روابط للدخول

خبر عاجل

الاستعدادات الأميركية والبريطانية لضرب العراق


تناولت الصحف الغربية اليوم الاستعدادات العسكرية الأميركية للحرب في شمال العراق، واستعدادات البحرية البريطانية للقيام بأكبر عملية لها منذ عشرين عاماً للمشاركة مع القوات الأميركية في الحرب المحتملة ضد العراق. (أكرم أيوب) يقدم متابعة لهذه الاستعدادات في الصحف الغربية، وتشاركه القراءة (ولاء صادق).

ما زال الموضوع العراقي من أبرز الموضوعات في الصحف الغربية، حيث نشرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم الاحد مقالا استهلته بالاشارة الى أنه في الوقت الذي تتواصل فيه المواجهات الكلامية بين الولايات المتحدة والعراق حول درجة امتثال الاخير لعمليات التفتيش التابعة للامم المتحدة، تعمل واشنطن على القيام بأستعدادات للحرب في شمال العراق الذي لايخضع لسيطرة النظام القائم في بغداد.
وقالت الصحيفة الاميركية، نقلا عن مصادر كردية وغربية، إن عناصر من وكالة المخابرات المركزية الاميركية (CIA)، تتواجد منذ أسابيع في شمال العراق، وهي على أتصال بمسؤولين اكراد، وبعناصر تنتمي لجماعة معارضة تدعمها الولايات المتحدة، وتعمل على أنتقاء مرشدين ومترجمين يمكن لهم تقديم المساعدة للقوات الاميركية داخل العراق.

الصحيفة نقلت عن خبير غربي،على معرفة بهذا النشاط، أن مسؤولين أميركيين في شؤون التخطيط العسكري قاموا بزيارة أماكن معينة من العراق لدراسة مناسبتها لإقامة مواقع عسكرية تستخدم أثناء وقوع الحرب.

وأوضحت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أكراد أن أي قوة عسكرية اميركية لم تتخذ مواقع حتى الآن في هذه المنطقة، وأن تقاريرالاخبار التركية والعربية التي تشير الى نشر قوات كبيرة لاأساس لها من الصحة على ما يبدو.

وتابعت الصحيفة القول إن فرق المخابرات الاميركية تعمل في المنطقة منذ حوالي شهرين، مع الحزبين الكرديين الرئيسيين اللذين يسيطران على شمال العراق، الاتحاد الوطني الكردستاني المتمركز في الشرق والحزب الديموقراطي الكردستاني في الغرب، وأن السكان الاكراد إعتادوا على وجود عناصر المخابرات الاميركية الذين يرافقهم في تحركاتهم حراس مسلحون من أهالي المنطقة.
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أكراد أن الاميركيين أستجوبوا أعضاء في الجماعة الاسلامية المعروفة بأسم أنصار الاسلام، والذين أوقفتهم قوات الامن الكردية لمعرفة ما إذا كانوا على علاقة بتنظيم القاعدة الارهابي. الصحيفة قالت إن جماعة أنصار الاسلام تشن ما تسميه بالجهاد ضد الحكومة الكردية العلمانية محققة بعض النجاحات التكتيكية.
وأوضح مسؤولون محليون للصحيفة، أن الفرق الاميركية تقوم بتحليل الوضع السياسي والعسكري في شمال العراق والألتقاء بزعماء بارزين من الاكراد، لتعميق معرفة واشنطن بالمنطقة بعد غياب طويل عنها. وقالت الصحيفة إن اقامة علاقات جيدة مع الاكراد يمكن أن تكون مفيدة في حال شنت الولايات المتحدة الحرب ضد نظام الرئيس صدام حسين، واحتلت في وقت لاحق تلك الارض التي شهدت عدم الاستقرار طوال تاريخها – بحسب تعبير الصحيفة.

وعرضت الصحيفة الاميركية لأعتداءات قوات النظام العراقي على المنطقة الكردية، مشيرة الى أن دول الجوار – أي ايران وتركيا وسوريا أعربت عن مخاوفها من التدخل الغربي في المنطقة، ومن تأثيرات التجربة الديموقراطية الكردية على الاقليات الكردية في أراضيها.
ونقلت الصحيفة عن يورا موسى رئيس الحزب الآشوري الديموقراطي في مدينة زاخو إشارته الى الاجتماع بأميركيين لتقديم مرشحين للعمل مع القوات الاميركية، والى أن جميع أفراد الشعب العراقي سيكونون على أستعداد للمساعدة في الاطاحة بصدام حسين – بحسب تعبيره، مشيرا الى أن التدريبات لم تبدأ بعد، وأنهم بأنتظار تعليمات بهذا الخصوص. كما ذكرت الصحيفة قيام قيادي سابق في الحزب الشيوعي العراقي بجهود مماثلة في منطقة السليمانية.
ونقلت الصحيفة عن خبير غربي في شؤون المنطقة، أن عملية أختيار المرشدين والمترجمين العراقيين تنسّق من قبل جماعة المؤتمرالوطني العراقي المعارضة، ولا علاقة لها بفرق المخابرات الاميركية في المنطقة.

