روابط للدخول

خبر عاجل

الموقف الأوروبي من دعوة بوش للناتو لدعم جهود واشنطن لنزع أسلحة العراق


صحيفة أميركية نشرت مقالين تناولا دعوة بوش لقادة حلف شمال الأطلسي على دعم واشنطن في جهودها لنزع أسلحة العراق، وموقف القادة الأوروبيين من هذه الدعوة. (ولاء صادق) أعدت قراءة لهذين المقالين.

تحت عنوان " بوش يحاول طمأنة القادة الاوربيين " نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا عن قمة حلف شمالي الاطلسي التي بدأت امس في براغ قائلة إن القادة الاوربيين يبدون اكثر اطمئنانا الان. إذ صافح الرئيس بوش يوم الخميس المستشار الالماني غرهارد شرودر الذي جمده لاسابيع ثم همس في اذنه ببعض الكلمات. كما التقى القادة الاوربيين الثمانية عشر قبل الجلسة الافتتاحية وصافحهم وربت على اكتافهم كصديق. وكان قد تحدث عشية القمة عن مهمة حلف شمالي الاطلسي الجديدة وهي مكافحة الارهاب الى جانب الولايات المتحدة وهو ما يحتاجه الحلف بالتحديد، لتجديد فعاليته ونشاطه، كما قالت الصحيفة. وتابعت ان الاهم هو ان الرئيس بوش جاء الى براغ حاملا دعم الامم المتحدة لعمل في العراق وتلك خطوة مهمة جلبت الراحة للاوربيين. الا ان الصحيفة لاحظت ان هذا الراي لا يتفق عليه الجميع اذ انتقد احد المسؤولين الكنديين الكبار الرئيس بوش وفقا لصحيفة كندية لتركيزه على الحرب على العراق بدل توسيع حلف شمالي الاطلسي. وفي براغ حاول رئيس الوزراء الكندي جون كريتيان ابعاد نفسه عن هذا الانتقاد واظهار دعمه للرئيس بوش. كما نقلت الصحيفة عن رئيس وزراء سلوفاكيا وصفه الرئيس بوش بالتكبر رغم ان الرئيس الجيكي هافل دعا الاوربيين الى تفهم هذا السلوك وذكر بدور اميركا في اوربا في الحرب العالمية الثانية وقال ان مسؤولية مثل هذه تدعو الاميركيين الى الشعور باالاعتزاز بانفسهم .

أما المسؤولون الفرنسيون فقد شعروا بالراحة للجوء الرئيس بوش الى الامم المتحدة في شأن العراق ولتغييره صياغة مشروع القرار الاميركي بهدف ارضاء مطالبهم.

هذا واشارت الصحيفة الى شعور المسؤولين الالمان بالسرور عندما صافح الرئيس بوش المستشار شرودر مرتين، وكانت المرة الثانية امام الكاميرات. الا انها قالت ان الخلاف بينهما ما يزال قائما ونقلت عن وزير الخارجية الالماني قوله ان هناك خلافات احيانا ولكنها خلافات داخل العائلة.

--- فاصل ---

وفي تقرير اخر خصصته نيويورك تايمز لقمة حلف شمالي الاطلسي تحت عنوان " قادة الحلف يؤكدون ضرورة نزع سلاح العراق " قالت الصحيفة ان قادة الحلف التسعة عشر وقفوا الى جانب الرئيس بوش وادانوا العراق بقوة. واضافت انه رغم كون معارضة المانيا المشاركة في اي حرب على العراق امر اكيد لمنع الحلف من المساهمة في حملة ضد العراق الا ان العديد من اعضاء الحلف يبدون راغبين في ذلك ولكن بناءا على اسس مناسبة.

ولاحظ التقرير ان القادة اتخذوا موقفا موحدا مرحبا بالمقترح الاميركي لانشاء قوة رد سريع تابعة للحلف على مدى السنوات الاربع المقبلة وذلك بهدف تفعيل دور الحلف في العالم وفي مكافحة الارهاب. وانهم رحبوا بانضمام سبع دول جديدة الى الحلف الا ان هذا لا يخفي التصدعات داخل الحلف بسبب موقف المانيا من حملة عسكرية على العراق كما اشارت الصحيفة. واشار مسؤولون في الادارة الاميركية وفي الحلف الى اتفاق متزايد في الاراء حول انشاء تحالف خاص يضم عددا من دول الحلف وعددا من الدول العربية ممن يرغبون في المشاركة في حملة عسكرية على العراق.

