أفادت وكالات أنباء عالمية بأن بيان العراق عن برامجه لأسلحة الدمار الشامل وصل إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك ليل الأحد.
وذكرت وكالة (فرانس برس) أن أحد موظفي لجنة (آنموفيك) الذي كان يحمل حقيبتين سوداوين تحتويان على الوثائق، استقل المصعد على الفور إلى الطابق الثلاثين من مبنى المنظمة الدولية حيث مكاتب لجنة
الأمم المتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش.
وأعلن مدير اللجنة التنفيذي (هانز بليكس) الذي وصل قبل دقائق أن "نسخا من البيان ستصور غدا الاثنين وان العمل سيبدأ هذا المساء"، بحسب تعبيره.
وأضاف (بليكس):
"طبعا سوف نباشر فورا بالاطلاع على التقرير العراقي وتكوين فكرة عامة عن عدد الصفحات المطبوعة فضلا عن المعلومات التي تتضمنها الأقراص المدمجة. وسنقوم يوم غد باستنساخ التقرير والبدء بالعمل".
(بليكس) صرح أيضا بأن "الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان سيستقبل أعضاء مجلس الأمن يوم الثلاثاء وسأكون موجودا. وسنواصل مناقشة الطريقة التي سنعتمدها لمعالجة هذه الوثيقة"، على حد تعبيره.
في الوقت نفسه، وصل إلى فيينا حيث مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصل الملف الخاص بالقسم النووي حيث شرع الخبراء على الفور في دراسته.
وفي خطوة مفاجئة ليل أمس، نقلت وكالة (أسوشييتد برس) عن مسؤولين ودبلوماسيين في المنظمة الدولية أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اتخذ قرارا يتيح للدول الخمس الكبرى دائمة العضوية فيه الاطلاع الفوري التام على محتويات البيان العراقي.
في غضون ذلك، استأنف مفتشو الأسلحة الدوليون عملهم اليوم الاثنين في مواقع عراقية مشتبه بها بعد ساعات من وصول بيان بغداد التفصيلي عن برامجها التسليحية إلى مقر الأمم المتحدة. وأفادت وكالة (رويترز) بأن خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية توجهوا إلى منشأة التويثة النووية التي تبعد عشرين كيلومترا جنوبي العاصمة بغداد.
وكان هؤلاء المفتشون زاروا مركز أبحاث التويثة النووي، وهو منشأة رئيسية في البرنامج النووي العراقي، زاروه مرتين خلال الأسبوع الماضي. ولم يتضح سبب عودتهم إليه اليوم.
المفتشون زاروا أمس أيضا منشأة للدراسات الجيولوجية ومصنعا للمبيدات الحشرية في الشمال الغربي من بغداد.
هذا في الوقت الذي وصل الأحد إلى العاصمة العراقية خمسة وعشرون مفتشا إضافيا لتعزيز الفريق الحالي. وأعلن ناطق باسم المفتشين الدوليين أن ما يراوح بين عشرين وثلاثين من الخبراء الآخرين سيصلون العراق غدا الثلاثاء.
--- فاصل ---
على صعيد ذي صلة، دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي اليوم الاثنين الى الصبر وانتظار نتائج دراسة الإعلان العراقي حول أسلحته للدمار الشامل وخصوصا السلاح النووي. وكالة (فرانس برس) ذكرت أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية منحت نفسها عشرة أيام لتسليم مجلس الأمن تقريرا أوليا حول البيان العراقي. وسترفع الوكالة تقريرها النهائي قبل السابع والعشرين من كانون الثاني المقبل.
البرادعي صرح في طوكيو قائلا: "نعرف أن ما سنتوصل إليه سيكون حاسما للقرارات الواجب اتخاذها لاحقا أكان باتجاه الحرب أو السلام، ونحن واعون بان الخلاصة التي يجب أن نتوصل إليها يجب أن تكون مستندة إلى اكبر قدر ممكن من المعلومات". واعتبر أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمكن أن تكون بحاجة لأكثر من سنة لتحديد ما إذا كان العراق قادرا على إنتاج أسلحة نووية، وعلى العالم انتظار ذلك.
البرادعي:
"طالما رأينا أن العراق يتعاون معنا، فستكون هذه خطوة في الاتجاه الصحيح. لن نكون صامتين لعامٍ واحد. ونتوقع تعاونا عراقيا مستمرا طوال العام في مجال الوصول إلى أي موقع نريده، فضلا عن تزويدنا بالمعلومات والأدلة حول برنامجهم السابق ونشاطاتهم الحالية".
وأوضح البرادعي أن الوثائق الواردة في سبعة ملفات تتضمن معلومات معروفة إلا أن 300 صفحة مكتوبة باللغة العربية وتتعلق بالفترة الممتدة من عام 1991 تحتاج إلى ترجمة والى درس معمق.
