روابط للدخول

خبر عاجل

ندوة صحفية حول عمليات التفتيش في العراق والاستعدادات العسكرية الأميركية المتواصلة


عقد مركز (سابان) لسياسات الشرق الأوسط التابع إلى معهد Brookings ندوة صحفية قدم خلالها تحليلاً للوضع المتعلق بعمليات التفتيش الجارية في العراق وبالاستعدادات العسكرية الأميركية المتواصلة. الندوة التي أدارها Martin Indyk - مدير المركز، والزميل الأقدم لدراسات السياسة الخارجية في المعهد والمساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى - انعقدت في الثاني عشر من الشهر الجاري، واشترك فيها كل من: - Kenneth Pollack، مدير الأبحاث في مركز (سابان) والزميل الأقدم لدراسات السياسة الخارجية في المعهد والمدير السابق لشؤون منطقة الخليج في مجلس الأمن القومي. و David Kay، الزميل الأقدم لدى معهد Potomac للدراسات السياسية والرئيس السابق لقسم التقييم في اللجنة الدولية للطاقة الذرية، وكبير مفتشي الأمم المتحدة عن الأسلحة النووية في العراق. و Michael O`Hanlon الزميل الأقدم لدراسات السياسة الخارجية في المعهد. ونقدم لكم فيما يلي، مستمعينا الكرام أهم الآراء والتعليقات التي عرضها المشاركون في الندوة، وذلك ضمن حلقة هذا الأسبوع من برنامج (العراق في دور الفكر والنشر)، على أن نعود في حلقة الأسبوع القادم لنعرض عليكم بعض الأسئلة التي وجهها الصحافيون إلى المشاركين في الندوة، وإجاباتهم عليها.

--- فاصل ---

أكد كبير المفتشين النوويين (David Kay) أن مفتشي اليوم يمتلكون أداة لم تكن في متناول أعضاء لجنة التفتيش السابقين، وهي حق أجراء لقاءات مع خبراء عراقيين داخل البلاد بمعزل عن رجال الأمن العراقيين وكاميرات الفيديو، وأكد أن أكثر الأوقات العصيبة التي مرت به جاءت حين كان يجري مقابلات مع علماء عراقيين، وأضاف: أتذكر ذات مرة حين أرتكب عالم عراقي خطأ كشف سهوا من خلاله عن أحد المواقع - وهي منشاة الفرات - حيث كانوا سينتجون ويشغلون أجهزة لتنقية اليورانيوم. ثم أطلعني مسؤول عراقي بعد ذلك بيومين بأن العالم قد أعدم نتيجة ما أفشى عنه لي.
وتابع (KAY) قائلاً إن حق الاستجواب الذي يتمتع به المفتشون سيكون صعب التطبيق، إذ لم ألتق أبدا بأي عراقي لم يكن يخشى وجود أجهزة إنصات في أية غرفة من الغرف.

كما أكد المفتش السابق على أن الأسلوب القوي الأخر يتمثل في حق استجواب العلماء والمهندسين العراقيين بعد إخراجهم - مع عائلاتهم أن أرادوا - خارج البلاد.
ولكنه حذر من أن اللجوء إلى هذا الأسلوب قد يؤدي إلى موجة عارمة من حالات الوفاة المفاجئة بين صفوف المهندسين والعلماء العراقيين، حين تدعي الحكومة العراقية ما معناه: كان في ودنا أن ندع فلان من العلماء يسافر إليكم، ولكنه تعرض فجأة إلى نوبة قلبية أو إلى حادث سيارة.

