روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثاني: تحركات أميركية لطمأنة روسيا فيما يتعلق بمصالحها الاقتصادية في العراق / الموقف الروسي تجاه العراق في ضوء البيان الأميركي الروسي المشترك


- بثت وكالة غربية تقريراً حول التحركات الأميركية الأخيرة لتهدئة مخاوف روسيا فيما يتعلق بمصالحها الاقتصادية في مرحلة ما بعد صدام حسين. عرضاً لهذا التقرير أعده ويقدمه (أكرم أيوب). - أصدر الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) ونظيره الأميركي (جورج بوش) عقب مباحثات ثنائية في موسكو يوم الجمعة الماضي، أصدرا بياناً مشتركاً دعوا فيه بغداد إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن المرقم 1441 حول نزع الأسلحة العراقية، كما أعربا عن قلقهما الشديد من انتشار أسلحة الدمار الشامل. ولإلقاء مزيد من الضوء على التفكير الروسي في هذه المسألة، اتصل (ميخائيل ألاندرينكو) هاتفياً بخبيرين روسيين في مجال العلاقات بين موسكو والدول العربية، وسألهما هل يعني البيان المشترك تغييراً في الموقف الروسي تجاه العراق.

أفاد تقرير لوكالة رويترز للانباء من واشنطن أن التصريحات التي أدلى بها الرئيس جورج دبليو بوش هذا الاسبوع، تشير الى قيام الولايات المتحدة بالتحرك لتهدئة - ما يراه بعض الخبراء - أشد مخاوف موسكو فيما يتعلق بالعراق - وذلك بالتأكيد على ضمان احترام المصالح الروسية الاقتصادية في حالة الاطاحة بصدام حسين عن السلطة.
وقد سعى المسؤولون الاميركيون الى كسب التأييد الروسي للسياسة الاميركية إزاء العراق، عن طريق تأكيدات تتصف بالعمومية ولا تطرح في العلن، حول إمكان وثوق روسيا من استحصال ديونها ومواصلة علاقاتها النفطية المجزية، مع حكومة بغداد في حال وصول قيادة جديدة الى السلطة.
ولاحظ تقرير رويترز أن الرئيس بوش نقل هذه التأكيدات الاميركية الى المستوى الرسمي والعلني حين صرح لمحطة أن تي في التلفزيونية الروسية، يوم الخميس الماضي، بأن الولايات المتحدة على إدراك تام من امتلاك روسيا لمصالح اقتصادية في العراق، كما هو الحال بالنسبة الى دول أخرى، مؤكدا على أن واشنطن ستأخذ تلك المصالح بعين الاعتبار.
ولم يفصح الرئيس بوش بالضبط عما يعنيه بقوله هذا. ويقول مسؤولون أميركيون بأن هناك العديد من المتغيرات ذات العلاقة بمستقبل العراق، مشيرين الى أنه ليس مطلوبا من الولايات المتحدة توزيع الموارد العراقية.
لكن عددا من المحللين يرون في تصريحات الرئيس بوش علامة هامة فيما يخص حماية المصالح الروسية، ما يعني احترام العقود النفطية وإعادة الديون التي تخصها.

ونقلت وكالة رويترز عن سيلستي والندر مديرة برنامج روسيا - أوراسيا في مركز البحوث الاستراتيجية والدولية، ملاحظتها حول أهمية تصريحات الرئيس بوش بوصفها مؤشرا قويا على اعتبار العقود النفطية الروسية عقودا شرعية، حتى بعد مغادرة الرئيس صدام حسين للمشهد السياسي – على حد تعبيرها.

وتناول تقرير رويترز تأييد روسيا للقرار الذي تدعمه الولايات المتحدة في مجلس الامن في الثامن من شهر تشرين الثاني الحالي بعد نقاشات طويلة، والذي منح العراق "فرصة أخيرة" للتخلص من أسلحته أو مواجهة التهديد الاميركي بالحرب.
وذكر التقرير بأن روسيا كانت تشعر بالقلق من إمكان إنتقال العقود والاتفاقات الموقعة بين النظام العراقي والشركات النفطية الروسية لتطوير الحقول النفطية في العراق، والتي تصل في قيمتها الى مليارات الدولارات، لصالح الشركات الاميركية والغربية.
وبذمة العراق ديون لروسيا تقدر باثني عشر مليار دولار، إذ تبلغ قيمة الدين ثمانية مليارات دولار، إضافة الى الفوائد المترتبة عليه.
وينقل التقرير عن تحليل لـ (أيكاتيرينا ستيبانوفا) من معهد موسكو للاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية أن السياسة الروسية حول العراق قامت وتقوم على حقائق اقتصادية، وجغر- اقتصادية. فروسيا لديها صفقة بمبلغ 3.5 مليار دولار وعلى مدى 23 عاما لإعادة تأهيل حقول النفط العراقية، وبضمنها حقل غرب القرنة الذي يعد من أغنى الحقول في العالم. كما أن العراق أعلن في وقت سابق بأنه ميال الى تفضيل روسيا على فرنسا والمتنافسين الآخرين، في منح حقوق تطوير حقل مجنون وحقل نهر عمر. وخلال العامين الماضيين سيطرت شركات نفطية روسية مثل لوك أويل وتات نيفت وسلاف نيفت على الثلث من سوق الصادرات النفطية العراقية الذي تصل قيمته الى عدة مليارات من الدولارات.
وفي عام 2001 حصلت روسيا على النصيب الأكبر من العقود العراقية، حيث بلغت 1.3 مليار دولار، في إطار برنامج النفط مقابل الغذاء - بحسب قول الخبيرة الروسية في تحليلها.

