روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الرابع: تكاليف غير معلنة لحرب ضد العراق / إمكانية حدوث انقلاب عسكري في بغداد عند ضرب العراق


في إطار التحشدات العسكرية الأميركية الكبيرة في منطقة الخليج، سنتابع تقريرن: التقرير الأول أعده (شيرزاد القاضي)، ويتناول اهتمام وسائل الإعلام الغربية بتكاليف غير معلنة لحرب ضد العراق في غضون تحشيد عسكري أميركي هائل في منطقة الخليج. والتقرير الثاني من مراسلنا في لندن (أحمد الركابي) حول إمكانية حدوث انقلاب عسكري في بغداد قبيل أو عند بدء الضربات الجوية لقوات التحالف الغربي.

فيما تقوم واشنطن بحملة دبلوماسية مكثفة لكسب تأييد المجتمع الدولي، وحث أصدقائها وحلفائها للمشاركة في حرب محتملة ضد العراق أو للمساهمة في الحفاظ على استقراره وإعادة بناءه في المستقبل، تقوم الإدارة الأميركية في الوقت نفسه بتعزيز وجودها العسكري في منطقة الخليج، بحسب ما بثته وكالات أنباء وصحف غربية.

وعن الاستعدادات العسكرية الأميركية ذكرت وكالة أسوشيتد برس للأنباء في تقرير بثته اليوم نقلاً عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن آلاف القوات الأميركية وعشرات القطع البحرية ستتجه نحو الخليج في الأسابيع المقبلة في إطار استعداد الولايات المتحدة لخوض حرب ضد العراق.

ونقلت الوكالة عن المسؤولين، أن البنتاغون وضع وحدات عسكرية من مختلف مناطق الولايات المتحدة، في حالة تأهب استعداداً لنشرها في منطقة الخليج، وأضافت بأن أوامر صدرت الى القوة البحرية لتجهيز حاملتي طائرات، ومجموعتي اقتحام برمائية، تحمل آلاف المارينز، كي تنتقل الى المنطقة في كانون الثاني المقبل، وفقاً لما ورد في تقرير وكالة أسوشيتد برس.

وتقول الوكالة إن أسراباً من طائرات مقاتلة تابعة للقوة الجوية، ووحدات من الجيش استلمت أوامر بالتحرك، بحسب مسؤولين عسكريين.
الوكالة أضافت أن منتسبي القوات المسلحة سينتقلون الى الكويت والعربية السعودية وقَطر وعُمان والبحرين، إضافة الى مناطق أخرى، لتعزيز الوجود العسكري في المنطقة، والذي يصل الى 50 ألف جندي حالياً بحسب ما ورد في التقرير.

--- فاصل ---

الغرض من التحشيد العسكري بحسب ما صرح به مسؤولون عسكريون لوكالة أسوشيتد برس، هو لإجبار الرئيس العراقي على التخلي عن مساعي الحصول على أسلحة كيماوية وبيولوجية ونووية، وقد أضافت الوكالة أن أي قرار بدخول الحرب لم يتخذ لحد الآن.

وفي هذا الصدد نقلت الوكالة عن جيم وليكنسون، الناطق بإسم قيادة قوات الوسط الأميركية، أنهم لا يعلقون على انتشار الوحدات، لكن القوات ستنتقل الى المنطقة لكي تكون مستعدة في حال اتخاذ الرئيس الأميركي جورج بوش لقرار باستخدامها.
وبالرغم من عدم الإعلان عن عدد القوات التي سيتم إرسالها، لكنها ستضم وحدات قتالية، ومعدات وملابس عسكرية وقطع بحرية وطائرات هجومية، بحسب المسؤولين، الذين أضافوا أن مهندسين وفرق إسناد ستتهيأ للسفر تحسباً لنشر قوات إضافية في الأشهر المقبلة.
وتقضي تعليمات البنتاغون أن تكون حاملات الطائرات مستعدة للمغادرة خلال 96 ساعة من موعد لم يُعلن عنه، سيتم تحديده لاحقاً، وأضافت الوكالة أن القوة البحرية قررت أن تعيد إرسال حاملة الطائرات جورج واشنطن الى المنطقة، وسيتم اختيار حاملة طائرات أخرى أيضاً لتذهب الى الخليج.

--- فاصل ---

تابعت وكالة أسوشيتد برس أن مجموعات أخرى من السفن الحربية سترافق حاملة الطائرات، بضمنها طرادات ومدمرات وفرقاطات وزوارق حماية، إضافة الى طائرات هجوم وإسناد وحوالي 7500 بحار، ووحدة برمائية جاهزة من 2200 جندي مارينز.

جدير ذكره أن قطعاً بحرية أميركية كانت وصلت الى المنطقة منذ فترة، إضافة الى مجموعات أخرى ترافق حاملة الطائرات هاري ترومان التي ترابط في البحر الأبيض المتوسط، بحسب تقرير وكالة الأنباء نقلاً عن مسؤولين عسكريين.