--- فاصل ---

ومضى (KAY) في حديثه مؤكدا أن العراقيين يريدون الآن من عمليات التفتيش أن تستمر وقتاً طويلاً، فهم يريدون كسب الوقت، وهم على يقين تام من أن وحدة صف مجلس الأمن لا يمكن ضمان استمرارها. كما يعلم العراقيون أن الحركة المناهضة للحروب تتنامى حول العالم، وأنها ستستمر في تناميها.
أما السبب الثالث الذي يجعل العراقيين يسعون إلى كسب الوقت – والقول لـ Kay - فهو تفهمهم الكامل لصعوبة تعايشنا مع التكاليف السياسية والاقتصادية المترتبة على احتفاظنا بأعداد كبيرة من قواتنا في الشرق الأوسط لمدة طويلة.
وخلص (KAY) في حديثه إلى التعبير عن اعتقاده بأن استراتيجية العراقيين ستستند إلى توزيع الابتسامات على المفتشين والترحيب بهم، طالما لم تحدث مواجهة حول إحدى المنشآت أو أحد مصادر المعلومات التي لا يريدون - بل يخشون - الكشف عن حقيقتها.
أما الأمم المتحدة فعليها – استنادا إلى David Kay - أن تتبع إستراتيجية توصل المفتشين إلى هذا الموقف بأسرع ما يمكن.

--- فاصل ---

وأعرب المتحدث الثاني في الندوة – Ken Pollack – عن مشاركته رأي David Kay حول الإستراتيجية العراقية للتعامل مع المفتشين، فهم يدركون تماما أن وجود المفتشين في العراق يحول دون نشوب الحرب، وأنه يعود عليهم بالمنفعة، وهم على ثقة تامة بقدرتهم على التعامل مع المفتشين بطريقة تجعلهم لا يعثرون أبدا على أسلحتهم للدمار الشامل.
ومضى Pollack في حادثه قائلا: الذي أتوقعه من الطريقة التي يتعامل بها المفتشون مع مهامهم، والطريقة التي يتعامل بها العراقيون مع المفتشين، لن تئدي سوى إلى عمليات تفتيش ناجحة، متمثلة في انتقال المفتشين من موقع إلى آخر دون عرقلة من قبل العراقيين، ليطلعوا على ما يريدون الإطلاع عليه، ولكن دون الكشف عن أي شيء. وهذا وضع سيؤدي – مع مرور الزمن – إلى اقتناع أعداد متزايدة من الناس بأن العراقيين يتعاونون تماما وأن الحقيقة هي أنهم لا يمتلكون أسلحة دمار شامل.
وحدد Pollack في حديثه ثلاثة خيارات متاحة أمام الولايات المتحدة، وهي إما القبول باستمرار أعمال التفتيش التي لن تكشف عن أي شيء ولن تجعل العراقيين يقتنعون بضرورة نزع أسلحتهم. وأشار Pollack إلى البيان العراقي الأخير عن برامج أسلحته باعتباره دليا على عدم وجود أية نية لدى صدام حسين للتخلي عن أسلحته، لكون البيان لم يعالج النواقص في المعلومات التي كانت حددتها لجنة UNSCOM السابقة.

--- فاصل ---

ويتمثل الخيار الثاني – بحسب Pollack - في التريث بعض الوقت والإصرار في الوقت ذاته على إجراء عمليات تفتيش شديدة وصارمة عبر الشهر أو الشهرين المقبلين، مع جعل الأمم المتحدة تطالب بوثائق محددة وبإجراء مقابلات مع علماء عراقيين معينين، ما سيزيد من احتمال تحقيق تحالف دولي أوسع.
وينبه المتحدث إلى أن اتباع هذا الأسلوب يزيد من احتمال ارتكاب العراقيين خطأ، أو احتمال تمكن مسؤول عراقي من الإفلات من قبضة المخابرات والفرار مع ما لديه من معلومات إلى الخارج.
ويلخص Pollack آراءه حول عمليات التفتيش الجارية حاليا في العراق بتأكيده على أن الولايات المتحدة تواجه اليوم نفس المشكلة التي واجهتها خلال عقد التسعينات، وهي أنها لا تعرف مكان إخفاء الأسلحة العراقية وما يتعلق بها، فالحكومة الأميركية لديه الكثير من المعلومات التي تشير إلى احتفاظ العراق ببرامج كبيرة لأسلحة الدمار الشامل، ولكنها تفتقر إلى المعلومات الدقيقة حول أماكن وجودها.