--- فاصل ---
من إذاعة العراق الحر / إذاعة أوربا الحرة في براغ، نواصل تقديم محاور الملف العراقي.
وقبل أن نستمر في عرض آخر التطورات المتعلقة بالبيان الذي قدمه العراق عن برامجه التسليحية المحظورة، ننتقل إلى عمان حيث أجرى مراسل إذاعة العراق الحر مقابلة مع أحد المحللين السياسيين علّق فيها على الرسالة الاعتذارية الأخيرة التي وجهها الرئيس العراقي صدام حسين إلى الشعب الكويتي وأثارت خيبة أمل في صفوف المراقبين العرب ودهشة من مضمونها.
التفاصيل في سياق التقرير الصوتي التالي الذي وافانا به من عمان مراسلنا حازم مبيضين.
(تقرير عمان الصوتي مع المقابلة)
--- فاصل ---
في طوكيو، صرح (ريتشارد آرميتاج)، نائب وزير الخارجية الأميركي الذي يقوم حاليا بزيارة رسمية لليابان صرح اليوم الاثنين بأن الرئيس جورج بوش مستعد للتحلي بالصبر مع العراق ولكن إذا لم تنزع بغداد سلاحها بنفسها فسيتم تجريدها من السلاح في نهاية الأمر.
المسؤول الأميركي قال للمراسلين بعد اجتماع مع (ياسو فوكودا)، كبير الناطقين باسم الحكومة اليابانية:
آرميتاج:
"يتحلى الرئيس بوش بالصبر. وهو سيفضل بشكل أكبر أن ينزع العراق سلاحه بنفسه، ولكن مثلما قال الرئيس إذا لم ينزع العراق سلاحه بنفسه فسيتم في نهاية الأمر نزع السلاح منه".
وأضاف آرميتاج أنه لم ينقل أي قرار اتخذه بوش لمهاجمة العراق:
"الرئيس بوش لم يتخذ مثل هذا القرار بعد. كما نأمل أن يواصل المجتمع الدولي الضغط .. ونعتقد أن هذه أفضل فرصة لدينا لجعل صدام حسين ينزع سلاحه".
وكالة (رويترز) أفادت بأن آرميتاج شكر اليابان التي وصفها بأنها "أهم حليف لنا في آسيا" على القرار الذي اتخذته الأسبوع الماضي بإرسال مدمرة مزودة بتكنولوجيا متطورة إلى المحيط الهندي في خطوة مثيرة للجدل قال محللون إنها تدل على التأييد الضمني لأي هجوم أميركي محتمل على العراق.
ومن واشنطن، أفادت وكالة (فرانس برس) بأن عددا من كبار المشرّعين الديموقراطيين في الكونغرس الأميركي أعربوا الأحد عن دعمهم للرئيس الجمهوري بوش في حملته ضد العراق.
السيناتور جوزف ليبرمان، المرشح المحتمل عن الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2004، صرح لشبكة فوكس نيوز التلفزيونية بأن " ما سلّمه العراقيون إلى الأمم المتحدة أمس هو بالحقيقة 12 ألف صفحة من الكذب"، على حد تعبيره.
هذا فيما نُقل عن السيناتور الديموقراطي توم داشل قوله في تصريح إلى شبكة (سي. ان. ان.): "أنا لا أثق بصدام حسين اكثر مما يثق به الرئيس بوش. واعتقد أن الرئيس بوش يدير الأمور بشكل جيد".
من جهته، اعتبر المرشح السابق للرئاسة آل غور أن الإدارة الأميركية الحالية "تواجه وضعا صعبا" في شأن العراق.
وأضاف في تصريح إلى شبكة (أيه. بي. سي) "عليهم أن يقرروا الاختيار بين مقاربة متعددة أو منفردة"، بحسب تعبيره.
--- فاصل ---
من إذاعة العراق الحر / إذاعة أوربا الحرة في براغ، نواصل تقديم محاور الملف العراقي.
وفي ردود فعل دولية أخرى، أعربت وزيرة التنمية الدولية البريطانية كلير شورت عن "تفاؤلها" الأحد بإمكان التوصل إلى حل سلمي إثر إعلان العراق عن برامجه التسلحية الذي سلمه إلى الأمم المتحدة. وكالة (فرانس برس) نقلت عن شورت تصريحها لهيئة الإذاعة البريطانية :"بالنسبة إلى الوضع الذي كنا فيه هذا الصيف، فان تسلم الأمم المتحدة هذه القضية، والتمهل من اجل التوصل إلى قرار بالإجماع في مجلس الأمن، وعودة المفتشين إلى العراق، وتعاون النظام العراقي، وتسليم الوثيقة، حتى لو أني لا اعرف مضمونها، كل هذه الأمور تجعلني متفائلة بإمكان إيجاد مخرج من دون حرب رهيبة"، بحسب تعبيرها.