وتطرق تقرير رويترز الى إستبعاد فيليب رييكر نائب المتحدث بإسم الخارجية الاميركية، للتساؤلات عن مستقبل عقود النفط الروسية باعتبارها افتراضية، معربا عن إعتقاده بأن واشنطن والمجتمع الدولي ينظران الى العقود الشرعية بجدية تامة. وذكر التقرير بأن استخدام رييكر لكلمة "الشرعية" ينطوي على الأهمية، لأن البعض من المسؤولين الأميركيين يتساءلون عن عدد الصفقات الروسية التي تندرج تحت هذا المعيار.
أما أعضاء المعارضة العراقية الذي يحرصون على الانضمام الى أي حكومة جديدة تخلف صدام، فقد أشاروا الى أنهم سيعيدون النظر في الصفقات التي وقعها صدام،ولكن لم يتضح بعد أي تأثير لهذه الإشارات.
ولفت التقرير الى خشية موسكو من أن تقود الحرب والشركات النفطية الغربية في العراق الى تدهور أسعار النفط وبالتالي الى انعكاسات سلبية على الاقتصاد الروسي. وذكر التقرير ما نقلته صحيفة واشنطن بوست، يوم الجمعة الماضية، عن مسؤول روسي بارز في الخارجية حول وجود "اتفاق" بين موسكو وواشنطن للحفاظ على أسعار النفط في حدود 21 دولارا للبرميل الواحد.
لكن التقرير نقل أيضا عن مسؤول في الخارجية الاميركية تقليله من أهمية مثل هذه الصفقة، مشيرا الى أن واشنطن لا تقدر على السيطرة على الاسواق النفطية، والى أن العراق، على المدى القريب، سيكون محدود القدرة على زيادة إنتاجه النفطي، لذا فأن احتمالات التغيير في الاسعار غير متوافرة، مكررا حرص واشنطن على الحفاظ على الاستقرار في أسواق النفط العالمية.
ونقل التقرير عن والندر إشارتها الى اهتمام روسيا باستقرار الاسواق النفطية أيضا، معربة عن إعتقادها بأن الولايات المتحدة تسير باتجاه ضمان حصول موسكو على ديونها الكاملة التي بذمة العراق، على الرغم من احتمال قيام مفاوضات بشأن معدل سعر الفائدة وجدولة تسديد الديون – بحسب ما ورد في تقرير وكالة رويترز للانباء.

--- فاصل ---

أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جورج بوش عقب مباحثات ثنائية في موسكو يوم الجمعة الماضي، أصدرا بيانا مشتركا دعوا فيه بغداد في إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن المرقم1441 حول نزع الأسلحة العراقية. كما أعربا عن قلقهما الشديد من انتشار أسلحة الدمار الشامل.

ولإلقاء مزيد من الضوء على التفكير الروسي في هذه المسألة، اتصل ميخائيل ألاندارينكو هاتفيا بخبيريْن روسيين في مجال العلاقات بين موسكو والدول العربية وسألهما – هل يعني البيان المشترك تغييرا في الموقف الروسي تجاه العراق؟
هذا أولا المعلق السياسي ومدير مركز الأبحاث في مجال حقوق الإنسان (قسطنطين ترويفتسيف).

(تعليق قسطنطين ترويفتسيف)

كان هذا مدير مركز الأبحاث في مجال حقوق الإنسان (قسطنطين ترويفتسيف) في حديث إلى إذاعتنا. أما الآن فإليكم ما قالته مراسلة صحيفة (فريميا نوفوستيه) الصادرة في موسكو (يلينا سوبونينا) التي سألها ميخائيل ألاندارينكو عما إذا كان البيان الروسي الأميركي المشترك يعني تحولا في موقف موسكو تجاه القضية العراقية.

(تعليق يلينا سوبونينا)

كانت هذه مراسلة صحيفة (فريميا نوفوستيه) الصادرة في موسكو (يلينا سوبونينا) في حديث إلى إذاعة العراق الحر.

على صلة

XS
SM
MD
LG