كركوك في حال شن الولايات المتحدة حرباً على العراق


نشرت صحيفة أميركية تحقيقاً من كركوك حول أهمية هذه المدينة من الناحية العسكرية والجغرافية والاقتصادية بالنسبة للولايات المتحدة إذا ما قررت شن حرب على العراق. (جهاد عبد الكريم) أعد عرضاً لهذا التحقيق.

مستمعينا الكرام أهلاً وسهلاً بكم...
نشرت صحيفة لوس أنجلس تايمز اليوم تحقيقاً بعنوان كركوك نقطة محورية إذا ما قررت الولايات المتحدة دخول العراق، كتبته من جمجمال روبن رايت، جاء فيه؛
قد تكون كركوك اولى المحطات التي تتوقف فيها القوات العسكرية الأميركية إذا ما قررت دخول العراق، وذلك لأسباب عديدة تقف في مقدمتها حماية آبار النفط العراقي وضمان عدم قيام قوات الرئيس صدام حسين بتدميرها كما فعلت في الكويت قبل إنسحابها منها في عام واحد وتسعين، والأهم من ذلك ما تمثله هذه المدينة من تركيبة عرقية حسبما يراه مسؤولون أميركيون ومعارضون عراقيون على حد سواء، فكركوك هي قدس العراق، حيث تتضارب فيها إدعاءات الأحقية لتسعمئة ألف مواطن يسكنها، فالتنافسات عميقة الى درجة قد تجعل الزحف نحوها حرباً داخل حرب، سواء بإحتمال ان يتقاتل العراقيون فيما بينهم للمطالبة بها، أو ما قد يجره ذلك الإقتتال من دول مجاورة، وتنقل الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير قوله، ان السيطرة على بغداد ستحدد حصيلة الحرب، وفرز كركوك يحدد ما سيحدث بعد ذلك.
ويشير التحقيق الى ان العرب إستطاعوا السيطرة على كركوك الى حد كبير نتيجة حملة مدروسة إمتدت عشرات السنين تبناها الزعيم العراقي من أجل تغيير تركيبتها السكانية، فقد تم تهجير مابين مئة وعشرين الى مئتين ألفاً من الكرد بالإضافة الى آخرين من التركمان والآشوريين طبقاً لما أعلنه مسؤولون في الأمم المتحدة وتقرير مراقبة حقوق الإنسان، حيث تم إجبار الآلاف على مغادرة المدينة ومصادرة بيوتهم وأراضيهم في العقود الأولى، وتنقل الصحيفة عن برهم صالح المسؤول في الإتحاد الوطني الكردستاني قوله ان كركوك ماهي إلا تجسيد لمعاناة الكرد في العراق، فهي المكان الذي نفذت فيه واحدة من أكثر حملات التطهير العرقي وحشيةً، والتي مازالت مستمرة حتى يومنا هذا، فمن أجل أن يكون العراق مسالماً ومتحرراً من ماضيه الرهيب، يجب أن تقوم الحكومة الجديدة بتعويض أهل كركوك عما لحق بهم من حيف.
وتشير الصحيفة الى ما كشفت عنه دراسة حديثة أجريت في معهد بروكنغز من تحذير يفيد أن غضب النازحين ومأزقهم من شأنه أن يشعل فتيل نزاعات سياسية بعد سقوط صدام، هذه النزاعات الساكنة والخامدة في الوقت الحاضر داخل نزاع أكبر يتمثل في النضال من أجل الإطاحة بنظام بغداد، ويضيف التقرير ان خراب الماضي يعرض مشكلاته الخاصة، ولهذا فان القوات الأميركية ستحاول الإمساك بمدينة كركوك كأول إجراء في أي عملية عسكرية تقوم بها، والهدف من ذلك هو وقف أي تسابق نحو إمتلاك الأرض قد يقوم به الكرد أو الأقليات الأخرى، ومنع نشوب حرب داخلية قد تعيق جهود الولايات المتحدة في تنفيذ المرحلة الإنتقالية ما بعد الحرب، حسب ما قاله مسؤولون أميركيون.
ويفيد التحقيق ان وضع كركوك كان من بين المواضيع المهمة التي ناقشها البرلمان الكردي الذي إستأنف أعماله في شهر تشرين أول الماضي بعد ست سنوات من الإنقطاع بسبب التوترات الداخلية، وكان هناك إقتراح لتسمية كركوك عاصمة لكردستان، وهي خطوة من شأنها أن تستفز الجماعات العرقية الأخرى، كما انها قد تثير غضب تركيا التي تجد في كركوك معقلاً لتركمان العراق، وان تدخلها يحفز جيران العراق الآخرين على التدخل.
وتشير الصحيفة الى ان الطرفين الرئيسين الكرديين، الإتحاد الوطني الكرستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بدأوا بإيجاد حل براغماتي لهذه المسألة عندما أقرا ان إدارة حقول كركوك النفطية المكتشفة عام 1927ستكون من مهمات الحكومة المركزية في بغداد مستقبلاً.
وتختم صحيفة لوس أنجلس تايمز تحقيقها بالقول ان الموضوع الأكثر إلحاحاً بالنسبة للقوات العسكرية الأميركية هو منع تدفق كردي نحو كركوك أثناء إضطرابات المراحل الأولية لأي عملية عسكرية تقودها الولايات المتحدة، وتورد في النهاية رأي مصطفى أحد المؤرخين في المدينة الذي يقول انه سيرحب بالقوات الأميركية إذا قامت بدخول مدينة كركوك، لأنها ستحل مشكلة تركيا وتدرأ خطر ثلاثة وعشرين دولة عربية وإيران، لتصبح المشكلة داخلية في الوقت الحاضر في الأقل.

على صلة

XS
SM
MD
LG