وتحسباً لما سيحدث، سيتم إرسال مستشفى على شكل باخرة تضم ألف سرير، لترابط قرب جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، حيث تحتفظ الولايات المتحدة بعدد ضخم من الطائرات الحربية للمشاركة في مجابهة مرتقبة مع العراق، بحسب مسؤولين عسكريين.

وأضافت الوكالة نقلاً عن مسؤولين في القوة الجوية أن وحدات تابعة للقوة الجوية في فرجينيا، ونورث كارولينا، وساوث داكوتا، وأسراب من طائرات مروحية في نيفادا، وحاملات جنود من جورجيا، قد تلقت أوامر بالاستعداد للانتقال الى المنطقة.

--- فاصل ---

وفي سياق ذي صلة بالقوات الأميركية، ذكرت وكالة فرانس برس للأنباء أن وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد وقع على أوامر بنشر قوات برية، وطائرات مقاتلة ووحدات إسناد في منطقة الخليج، لتبدأ بتهيئة ما يلزم من بناء عسكري لحرب محتملة ضد العراق، وفقاً لما نقلته عن صحيفة واشنطن بوست الأميركية.

وتشمل الأوامر الصادرة وحدات مشاة آلية، وطائرات لتجهيز طائرات أخرى مقاتلة بالوقود، ومنشآت طبية، ووحدات من صنوف عسكرية مختلفة، ستنتقل الى الكويت وقطر والبحرين ومنطقة الخليج في الأسابيع المقبلة، بحسب ما نقلته الوكالة الفرنسية عن الصحيفة الأميركية.

صحيفة واشنطن بوست أضافت أن حجم القوات سيكون أقل مما كان عليه أثناء حرب الخليج، بالرغم من عدم تطرق المسؤولين العسكريين الى العدد الحقيقي للقوات التي سيتم زجها في حال نشوب حرب، علماً أن حجم القوات وصل الى حوالي نصف مليون عسكري آنذاك.

--- فاصل ---

وحول القوات الأميركية التي سيتم إرسالها الى الخليج أشارت وكالة رويترز للأنباء في تقرير بثته من واشنطن، الى أن حشد القوات في المنطقة جاء نتيجة لإصرار الولايات المتحدة على قيام العراق بتنفيذ قرار مجلس الأمن، بشأن إنهاء برامجه لتطوير أسلحة الدمار الشامل، أو مواجهه لعملية عسكرية محتملة.

وفي سياق ذي صلة باحتمال حدوث نزاع عسكري وما ينجم عن ذلك من تعقيدات، نقلت الوكالة عن صحيفة واشنطن بوست أن قيادة البحرية الأميركية قررت إرسال مستشفى بحري على ظهر باخرة طولها 272 متراً لمعالجة جنود يحتمل أن يتعرضوا الى أسلحة كيماوية وبيولوجية.

تابعت الوكالة نقلاً عن الصحيفة الأميركية، أن اللواءين الأول والثالث من الفرقة الثالثة للمشاة قد تلقت أوامر بالاستعداد للانتقال الى المنطقة، علماً أن اللواء الثاني موجود في الكويت حالياً.

وتلقت فرق استطلاع مارينز ومظليين في كانتاكي وكاليفورنيا وكذلك وحدات تابعة للقوة الجوية أوامر بالاستعداد، بحسب ما ورد في التقرير الذي بثته وكالة رويترز، التي أضافت أن التحرك الأميركي يشمل 200 ألف الى 250 ألف جندي احتياط، سيتم إرسال بعضهم الى الخليج بينما يبقى آخرون في قواعد عسكرية أميركية.

--- فاصل ---

ولأهمية موضوع نشر القوات ولعلاقته المباشرة بالاستعداد لحرب محتملة ضد العراق، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً جاء فيه أن القوة البحرية الأميركية، سترسل واحدة من سفينتين تستخدم لأغراض العناية الطبية، وتحمل السفينة المستشفى 225 مساعداً طبياً وعمال مختبرات و61 مدنياً، ويمكن أن يتصاعد عدد الطاقم الطبي للسفينة الى 1200 شخص إذا نشبت حرب.

ونقلت الصحيفة عن نائب الأدميرال البحري مايكل كوان، المسؤول عن الشؤون الطبية في البحرية، أن إرسال سفن مستشفى هو مؤشر سياسي هام، مضيفاً أنها تدل على جدية الولايات المتحدة بشأن هذه المهمة.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز في سياق حديثها عن تصعيد الوجود العسكري الأميركي في الخليج، الى أن الجنرال جون أبي زيد سيساعد الجنرال تومي فرانكس في مركز قيادة القوات في قطر، والجنرال أبي زيد أميركي من اصل لبناني ويجيد اللغات العربية والألمانية والإيطالية إضافة الى الإنكليزية، ويشغل حالياً منصب مدير هيئة الأركان المشتركة في البنتاغون، بحسب نيويورك تايمز.

على صلة

XS
SM
MD
LG