ورأت الصحيفة أن القادة الكرد يساندون، على وجه العموم، التواجد الاميركي في المنطقة، ويشعرون بالامتنان للحماية التي توفرها لهم الطائرات الاميركية والبريطانية ضمن منطقة الحظر الجوي منذ عام 1991، لكنهم – كما تقول الصحيفة – يتذكرون أيضا تجارب سابقة ضد نظام بغداد أنتهت بالإخفاق، ما يدعو الكرد الى توخي الحذر، خشية أن يتخذ صدام من التواجد الاميركي في المنطقة ذريعة للقيام بضربة وقائية ضدهم – بحسب ما ذكرت نيويورك تايمز.

وفي تطور آخر، على جبهة أخرى، ذكرت صحيفة ساندي تلغراف اليوم الاحد أن البحرية الملكية البريطانية تستعد للقيام بأكبر عملية إنزال بحري على الاطلاق منذ حرب جزرالفوكلاند قبل عشرين عاما، وذلك للمشاركة الى جانب القوات الاميركية في الاطاحة بصدام حسين في العام المقبل.

وقالت الصحيفة إن ما لا يقل عن أربعين ألف جندي بريطاني بينهم حوالي خمسة الآف من البحرية الملكية سيشاركون في الحرب الى جانب الاميركيين للاستيلاء على ميناء البصرة الاستراتيجي، والمدينة التي تعد ثاني المدن الرئيسة في العراق.
وأوضحت الصحيفة أن قيادة الحلفاء تولي أهمية بالغة لعملية السيطرة على ميناء البصرة الذي يقع على رأس الخليج، إضافة الى مطارين في المدينة.

وقالت الصحيفة إن الهجوم سيكون بمشاركة القوة البحرية التي ستبحر الى الخليج آوائل الشهر المقبل بقيادة حاملة الطائرات البريطانية آرك رويال بعد تحويلها الى قطعة بحرية هجومية. وتتضمن القوة البريطانية أكثر من عشرين سفينة إضافة الى آرك رويال وحاملة طائرات الهليكوبتر (أوشن).


الصحيفة أضافت القول إن القوات الأمريكية طلبت قيام كاسحات الالغام البريطانية الاربع، المتواجدة حاليا في منطقة الخليج، طلبت أن تتولى عملية تطهير منطقة شط العرب لفتح الطريق أمام وصول القوات الأمريكية إلى البصرة.
وطبقا لما نشرته ساندي تلغراف البريطانية فقد تم تطعيم كل الجنود المشاركين في هذه العملية البحرية ضد الجمرة الخبيثة والجدري. كما سيجري تدريب المشاركين على يد خبراء لمقاومة الهجوم الكيماوي والبايولوجي. ومن المتوقع أن تكون القوة البريطانية على أهبة الاستعداد للحرب في آواخر كانون الثاني المقبل.
وقالت الصحيفة البريطانية إن الاستعدادات للحرب تصاعدت بعد ورود إشارات الى أن الولايات المتحدة تتجه الى بدء الهجوم على صدام خلال شهر شباط المقبل، وبعد السابع والعشرين من كانون الثاني بأعتباره الموعد المحدد لهانز بليكس، رئيس فريق التفتيش عن الاسلحة العراقية، لتقديم تقرير الى مجلس الامن عن تعاون العراق مع الامم المتحدة.
وعرضت الصحيفة البريطانية للقوة العسكرية الهائلة التي ستواجه العراق، مشيرة الى أن التقدم التكنولوجي يتيح في الوقت الحاضر قيام أي حاملة طائرات أميركية بضرب مايصل الى 700 هدف عراقي في اليوم الواحد، مقابل مالم يزد عن 162 هدفا أثناء حرب الخليج عام 1991.
وختمت الصحيفة بالاشارة الى أن عملية الذهاب الى الحرب قد بدأت بالنسبة للمخططين وللقادة العسكريين في الصنوف الثلاثة البحرية والجوية والبرية، ناقلة عن قائد عسكري كبير ترجيحه وقوع الحرب ضد العراق – بحسب ما جاء في ساندي تلغراف البريطانية.

على صلة

XS
SM
MD
LG