الوكالة أشارت إلى أن هذا التصريح يتناقض مع موقف وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي أعرب عن "شكوكه" وصرح أمس بأن الرئيس العراقي "لم يكن ثابتا إلا في نقطة واحدة: لقد كذب دائما"، بحسب تعبيره.
أما في باريس فقد أكد وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان "ضرورة إزالة أسلحة الدمار الشامل في العراق"، وأشار إلى أن فرنسا لم تكف عن تذكير بغداد "بكثير من الإصرار" بضرورة نزع سلاحها.
(فرانس برس) نقلت عن دو فيلبان قوله في مقابلة نشرتها اليوم الاثنين صحيفة "لو باريزيان": "لم نكف ولن نكف عن تذكير العراق بكثير من الإصرار بضرورة نزع سلاحه. وأسلحة الدمار الشامل يجب أن تزول"، على حد تعبيره.
الوزير الفرنسي أوضح أنه في حال عدم امتثال العراق للقرار 1441 سوف "يتعين عندئذ العودة إلى مجلس الأمن للبحث في جميع الخيارات بما فيها اللجوء إلى القوة"، بحسب ما نقل عنه.
دو فيلبان أضاف أن فرنسا ستعلن موقفها من إعلان العراق إلى الأمم المتحدة حول برامجه التسلحية بعد أن يقوّمه الخبراء وبعد التشاور مع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن.
وفي هذا الصدد، يفيد مراسل إذاعة العراق الحر بأن فرنسا ستطلب من مجلس الأمن منح لجان التفتيش الوقت الكافي لتنفيذ مهامهم دون ضغوط.
التفاصيل في سياق الرسالة الصوتية التالية التي وافانا بها من باريس مراسلنا شاكر الجبوري:
(رسالة باريس الصوتية)
--- فاصل ---
في بغداد، أعلن مستشار الرئيس العراقي للشؤون العلمية الفريق عامر السعدي الأحد أن بغداد لم تكن قد وصلت بعد إلى مرحلة تجميع أو اختبار قنبلة نووية قبل بدء العمل ببرنامج نزع السلاح الذي فرضه المجتمع الدولي عام 1991.
وكالة (فرانس برس) نقلت عن السعدي ردّه على سؤال حول المرحلة التي بلغها العراق من تصنيع قنبلة نووية: "يعود إلى الخبراء الدوليين أن يجيبوا عن هذا السؤال".
وقال "لدينا البرامج، لكننا لم نجمعها أو نختبرها"، على حد تعبيره.
وفي معرض إجابته عن سؤال حول التقرير الذي قدمته بغداد عن برامجها التسليحية، قال المسؤول العراقي:
"حسناً، إننا نأمل أن يُرضي التقرير الولايات المتحدة وبريطانيا لأنه حديث ودقيق وشامل وصحيح ويحتوي على كل شيء، كما طلبوا. وإذا كان لديهم ما يناقض البيانات التي يتضمنها التقرير، فليعرضوا معلوماتهم على الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولجنة آنموفيك. وهم هنا، وبإمكانهم التدقيق. فلماذا نمارس هذه اللعبة؟"
--- فاصل ---
في غضون ذلك، أعلن ناطق عسكري أميركي أن القوات الأميركية بدأت اليوم الاثنين مناورة ضخمة على الكومبيوتر لاختبار الطاقات التكنولوجية لمقر قيادةٍ في قطر قد يدير حربا محتملة ضد العراق.
وكالة (فرانس برس) نقلت عن الناطق باسم القيادة الأميركية الوسطى بيل هاريسون في تصريح صحافي أن "التمرين إنترنال لوك، أي (نظرة من الداخل)، انطلق رسميا"، بحسب تعبيره.
هذا ويقود قائد القوات الأميركية في الخليج الجنرال تومي فرانكس هذه المناورات التي ستستغرق أسبوعا. ويشارك نحو ألف عسكري أميركي وبريطاني بشكل مباشر في هذه التمارين التي تشمل أيضا آلاف الجنود في المنطقة وخارجها.
(فرانس برس) ذكرت أن المسؤولين الأميركيين يتفادون بحرص التحدث عن أي صلة لهذه المناورات بالتهديدات الأميركية ضد العراق.
وللتعليق على أهمية هذه المناورات التي بدأت في الوقت الذي باشر خبراء الأمم المتحدة بدراسة بيان العراق عن برامجه التسليحية، أجرى مراسل إذاعة العراق الحر في الكويت سعد المحمد المقابلة التالية مع أحد الخبراء.
(رسالة الكويت الصوتية)