--- فاصل ---

أما Michael O`Hanlon فأكد في حديثه الصحافي على أنه يختلف مع زملائه حول السياسة التي يتبعها صدام حسين، فهو يعتبر هذه الإستراتيجية خاطئة، رغم اتسامها ببعض الذكاء لكونها تضع الأميركيين في موضع صعب، وأضاف قائلا: ولكنني أرى أن الإدارة الأميركية – نتيجة إدراكها بأن الوضع سيزداد سوءا مع مرور الوقت – ستتخذ قرارا بعد عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة بشن الحرب، أي أعتقد أن موسم الشتاء سيجدنا في حالة حرب، وهذا نابع من اعتقادي بأن الإدارة لم يعد لديها خيارات أخرى.
ويعتبر O`Hanlon أن قضية الأسلحة النووية هي الأهم والأكثر خطورة، وأنه يتفق مع الرأي القائل إن سلوك صدام حسين، في حال حصوله على سلاح نووي، صعب التكهن حوله. صحيح أنه لا يتوقع لجوء صدام حسين إلى إرسال سلاح نووي إلى نيو يورك ليتم تفجيره هناك، ولكنه – أي الرئيس العراقي – سيصبح مصدر خطر وقلق في المنطقة حين يشعر بأن امتلاكه هذا السلاح سيردع الأميركيين عن التحرك ضده نتيجة أي عدوان يمكن أن يرتكبه.
وينبه المتحدث إلى أن الأسلحة النووية أو وسائل إنتاجها لا تتلاءم مع محاولة إخفائها في مختبرات متنقلة، كما هو الحال مع الأسلحة الأخرى، ما سيجعل عدم اكتشافها من قبل المفتشين أمرا غير وارد.

--- فاصل ---

وتابع O`Hanlon في حديثه أن أمريكا تنفذ الآن أعمال إعداد مهمة ولكن عدد قواتها في منطقة الخليج لا تتجاوز 60 ألفا لحد الآن، إذ لا تزال فرق مهمة تنتظر أوامرها بالانتشار هناك.
أما إذا تم فعلاً إرسال هذه القوات فهذا سيعني أن الحرب قادمة لا محال، فليس في وسعنا أن نرسل 200 ألف شخص إلى المنطقة ثم نعود ونسحبها.

ونبه O`Hanlon Ygn أن ميناء مدينة الكويت ليس في وسعه التعامل مع ما ي.يد عن سفينة شحن كبيرة في اليوم الواحد، وهذا يعني أن التغلب على حالة الزخم في الميناء وإنزال القوات سيستغرق فترة قد تصل إلى شهرين.
لذا فإن الرغبة المتفق عليها في خوض الحرب خلال موسم الشتاء أو أوائل الربيع تتطلب وضع سقف زمني لاتخاذ القرار الحاسم خلال كانون الثاني المقبل،و هذا يعني - والقول لO`Hanlon - أننا إذا أردنا تنفيذ الأمر فعلينا أن نفعل ذلك قريباً.

وعاد المتحدث إلى التذكير بأن معالجة قضية العراق لا تقتصر على الجهود الاستخبارية الأمريكية والبريطانية، بل تمثل كل ما ترمز إليه الأمم المتحدة. وذكّر المتحدث في ختام حديثه برغبته الدائمة في مناصرة الحلول السلمية وتأمل في منح صدام حسين فرصة أخرى وأخيرة للكشف عما لديه، ثم استدرك قائلاً:
لست على يقين من حكمة تأملي هذا، ولكنني لا أرى سبيلاً آخر لتفادي الحرب، ولكنني أقر بأن ما من وسيلة، على ما يبدو، لتفاديها.

على صلة

XS
SM
MD
LG