وتابعت الصحيفة ان التصدعات السياسية بدت واضحة يوم الخميس عندما دعيت الدول السبعة الجديدة في الحلف وثلاث دول اخرى ترغب في الانضمام، الى الادلاء بتصريحاتها الخاصة بالعراق. وكانت دول اوربا الشرقية والبلطيق التي عاشت تحت الحكم السوفيتي قد تحدثت بلغة موالية لاميركا. واعربت الدول السبعة والثلاثة في بيان لها عن استعدادها للمشاركة في التحالف الدولي لتعزيز قرار مجلس الامن ونزع اسلحة العراق في حال فشل الاخير في الامتثال لقرار مجلس الامن.

وتابعت الصحيفة ان الخلاف بين المانيا والولايات المتحدة هو الاعمق والاكثر اثارة للقلق ليس فقط لان موقف المانيا سيضمن عدم مشاركة الحلف في حملة على العراق كما لم يشارك في حملة الولايات المتحدة على القاعدة في افغانستان. بل لان المانيا مركز مهم ايضا للحلف في القارة الاوربية وقد تنسف اتجاهاتها السلمية تماسك الحلف وتبنيه موقفا اكثر صرامة واستباقيا بدفع من اميركا ازاء تهديدات الارهاب الجديدة.

--- فاصل ---

ولكن ورغم ان الرئيس بوش وغيرهارد شرودر وكما لاحظت الصحيفة تصافحا وتبادلا كلمات الدعابة في مأدبة العشاء عشية القمة، الا ان التوتر بين البلدين كان ما يزال واضحا عندما خرج وزير الخارجية الالماني فيشر من قاعة القمة يوم الخميس واخبر الصحفيين بان المانيا تقف ضد عمل عسكري محتمل واضاف بانها لا تريد ان يتحول الاحتمال الى واقع.

الا ان المانيا أيدت، وكما ذكرت الصحيفة، بيان الحلف يوم الخميس عن العراق. ونقل التقرير عن كارستن فويغت منسق الشؤون الالمانية الاميركية في وزارة الخارجية الالمانية قوله ان شرودر لن يعتذر لاتخاذه موقفا يتمتع بدعم سياسي واسع في الداخل. واضاف " طالما قالت اميركا انها تريد قادة يثقون بانفسهم في المانيا. وهم موجودون الان ".

اما عن موقف فرنسا التي لها خلاف علني مع الولايات المتحدة رغم تاييدها فرض ضغط مستمر على العراق فقالت الصحيفة إن الدبلوماسيين الفرنسيين اصدروا نسختهم الخاصة من بيان الحلف باللغة الفرنسية مع اختلاف بسيط يتعلق بالحرب. إذ ورد فيها ان العراق واجه نتائج وخيمة اذا ما استمر في انتهاك التزاماته بينما يقول النص الانكليزي الذي وضعه الوفد الاميركي ان العراق سيواجه نتائج وخيمة نتيجة لانتهاكاته المستمرة لالتزاماته.

وتلك اشارة وكما قالت الصحيفة على حرص فرنسا على الغاء اي اشارة الى شن تلقائي للحرب وتفضيلها منح العراق الفرصة للامتثال. ونقل التقرير عن الرئيس شيراك قوله للقادة الاوربيين وفقا للناطقة بلسانه كاثرين كولونا " لا بديل امام العراق غير التعاون الكامل والتام مع الامم المتحدة. على العراق ان يفهم ان عليه اغتنام الفرصة المعروضة عليه وانها فرصته الاخيرة ".

ومن جهة اخرى اشار التقرير الى تصريح الرئيس بوش انه يتلهف للمغادرة الى روسيا حيث سيلتقي الرئيس بوتين. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين اعتبارهم الزيارة ضرورية لان بوتين ضد توسيع الحلف بسبب تحالف الحلف الستراتيجي مع واشنطن منذ احداث الحادي عشر من ايلول. ونقلت الصحيفة قول الرئيس بوش " ساقول للشعب الروسي بان عليكم الا تخافوا من توسع الحلف حتى حدودكم لانه يضم شعوبا محبة للسلام وعليكم الترحيب بها " كما طمأن الرئيس بوش موسكو الى ضمان مصالحها الاقتصادية في العراق اذا ما قامت الولايات المتحدة باجتياحه.

على صلة

XS
SM
MD
LG